جدلية القارئ والكتاب والمكتبة، هنالك من يسأل أين القراء ليجيبه الآخر بل أين الكتاب الذي يقرأ، ليعلق ثالث تبحثون عن الكتاب وتنسون المكتبة، وهنا في غياب المكتبات العامة يضيع القارئ والكتاب، وجود المكتبة مهم جداً ليس فقط لقراءة الكتب، بل أشمل من ذلك فالمكتبة الحديثة أصبحت ملتقى للثقافات ومركزاً للفنون وقناة للمعلومات بعد أن كانت خزانة للكتب فقط، وهي الآن تواجه تحدياً كبيراً لاسيما وأن الإنترنت أتاح الوصول للكتاب والمعلومة بسهولة، وبكل تأكيد سمعنا عن مشروع منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) ومكتبة الكونجرس الأمريكي لإنشاء مكتبة رقمية عالمية، حيث سيتم تحويل المواد الفريدة والنادرة من المكتبات والمؤسسات الثقافية الأخرى حول العالم إلى مواد رقمية وسيتم توفيرها من دون أي مقابل على شبكة الإنترنت. وتشمل هذه المواد مخطوطات وخرائط وكتباً وقطعاً موسيقية وتسجيلات صوتية وأفلاماً ومطبوعات وصوراً، وستكون بكل اللغات، ربما هنالك من سيقول بوجود المكتبة الرقمية الافتراضية على شبكة الإنترنت لن يكون هنالك حاجة لمكتبة عامة، واعتقد أن هذه الرؤية قاصرة، قد نقتنع بها لأن علاقتنا بالمكتبات العامة غير موجودة أصلاً، لذا لا نرى مطلقاً أن المكتبة كائن حي يبث الروح والحياة للمجتمع الذي حوله، من يحب القراءة ويرغب أن يشمل هذا الحب لأفراد أسرته، نجده يحرص على شراء العديد من الصحف والمجلات ومن ضمنها الكتب العامة وقصص الأطفال، والمراجع ودوائر المعلومات، و.. و..، هذا جيد أن يكون هنالك مكتبة منزلية ، وجيد أيضاً أن يقتني كل كتاب يصدر ولكن هل يستطيع أن يحيط بكل كتاب يصدر، هل يقدر أن يحقق له ولأسرته ما يرغب بقراءته من كل الموضوعات ، أعتقد أن ذلك ليس بالسهل، وهنا تأتي أهمية المكتبة العامة التي يفترض أن توفر أكبر قدر من العناوين وأن تكون مرتبطة بشبكة إلكترونية لتوفر الكتاب الذي لا يوجد لديها وهذا أمر ليس بالصعب مطلقاً، التقنية الحديثة ساعدت على ذلك، والمشاريع المعلوماتية التي تبنتها المملكة ليس على المستوى المحلي أو العربي بل على المستوى العالمية مثل الفهرس العربي الموحد يساعد على تقوية البنية التحتية للمكتبات ويوحد بيانات كل كتاب أو بصورة أشمل وعاء معلومات ليكون الوصول إليه سهلاً. أقول هذا لأن العالم سيحتفل بعد أيام باليوم العالمي للكتاب وحقوق الملكية الفكرية، ليكن مع هذا الاحتفال انطلاقة حقيقية للمكتبات، ربماتنتهي جدلية القارئ والكتاب والمكتبة.