فرحت كثيرا عندما نشرت القنوات الرياضية على كل الاراضي العربية وبدأ البث يأخذ حيزا كبيرا من الوقت نهارا وليلا ناقلا للمشاهد عبر بعض المتخصصين في فروع كرة القدم الفنية والقانونية والادارية وغيرها لاضافة الجديد الى المشاهد المتلقي.. وقد كانت بعض هذه الشاشات تحرص على أن يكون المحلل ملماً بقانون تخصصه مدركا لكل الخلفيات وبواطن الامور مقدرا لشعور المشاهد اخذا بالحسبان قيمة الكلمة ومعاني مفرداتها محافظا على تاريخه اذا كان لديه ذلك سواء كان ميدانيا او مكتسبا المعلومة الرياضية المكررة من القراءة او المجالسة حتى اصبح محللا ومالكا لاسلوب التضليل وتضييع الوقت المتاح له في تلك الجمل المكررة التي مل منها المشاهد وطفش وذهب الى قنوات اخرى يرى فيها تلك الوجوه الرياضية التي اثرت الساحة بفنها وعطائها الوفير وامتزج فكرها الرياضي العلمي والعملي في قالب واحد يعطي للآخر الرأي الصائب والمتوقع المأخوذ من الاحساس الرياضي الصحيح الذي يروق للمشاهد مع الايمان بحرية الرأي والرأي الآخر اذا كان الرأي الآخر صاحب تخصص. ٭ المحير والشاذ ان البعض يدلي برأيه وهو لا يعرف كرة القدم ولم يمارسها وقد لا يعرف من القانون شيئا ولكنه يتبجح ويحاول ان يفرض رأيه من دون ادنى تخصص وهي مغالطات يأخذ عليها مكافآت قد تكون مقطوعة وقد تكون شهرية. ٭ نحن بأمس الحاجة الى حلقات اسبوعية لمعالجة مشاكلنا الرياضية المتعددة ومنها مساعدة الرياضيين القدامى الذين يعيشون تحت خط الفقر والذين منهم من يئن من الضائقة المادية وكذلك الفراغ الذي يعيشه المدرب الوطني الذي يحمل المؤهل الذي يجعله في مصاف المدرب «الاجنبي» بل أنه يفوقه في كثير من المتطلبات التدريبية التي تتوفر في المدرب الوطني دون سواه لكن العقلية الادارية الناقصة التي تتواجد داخل اسوار النادي والتي ليس لديها القناعة بقدرات ابن البلد لتخلف فكرها وقدرتها على التقييم الفني مما يحول دون تواجد المدرب على الساحة والى متى ونحن نستعين بانصاف المدربين الوافدين لنا بعشرات الملايين وعلى حساب المدرب الوطني. ٭ نحن بحاجة الى محلل وليس مضلل والمحلل الناجح امثال الكابتن خالد الشنيف الذي يرغمك على متابعة آرائه الفنية الراقية التي تعطية دلالة على أن هذا المحلل مكسب للجميع. * استاذ محاضر في قانون كرة القدم