تعرض سمك دولفين لإصابة خطيرة في رأسه وظهره جراء هجوم شنه عليه سمك قرش بالقرب من شاطئ كوينزلاند. وقد اختفى الدولفين الذي يبلغ عمره 12 عاماً ويطلق عليه اسم "ناري" وظل متوارياً عن الأنظار مما أثار مخاوف خبراء الحياة البرية من احتمالات موته؛ لاسيما وأنه لم يعد لتناول طعامه المعتاد بالقرب من الشاطئ – علماً بأن زميله "إيكو" الذي يكبره سناً قد اختفى أيضاً هو الآخر. بيد أن ناري ورفيقه إيكو عادا بعد ثلاثة أيام من الاختفاء وعاودا الانضمام إلى بقية المجموعة. وقال تريفور لونغ خبير أسماك الدولفين في عالم البحار في ساحل الذهب،: "لم نر ناري مرة أخرى إلا في اليوم الثالث عندما عاد برفقة إيكو". وأردف يقول: "إن أسماك الدولفين من الحيوانات الاجتماعية التي ترتبط معاً بدرجة عالية من العلاقات الاجتماعية كما تجمعها أواصر وطيدة ووثيقة للغاية. وبالتالي لا يوجد مسوغ للتفكير في شيء آخر غير أن إيكو ظل ملازماً لزميله ناري لعدة أيام ومكث منتظراً بقربه ريثما تتحسن حالته الصحية على نحو يمكنه من العودة إلى منطقة تناول الغذاء. أما حقيقة عدم تمكن إيكو من الظهور عندما كان ناري المصاب غائباً هو الآخر فهي تدل أيضاً على أنهما ظلا سوياً داخل البحر لعدة أيام." بالإضافة إلى ما تقدم، تبين كذلك أن تعاطف إيكو مع ناري ربما كان ناشئاً عن حادث وقع في عام 1996م عندما تعرض إيكو لهجوم مماثل من سمك قرش. ولعل مما أثلج صدور خبراء الحياة البرية أكثر فأكثر أن ناري أظهر ثقة في الأشخاص الذين تمكنوا من إخراجه إلى بر الأمان على متن قارب والذهاب به إلى البر ليتلقى العلاج على يد الطبيب البيطري إذ ان ناري لم يبد أي مقاومة أثناء انتشاله من البحر. واستطرد لونج معلقاً على ذلك بقوله: "لقد كان المشوار طويلاً ومضنياً للعودة إلى الشاطئ؛ إلا أن ناري ظل هادئاً طوال المشوار. وبدا كأنه يضع ثقته فينا. أما نحن فقد كنا قلقين جداً بشأنه عندما اختفى ولم يتمكن من العودة ولكنه الآن في أيد أمينة. وأما الإصابة فهي خطيرة للغاية. لقد قضمه القرش في ظهره ونفذت العضة مخترقة البشرة واللحم حتى وصلت إلى العضل. وكان الألم حاداً إلى أبعد الحدود. وتم استئصال قطعة اللحم الكبيرة التي مزقها القرش في محجر خاص حيث يعالج ناري وبعد ذلك سوف تصبح المسألة مسألة جرح سيندمل من الخارج مع مرور الوقت." وأضاف قائلاً: "يحدونا أمل كبير في أنه سوف يتعافى ويستعيد صحته وبعد ذلك سوف نطلق سراحه ليعود إلى الحياة البرية حيث ان من المؤكد أن صديقه إيكو سيكون في انتظاره على أحر من الجمر." يشار إلى أن قطيع أسماك الدولفين الذي يضم 13 من أسماك الدولفين غير الأليف قد درج على المجيء كل مساء لتناول الطعام من أيدي مسؤولي الحياة البرية والسياح الذين دأبوا على تقديم الطعام وإزجاء التحية إلى تلك الأسماك في كل مساء على ساحل جزيرة مورتون قبالة بريسبين. وكانت الإصابة المخيفة التي عانى منها ناري قد لوحظت لأول وهلة عندما ظهر مؤخراً لكي يقتات من أيدي مسؤولي الحياة البرية والسياح الذين يقذفون قطع اللحم الصغيرة إلى أسماك الدولفين. وقد أصيبوا بالذعر وهم يشاهدون الإصابة المرعبة التي تحمل سمات الهجوم الشرس الذي شنه سمك القرش الضاري. وليس من الواضح ما هو نوع القرش الذي شن الهجوم ولكن طبيعة الإصابة كانت تشير إلى أنه بعد أن عض رأس ناري في الأول حاول نزع اللحم من موقع الإصابة.