اصطاد منتخبنا الوطني "الأخضر" اكثر من عصفور واحد بحجر بعد الفوز على ايران 2-1 في مستهل مرحلة الإياب من تصفيات اسيا لكرة القدم المؤهلة الى نهائيات مونديال 2010 في جنوب افريقيا. واول العصافير كان تحويل "الاخضر" تأخره أمام مضيفه الإيراني صفر-1 الى فوز 2-1 على ملعب ازادي في طهران امام 100 الف متفرج تقدمهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في الجولة السادسة من منافسات المجموعة الثانية في الدور الحاسم. وثاني العصافير كان ارتقاؤه بالتالي الى المركز الثالث برصيد 7 نقاط من 5 مباريات وبات منافسا قويا على إحدى بطاقتي التأهل المباشر عن المجموعة، او على الاقل التأهل الى الملحق الاسيوي كصاحب مركز ثالث ثم الانطلاق الى البطاقة الكاملة على حساب نيوزيلندا بطلة اوقيانيا. وحقق منتخبنا اول انتصار له على ايران في عقر دارها في تاريخ لقاءات الطرفين، واعاد العربة الى السكة الصحيحة بعد ان بات على بعد 3 نقاط من كوريا الشمالية ونقطتين من كوريا الجنوبية التي لعبت 4 مباريات فقط، علما بانه سيستضيف نظيره الاماراتي - اكرر الاماراتي - الاربعاء في الرياض، فيما تلتقي الكوريتان في سيول. اما العصفور الاهم على الصعيد الجماهيري فهو ان فوز الاخضر جاء بعد ساعات عدة من الحزن الذي اصاب ملايين المشجعين العرب جراء خسارة المنتخبات العربية الثلاثة الاخرى: الامارات امام كوريا الشمالية صفر-2 في المجموعة ذاتها، وقطر امام اوزبكستان صفر-4، والبحرين امام اليابان صفر-1 في ضمن المجموعة الاولى. وثبت مدرب الأخضر البرتغالي جوزيه بيسيرو القاعدة الشهيرة وهي ان الكرة السعودية معين لا ينضب فلم تتأثر التشكيلة بغياب القائد ياسر القحطاني للايقاف او المدافع ماجد المرشدي، افضل لاعب في خليجي 19، بداعي الاصابة، وسد نايف هزازي واسامة المولد صاحبا هدفي الفوز في المرمى الايراني، الفراغ الناجم عن الغيابات. واثبت المنتخب السعودي ايضا انه يتمتع بخبرة المنافسة في التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس العالم، ويستطيع تجاوز الكبوات والنهوض مهما يكن حجم الهزات التي تعترض مشواره نحو المشاركة المونديالية الخامسة على التوالي. واظهرت الوجوه الشابة في تشكيلة الاخضر حماسا كبيرا وانضباطا منقطع النظير فلم تتأثر بالاسماء الطنانة والاسماء الوزانة لدى الطرف الاخر من عيار مهدي مهداوي وجواد نيكونام وكريم باقري وعلي كريمي وسواهم ولا حتى من مدربهم علي دائي، فحققت الفوز الذي جاء منسجما مع مجريات اللقاء وعلى مستوى الجهود المبذولة لا بل تتويجا لها. واذا كانت هذه الوجوه الشابة مثل احمد عطيف وصالح بشير ونايف هزازي حجزت مكانا لها في تشكيلة "الاخضر" رغم حداثة انضمامها، فان محمد نور استطاع اثبات نفسه كقائد للمنتخب السعودي لاول مرة وكفرد يذوب في الجماعة ليس فقط من النواحي الفنية داخل الملعب بل ومعنويا ايضا من خلال التوجيهات التي حرك بها زملائه، فكان بلا منازع اهم العصافير التي اصابها "الاخضر" بحجر الفوز هذا. وظهرت خبرة محمد نور جليا بعدما تأخر المنتخب وكان لدوره القيادي كبير الاثر على معنويات زملائه الذين لم يتأثروا بهتافات 100 الف مشجع ايراني، وكان التماسك والشعور بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم معينهم على ادراك التعادل ثم تحقيق فوز تاريخي لاول مرة على المنتخب الايران على ملعبه وبين جماهيره. واعتبر رئيس الاتحاد السعودي للعبة الامير سلطان بن فهد ان الفوز على ايران "جاء في وقت صعب ومهم وان اللاعبين قدموا كل ما لديهم امام حشد كبير من الجمهور الذي لم ترعبهم صيحاته". واضاف "رغم ظروف النقص التي كان يعاني منها الاخضر الا ان الاداء كان رائعا من قبل جميع اللاعبين. المنتخب السعودي مؤهل دائما للفوز ويعرف كيف يحسم نتيجة المباريات في الاوقات الصعبة". وختم قائلا "المباريات الثلاث المتبقية للاخضر في مشوار التصفيات لا تقبل أي اخطاء تحكيمية واتساءل لماذا لا يتم احتساب ركلات جزاء لصاحلنا؟"، في اشارة الى تغاضي الحكم الياباني نيشموار يوشي عن احتساب ركلة جزاء جراء عرقلة حارس المنتخب الايراني للمهاجم ناصر الشمراني وهو في حالة انفراد تام.