في لقاء حواري تفاعلي جرى تطبيق وإعلان نتائج استطلاع مركز رؤية للدراسات الاجتماعية (أولويات الشباب الجامعي السعودي) على نحو ألف طالب من جامعة القصيم في محاضرة بعنوان (هموم الشباب) للأمين العام لمركز رؤية للدراسات الاجتماعية الشيخ الدكتور إبراهيم الدويش، وجاء اللقاء حوارياً رائعاً تم فيه مقارنة نتائج الاستطلاع بآراء الشباب الحاضرين مباشرة وبتفاعل لافت ومتميز ازدحمت فيه قاعة مسرح كلية الشريعة والدراسات الإسلامية مما اضطر المئات للوقوف طوال الوقت عند أبواب القاعة وخارجها. وكشف الدويش أن نتائج أحدث استطلاع رأي أجراه مركز رؤية للدراسات الاجتماعية أوضحت أن 81% من الشباب الجامعي السعودي راض عن نفسه ومتفائل و4% متشائمون، وقال: إن تحليل النتائج أسفر عن قوة التماسك والاستقرار الأسري للمجتمع السعودي، حيث أن 65% من أفراد العينة يعيشون مع والديهم، وأن المشكلات المادية المرتبطة بالزواج هي المعوق الأساس لرغبة الشباب في الزواج . وتكاد تجمع عينة الدراسة على أن تكون الزوجة سعودية الجنسية. واحتل الاستقرار المادي قمة الأولويات بالنسبة للشباب تليه فرص الحصول على عمل، ثم الزواج وتكوين الأسرة وأخيراً مواصلة التعليم، فيما لم يأت الاستثمار الأمثل ! لوقت الفراغ ضمن الأولويات المهمة للشباب. وأوضح الدويش أن 45% من الشباب يرون أن مستقبل المجتمع السعودي يتجه إلى الأفضل، كما كشفت نتائج الاستطلاع عن أن 78 % من أفراد العينة يفضلون قضاء وقت فراغهم مع الانترنت حيث جاء الانترنت في مقدمة الأولويات بالنسبة لهم في قضاء وقت الفراغ، يليها مشاهدة التلفاز 75 % من العينة، وجاءت أقل النسب في قضاء وقت الفراغ قراءة الكتب 47% من العينة والعمل التطوعي 24 % من العينة. وأشار الدويش إلى أن أكثر البرامج مشاهدة للشباب المسلسلات 71% من العينة، تليها الأفلام العربية والغربية 69%، والرياضة 68%، أما البرامج العلمية فوصلت نسبة المشاهدة للعينة 44% والبرامج الدينية 55% . وجاءت البطالة في مقدمة المشاكل التي تواجه الشباب يليها قضيتا المخدرات والإرهاب . وجاءت قضية فلسطين من أهم القضايا العربية والإسلامية التي تشغل تفكيرهم يليها العراق ولبنان وأفغانستان والصومال وأخيراً السودان .. وتم تطبيق استطلاع الرأي على عينة قوامها (1500) مفردة من الطلبة الذكور في الجامعات الحكومية السعودية، وتم اختيار عينة طبقية من مختلف مناطق المملكة حيث شملت مناطق جغرافية متنوعة وهي المنطقة الشرقية 21% من العينة، الغربية 27%، الشمالية 17%، الجنوبية 13%، الوسطى 22% . وجرى جمع البيانات عن طريق توزيع الاستبيانات على عينة الدراسة وتم تصنيف البيانات الكمية والكيفية للاستجابات ومراجعتها وتطبيق عملية التحليل الإحصائي للبيانات باستخدام برنامج الحزم الإحصائية بالإضافة للتحليل الكيفي للأسئلة المفتوحة . وأكد الدويش أن مركز رؤية للدراسات الاجتماعية بإجرائه «استطلاع رأي حول: أولويات الشباب» يهدف إلى التعرف على واقعهم الجامعي، والوقوف على ما يجول في عقولهم وأفكارهم من أولويات واهتمامات في حياتهم وأهم القضايا العالمية والمحلية (الداخلية) التي يولونها أهمية . وتوفير المعلومات الموثقة عن الشباب واهتماماتهم اليوم لصناع القرار والمؤثرين من سياسيين وشرعيين ومفكرين وإعلاميين للتعاون الايجابي المثمر في دفع عجلة الإصلاح والتحضر. والتعرف على معوقات الزواج ومواصفات شريك الحياة وغير ذلك من القضايا الحياتية للشباب السعودي. وركزت تساؤلات الاستطلاع على: ما الأولويات والاهتمامات التي تشغل تفكير الشباب الجامعي؟ ما أهم القضايا المحلية (الداخلية) التي يوليها الشباب أهمية داخل المجتمع السعودي؟ ما أهم القضايا العربية والإسلامية التي تشغل تفكيرهم؟ ما تصورات الشباب حول مستقبل مجتمعهم؟ وما مدى رضاهم عن أنفسهم؟ ما واقعهم؟ وما أولوياته في قضاء وقت الفراغ؟ ما معوقات زواج الشباب؟ وما مواصفات شريكة الحياة من وجهة نظرهم؟ وأوضح الباحث بمركز رؤية للدراسات الاجتماعية محمد كيلاني أن توصيات الاستطلاع طالبت بالعمل على إقامة مراكز وأندية شباب تتنوع أنشطتها ما بين أنشطة اجتماعية، ثقافية وترفيهية، رياضية، علمية لاستثمار وتوظيف وقت فراغ الشباب الاستثمار والتوظيف الأمثلين. وشددت التوصيات على ضرورة التوسع والاستفادة من الأنشطة التي تقدمها «رعاية الشباب» ووضع السياسات الشبابية والاهتمام بالشباب من وجهة نظر رؤية وطنية شمولية. كما طالبت بالترغيب في الزواج والتيسير على الشباب فيما يتعلق بالكلفة المادية لمتطلبات الزواج واتخاذ السيرة والأحاديث النبوية مثالاً فيما يتعلق بعدم المغالاة في المهور والتجهيزات غير الأساسية. وأكدت التوصيات على ضرورة التصدي بالدراسات الجادة لقضية الإرهاب والمخدرات والواسطة والعمل على كافة المستويات للقضاء عليها أمنياً لما يستشعره الشباب من خطر نتيجة تلك القضايا. والتوسع في إيجاد فرص العمل للشباب ومحاصرة البطالة لما لها من آثار اجتماعية ونفسية على الشباب، وتوفير الدورات التدريبية والتأهيلية وتسليحهم بالمهارات لمواكبة سوق العمل وسد العجز في كافة المجالات العلمية والفنية والتقنية ولقيادة عجلة التنمية والتقدم، والاستعانة بالعمالة الوافدة في أضيق الحدود فالشاب السعودي لا يقل عن نظيره. وأشارت التوصيات إلى أهمية عمل ندوات وبرامج تثقيفية بأهم القضايا الداخلية والخارجية مع تحليل أسبابها ونتائجها والتعرض لمشكلات الشباب الحياتية وطرح الحلول لها. هذا وقد سبق محاضرة الدويش عن (هموم الشباب) عرض مرئي تعريفي بمركز رؤية للدراسات الاجتماعية وانجازاته العلمية والبحثية وقام بتقديم المحاضرة الدكتور إبراهيم بن فايز الدغيري وفي حضور المسئول الإعلامي لمركز رؤية عصام أبو زيد، وقامت بتنظيم المحاضرة عمادة شئون الطلاب بجامعة القصيم بالتعاون مع الإشراف الثقافي والاجتماعي بكلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية 0