على طريقة "من لا يأكل بيده لا يشبع" سيدخل المنتخب السعودي مباريات الدور الثاني من تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010، بعد أن بات في موقف لا يحسد عليه إذ يحل في المركز الرابع برصيد 4 نقاط متخلفاً عن منتخبات كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية وإيران الذين يتعاقبون على المراكز الثلاثة الأولى؛ فيما يتقدم فقط على منتخب الإمارات الذي يقبع في ذيل المجموعة الثانية. "الأخضر" الذي سيحل ضيفا على نظيره الإيراني في طهران مطالب من مسيريه وأنصاره بالعودة للعاصمة الرياض وفي جعبته نقاط المباراة الثلاث، لأن عدم حصول ذلك يعني أن كل فرصة في المنافسة باتت معدومة. ولا يتخيل أي سعودي اعتاد على رؤية منتخب بلاده في أكبر تظاهرة عالمية منذ العام 1994 حينما بلغ نهائيات كأس العالم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ألا يشاهده في "مونديال جنوب أفريقيا" بعد أن تواجد في المونديالات الأربعة الماضية، فرغم تعثر المنتخب السعودي حتى اللحظة في التصفيات إلا أن بصيص الأمل الموجود يجعل السعوديين متفائلين بقدرة "الأخضر" على الوصول لمونديال 2010 حتى وإن كان ذلك بالتأهل عبر نظام الملحق. ويقضي نظام التصفيات بتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى النهائيات، بينما يلتقي المنتخبان اللذان يحتلان المركز الثالث في المجموعتين ذهاباً وإياباً في نوفمبر المقبل ليتأهل الفائز منهما لملاقاة بطل أوقيانوسيا ذهابا وإيابا ويتأهل الفائز في مجموع اللقاءين إلى النهائيات. يقول المشجع إبراهيم حسن هلال "28 عاما": "لا يمكن أن أتصور كأس العالم بدون منتخبنا الوطني، فكما أن العالم لا يحلو له كأس العالم إلا بمشاهدة البرازيلي، فنحن السعوديين كذلك لن نستطعم المونديال بدون "الأخضر". ويضيف إبراهيم هلال: "رغم العقبات التي اعترضت المنتخب، والعقبات التي ينتظر أن تعترضه إلا أنني متفائل بقدرته على بلوغ كأس العالم، حيث أتوقع أن يتجاوز منتخبات إيرانوالإمارات وكوريا الشمالية وستخدمه نتائج منتخبات المجموعة في تسهيل مهمته". ويعود هلال بالذاكرة للوراء "من تابع مشوار "الأخضر" في جميع التصفيات التي خاضها للمونديالات الماضية يدرك أن طريقه لم يكن أبدا مفروشا بالورود فهو غالبا ما يتأهل من عنق الزجاجة، وهو ما سيحدث في هذه التصفيات أيضا". ولا يحتاج المنتخب لتجاوز المنتخب الإيراني حينما يلتقي به غدا في طهران بل بات عليه أن يتطلع للفوز في جميع مبارياته المقبلة حتى لا ينتظر أن تتعلق آماله بحبال أحد، وهو خيار صعب جدا فهو بانتظار أربع مباريات من العيار الثقيل. وإذا ما نجح "الأخضر" في تجاوز المطب الصعب الذي ينتظره في العاصمة طهران فإن معنوياته سترتفع لينطلق بهدوء وروية نحو مواجهة المنتخب الإماراتي مطلع ابريل المقبل، وهي المواجهة التي لن تكون أسهل من سابقتها، لكن الفوز في هاتين المباراتين سيعيده إلى السكة الصحيحة في مشواره نحو كأس العالم. ويؤكد على هذه الحقيقة المدرب السعودي عمر باخشوين إذ يقول :"منتخبنا بحاجة ماسة للعودة من طهران محملا بالنقاط الثلاث، لأن ذلك سيكون له مردوده النقطي والمعنوي في مشوار المنتخب في التصفيات". ويضيف: "لاشك موقف "الأخضر" صعب، لكن يجب أن نتعامل معه بثقة، لأنه كان ولازال احد العلامات الفارقة في القارة الصفراء، وهو قادر على الإطاحة بأي فريق إذا ما كان في وضعه الفني والمعنوي الطبيعي". ويؤكد باخشوين على أن المنتخب السعودي بحاجة لأن يتعامل مع الدور الثاني من التصفيات ب"نظام القطعة" بحيث لا يفكر في أي مباراة إلا بعد تجاوز المباراة التي هو بصددها، وإلا فإن موقفه سيزداد صعوبة. ولا يخفى على المتابع للمنتخب السعودي حجم المعاناة التي يعيشها وهو يتحضر لاستحقاقاته المقبلة في التصفيات بدءاً من مواجهة إيران إذ يعاني من غياب عدد من لاعبيه إن بسبب الإيقاف أو لدواعي الإصابة أو لأسباب أخرى إدارية، وهو ما يوسع مساحة القلق لدى أنصاره. ورغم كل ذلك يعول محبو "الأخضر" على المدرب البرتغالي بوسيرو الذي حل بدلا عن ناصر الجوهر أن يحدث تغييراً فنياً في منتخب بلادهم يسهل عليه قطع تذكره العبور لجنوب أفريقيا، وليكون بذلك خامس مدرب يقوده لكأس العالم.