} حينما استضافتني هذه الصحيفة الغراء، سكنت في إحدى غُرف قلبها، أكتب كل يوم (آكل.. شارب.. نايم) فالكتابة اليومية بالنسبة لي (رئة ثالثة)، أتنفس منها شهيقاً وزفيراً، وتحليقاً وتغريداً وصفيراً.. ومع انني لاعب محترف (يغرنك.. ويرقِّص.. ويسجِّل أهدافاً)، لم أوقّع مع رئيس تحريرها الصديق الأستاذ تركي السديري عقداًً احترافياً، كما يفعل اللاعب الدولي القادم للأندية من وراء أعالي البحار وقلنا: (الميدان يا حميدان).. وحميدان - صاحب هذا المثل - لا علاقة بكبتن جريدة الرياض الشهير سعد الحميدين، الذي عهد إليه رئيس التحرير بمراقبة (خط التماس)، ومنع الاشتباكات والاحتكاكات، والخشونة و(الانبراشات)، حرصاً على سلامة اللاعبين!. منحتني هذه الصحيفة قراء يمتازون بالتنوُّع، كما مذاق الفواكه.. فيهم الحكيم.. وفيهم الظريف الخفيف..وفيهم العاطفي الرقيق.. وفيهم المشاكس، صاحب المزاج (الحرَّاق).. وهم جميعاً (خلطة سريّة) لن أفرِّط فيها ما بقي من العمر. لقد تبادلت مع قرائي (تمريرات) طولية وعرضية، تعرفت من خلالها على مهاراتهم الفائقة في التصويب والاختراق من العمق، الهجوم عن طريق الأجنحة، والدفاع المتقدم عن طريق المحاور!. ومع أننا نشجِّع فرقاً مختلفة - عملاً بحرية التشجيع الذي حفظته منظمات حقوق الإنسان - جميعها تلعب في دوري المحترفين، إلا أننا في هذه الساحة ألغينا الألوان، كما يفعل كل لاعبي الفرق بعد أن تعلن (صافرة الحكم) نهاية المباراة، (اللي فاز الله يهنيه.. واللي ما فاز اليوم يفوز بكرة).. ووقعنا بالأحرف الأولى والأخيرة اتفاق حرية تقرير المصير بين (الفرزدق) و(جرير). بالمناسبة، يوم كنت أدرس في بلاد (الطلاينة) لم يكن فريق (فيورنتينا) الذي أشجعه - كوافد - يفوز بكأس ولا (مغراف)، و كُنا نصبر على هزائمه كما صبر مشجعو بعض الفرق عندنا على أنديتهم إلى أن قامت من رقدتها بما يشبه (عودة الروح).. كان من المفترض أن ألعب لفريق مقاطعة (توسكانا) لمغترب فلورنسي التي لم يستطع (عصر النهضة) أن ينتشل فريقها من مركز الوسط أو الطرف الآيل للسقوط حتى اليوم.. وهي مناسبة أقول فيها لكل الذين خرجوا من الدوري والكأس (بلا حمُّص ولا فصفص): العبوا.. المهم الأخلاق.. صحيح أنكم ستفقدون نجومكم، وسيتقاطر عليهم السماسرة حينما يبدأ (موسم الهجرة إلى الشمال)، لكن بسيطة، ربوا صغاركم ليكونوا غداً كباراً، فلو صرفتم عليهم ربع ما تصرفونه اليوم على (الخواجات) فستصلون بهم إلى منصَّات التتويج.. أمّا (هوامير الملاعب) فاتركوهم يصرفون فلوسهم اللي لمّوها من أسهم (الغلابا) واحمدوا الله على العافية!. وحتى لا أترهَّل وأفقد لياقتي لابد أن أواصل الركض كل يوم، فالسكوت بالنسبة للكاتب مثل (الرباط الصليبي) في إصابات الملاعب، تنهي حياة اللاعب قبل الأوان.. وحينها يزهد فيه (السمسار)، حتى لو لفَّ ودار وقرع على الطبلة والطار!.