لقد عوّضنا الله سبحانه وتعالى ثم مولاي خادم الحرمين الشريفين في مصابنا الجلل لفقدان سمو الأمير سلطان - رحمة الله عليه -، باختيار سمو الأمير نايف ولياً للعهد من قِبل خادم الحرمين ليكون خير خلف لخير سلف، فإن ذلك يعتبر امتداداً للقرارات الحكيمة التي يقدمها خادم الحرمين لأبنائه المواطنين. بكل تأكيد لقد خسر الوطن رجلاً عظيماً له تأثير كبير، نعم لقد خسر الوطن بفقدان سلطان القلوب، ولكن حكمة الله سبحانه وتعالى ورحمته بعباده واسعة، فقد عوّض الله ثم مولاي خادم الحرمين هذا الشعب الكريم النبيل برجل عظيم حكيم له من الإمكانيات الإنسانية والقيادية، ما هي كفيلة بأن تجعل منه العضد الأيمن والساعد القوى والمستشار الأمين لأخيه خادم الحرمين أطال الله في عمره. نايف بن عبد العزيز يعتبر رجل المرحلة الحالية والقادمة، وخير من يعرف ويعي ويتفهّم مقتضيات الأحداث التي تموج بها الساحة الفكرية والسياسية والاقتصادية والأهم الساحة الأمنية. نايف بن عبد العزيز يعتبر بعد الله سبحانه وتعالى ثم مليك هذه البلاد، مصدراً للثقة ومصدراً للاطمئنان الأمني والاقتصادي والشعبي، فتاريخ الرجل معروف بالحكمة والتروّي وسعة الصدر والحزم، ومعروف عنه الحنكة والحلم وبُعد النظر. تاريخ الرجل مضيء في جميع المجالات التي تولّى شرف مسؤوليتها، وإنجازاته الأمنية والعلمية تشهد له على ذلك، إنّ الرجال لا يتكلمون بل إنّ من يتكلم عنهم هي الإنجازات ومقدار النجاح، والنجاح يُقاس بمقدار الإنجاز ومقدار النتائج الناجحة، وإنجازات سمو الأمير نايف ليست محلاً للكلام والتعداد، بل إنها تتكلم عن نفسها من خلال النتائج الملموسة والواضحة على أرض الواقع. الأوضاع التي تمر بها المنطقة، تحتاج إلى رجال على قدر تلك الأحداث، وتحتاج إلى الخبرات وإلى الممارسة وإلى القوة الفكرية والعقلية، لأنها أحداث معقّدة ومترابطة ومتلازمة على اختلاف أهدافها ومقاصدها، ومن هنا فإنّ مسؤولية التعامل معها تحتاج إلى رجال على قدر المسؤولية والثقة والقوة، وسمو الأمير نايف يعتبر بالنسبة لأبناء الشعب بجميع أطيافه، صمّام أمان بعد الله في وجه تلك الأحداث التي تتلاطم، والتي يستخدمها أعداء الوطن «سفينة» ليبحروا بها إلى شواطئ الوطن، من هنا فإنّ اختيار مولاي خادم الحرمين لسمو الأمير نايف ولياً للعهد توفيق من الله سبحانه وتعالى أولاً ثم لحنكة وحكمة خادم الحرمين، وما هو إلاّ امتداد للقرارات الحكيمة السامية. نشكر الله سبحانه وتعالى ثم نشكر ونقدّر لمولاي خادم الحرمين أطال الله في عمره، ونثمّن لمجلس البيعة هذا الاختيار، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يعين سمو الأمير نايف على حمل الأمانة. حفظ الله ولاة أمرنا من كل مكروه... والله من وراء القصد.