منحت وزارة الداخلية قبل فترة نوطاً عسكرياً للسيدة غادة بنت محمد الخمّار، الموظفة في شعبة الوافدين بالطائف، والتي رفضت رشوة مالية لإطلاق سراح امرأتين أجنبيتين تم توقيفهما لمخالفتهما أنظمة الإقامة ، و هذا النوط ليس مجرد "نوط أمني"، بل هو شهادة ولاء وانتماء، شهادة شرف شخصي وأمانة ذاتية . و قبل فترة ايضاً ، رفضت وزارة العدل تكريم موظف أبلغ عن رشوة قُدمت له من تاجر مقدارها 2 مليون ريال لتزوير صك أرض . و طالبت الوزارة الموظف ناصر العلياني، الموظف بالمحكمة العامة بمكة المكرمة، في خطاب رسمي بأنه اذا أراد الحصول على أي مكافأة، فعليه التقدم بنفسه الى المحكمة الادارية، وذلك لأن الأمر(كما قالت الوزارة) شخصي. و سألنا الوزارة حينها : - ما هو "الشخصي" في رفض موظف في المحكمة رشوة تبلغ 2 مليون ريال لكي يزور صك أرض؟! وإذا كان هذا الأمر شخصي، فما هو غير الشخصي يا ترى؟! ولو تجاوزنا قياسات الشخصي وغير الشخصي، فإن القياس الأهم هو ألاّ تحفز المكافأة الحلال التي رفضت وزارة العدل في تلك الأيام صرفها، أحداً من الموظفين لكي يرفض الرشوة الحرام: هذا هو أخطر ما في الأمر. وطبعاً ، هناك دوماً راشون ومرتشون ، وهم دوماً يعيشون بين الناس وينعمون بحياة هانئة وعيش رغيد، وبعضهم حينما تفوح رائحته ، فإن أكثر ما يفعله هو الاستقالة و إكمال حياته الهانئة، وسوف لن نقضي على هؤلاء إلا بتكريم كل الذين يساهمون بكشفهم .