لنتفق أولاً على أن للتحليل الرياضي ضوابط وأسساً، وقبل ذلك شروطاً، منها على سبيل المثال أن يكون سبق للمحلل ممارسة كرة القدم كلاعب أو مدرب أو حكم. وهناك من يرى أن الشهرة والقبول لدى الناس وأسلوب الحديث تعتبر مدخلاً مهماً لعالم التحليل الرياضي في قنواتنا العربية الرياضية. لو أردنا على سبيل المثال أن نخضع المحللين الحاليين في القنوات الرياضية لتصويت الجمهور، فإن اسم خالد الشنيف اللاعب السابق والمحلل المطلع سيكون صاحب المرتبة الأولى بين المحللين. ذلك أن خالد الشنيف لا يميل إلى الاجتهاد والتوقعات، ولكنه استطاع أن يطور نفسه، والتحق بالكثير من الدورات الخارجية، حتى أصبحت آراؤه أشبه بخطة عمل لبعض المدربين. واستطاع خالد الشنيف أن يحقق لنفسه شهرة ربما توازي شهرته كلاعب في الشباب والأهلي، وربما فاقت ذلك، كونه نجح في إقناع الوسط الرياضي بكل ألوانه بآرائه الفنية البعيدة عن التحيز والمجاملة. لم ألتق الكابتن خالد الشنيف إلاّ مرة واحدة، على رغم أن معرفتي الهاتفية به تعود إلى بداية العام 2006 عندما طرحت عليه رغبتي في استكتابه عندما كنت رئيساً لتحرير مجلة النادي التي تصدر عن مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر. كان ذلك قبل أن يلتحق الشنيف بالقنوات الرياضية في شبكة راديو وتلفزيون العرب، والتي أكد من خلال عمله بها كمحلل رياضي لمباريات الدوري المحلي ونهائيات كأس العالم والبطولات القارية والدولية، أنه صاحب موهبة وفكر فني لا يجاريه فيه أحد. ولذلك استغربت كثيراً من بيان موقع إحصاءات الدوري السعودي الذي اتهم خالد الشنيف صراحة بأخذ معلومات نسبها إليه من دون الإشارة إلى المصدر على حد زعمهم، وهذا شيء مضحك! كنت أتمنى لو أن موقع الإحصاء، الذي أقدر الزملاء الذين يعملون فيه، اختار أحداً غير الشنيف، لكان ذلك أقرب إلى تصديق ما ذهبوا إليه، وهذا «مطب» وقع فيه الموقع حديث الإنشاء. وما بين التحليل والرأي الرياضي، يبقى هناك أصحاب رأي نحترمهم ونقدرهم، وإن اختلفنا معهم، وهؤلاء يملكون أسلوب حديث قد يفتقد للمعلومة، ولكنه حديث مقنع، ومنهم من لا يملك فكراً ولا معلومة ولا أسلوباً. في برنامج مساء الرياضة على القناة السعودية الرياضية الذي يبث مباشرة مساء الجمعة من كل أسبوع، كان أحد ضيوف البرنامج في حلقة هذا الأسبوع الدكتور مدني رحيمي المحلل الرياضي المعروف. تلك الحلقة وحلقات قبلها - كان فيها رحيمي ضيفاً على البرنامج - تحولت إلى تهريج، و«تحريج»، وأسلوب لا يليق بالبرنامج والمشاهد، والغريب أن «الدكتور» ينتقد الإعلام الرياضي المقروء، ويطلق ألفاظاً غير لائقة. يقول «هذا الدكتور» على الهواء أن رؤساء الأندية «شحاذين»، تخيلوا كيف يطلق رجل يحمل شهادة الدكتوراه ويعتبر أحد منسوبي الإعلام الرياضي على رؤساء أنديتنا هذه الصفة؟ وهذا الدكتور الذي أصبح محللاً رياضياً بحكم صلة القرابة مع الشبكة، ظهر متشنجاً، وهو يتحاور مع ضيوف البرنامج والمتداخلين من خارجه، ويريد أن يقنعنا بأنه هو الوحيد الذي يحمل رأياً وفكرة صائبة! أما أسلوب الحوار فحدث ولا حرج، ولا سيما عندما تداخل عضو لجنة المسابقات المهندس محمد السراح ليوضح وجهة نظر اللجنة في تأجيل لقاء الهلال والأهلي في نصف نهائي كأس الأمير فيصل. وهنا انبرى الدكتور، وتسلم إدارة البرنامج، وراح يرفع صوته على المهندس «الخلوق جداً»، و «المثالي جداً»، مهاجماً مرة وساخراً مرة ومقاطعاً في أكثر من مرة، في غياب تام لأي أسلوب للحوار، فكيف تمر هذه التجاوزات؟ والحقيقة أنني لا أدري إن كان الدكتور مدني رحيمي يريد منصباً في لجنة المسابقات، أو اللجان الأخرى، لأن من الواضح أنه غير مقتنع بعمل «كل اللجان»، وهنا أقترح على اتحاد الكرة الاستعانة بالدكتور قبل أن تستفيد دول مجاورة من أفكاره! [email protected]