يوم الأم، في هذا العام كان يوما مختلفا داخل الأسرة السعودية، عدد كبير من الأمهات كن ملكات متوجات وهن كذلك طوال الوقت، إلا أن هذا يوم كان التتويج أكثر سحراً وبريقاً . يوم الأم لم يكن احتفالاً، ولكنه حدث يكشف تحولا وتغيرا اجتماعيا سعوديا . السؤال هل الحراك الاجتماعي والثقافي في مجتمعنا داخل بوابة أكثر إتساعاً؟ الأيام تكشف التغيرات والباحثون الاجتماعيون عليهم رصد تلك التحولات، أما نحن فنكتفي بتعبير الأمهات. يوم مختلف تقول أم سلطان ولديها أربعة أبناء منهم أثنان متزوجان (كان يوما مختلفا واعتبره أكثر حيوية من يوم العيد فلم يسبق أن أهتم أبنائي بهذه المناسبة رغم أننا نتواصل بشكل دائم ولدينا اجتماع أسبوعي، إلا أن هذه المناسبة احتفل بها بشكل مغاير عن بقية المناسبات حتى بالنسبة لأحفادي الصغار الذين احضروا الهدايا والحلويات والأغاني الخاصة بالأم ، حقيقة كانت مناسبة مختلفة). عروس بينما أشارت أم نايف العجمي ولديها سبعة أبناء وأكبر أحفادها طالبة في المرحلة الثانوية أن يوم الأم كان يوما استثنائيا فرغم أفراحهم الكثيرة والمختلفة واجتماعهم كعائلة كبيرة، إلا أن يوم الأم حمل طعما مختلفا، وقالت: )لقد شعرت بأني عروس ولست أماً وقلت لزوجي هذا يوم زواج جديد أعدته بعد مرور أكثر من أربعين عاماً). أم تركي المعجل: أكبر أبنائها في المرحلة الخامسة الابتدائية تقول )زوجي علم أبنائي احترام هذه المناسبة ،فمنذ سنوات وهو وابنائي يحتفلون بها وتفاجأت في هذا العام أن أبني الأكبر رغم صغر سنه قد تولى تجهيز كل ما يخص المناسبة ولم ينتظر أن يذّكره بها والده فهو مع أخويه أشتروا الهدية قبل يوم 21 بأسبوع كامل وهو من أبلغ والده برغبته في الذهاب لمحل الحلويات وتصميم كعكة خاصة بهذه المناسبة ، كان شعورا لا يوصف). ترطيب الجو الجاف وأثنت أم محمد الزيد سيدة في العقد السابع على مثل هذه المناسبات وقالت )أنها تقوي العلاقات بين الأبناء ووالديهم ، وهي مناسبة للفرحة والمرح والترفيه ، هذه المناسبات ترطب الجو الجاف الذي قد يولد في الأسر نتيجة الانشغال بأمور الحياة ، فبهجة هذه المناسبات مثل الأعياد تماماً فهناك أبناء لا يجتمعون مع والديهم إلا في المناسبات ، وهذا اليوم اسمه لوحده يجعل الابن يعيد حساباته تجاه والديه). تعبير عاطفي وبهذا الخصوص استشرنا الأخصائية النفسية سامية المزيني التي أشادت بهذه المناسبة وأكدت على أهمية الاهتمام بها وإحيائها وقالت )هذه المناسبات فرصة لتعبير عن المشاعر بين أفراد الأسرة ولا سيما الأسرة السعودية التي عرف عنها الجفاف العاطفي ، حيث نجد كثيرا من الوالدين يحبون أبناءهم لدرجة الجنون ولا يعبرون عن هذا الحب ويعتبرونه ضعفا وهذا السلوك انتقل لكثير من الأبناء حتى من لم يتزوج ومثل هذه المناسبات تحيي هذه المشاعر وتجعل خروجها بشكل سلس وطبيعي، كما أنها تضفي على الأسرة الحيوية والتجديد فالأم أعطت الشيء الكثير الكثير وأفنت حياتها في كل صغيرة وكبيرة سهرت على راحة الأبناء صغارا وكبارا فلها حق على أولادها بأن تكرم ولو رمزاً.