} ظاهرة تستدعي الدراسة والانتباه لها، والتحذير منها، حيث بدأت تسشتري في الظهور وبالذات في برامج الشبكة العنكبوتية. تلك الظاهرة هي كتابة اللغة العربية، بحروف لاتينية، وخلط الكلمة ببعض الأعداد نيابة عن الأحرف التي لا يوجد لها مثيل في اللغة الإنجليزية. والواقع أن مرحلة تغريب اللغة العربية قد بدأت بالفعل منذ أن بدأنا نطالع تلك القنوات الفضائية وهي تنعق بلغة مهلهلة، وتكرّس للهجات بدلاً من استخدام الفصحى، وصار من النادر جداً أن يتحدث المذيع بالفصحى. ثم بدأت موجة أخرى من ضرب اللغة؛ حين بدأ كل من هب ودب، ينشئ مواقع له ومنتديات عبر الإنترنت، بلغة مهلهة مكسرة، مليئة بالأخطاء الإملائية، فضلاً عن التحدث عن الأسلوب أو الفصاحة والبيان. وليس أدل على استفحال هذا الداء من أن تبحث عزيزي القارئ مثلاً عن بيت من أبيات المتنبي التي صارت مضرب المثل، وقلما يخطئ فيها أحد؛ فلو ذهبنا لمحرك القوقل على سبيل المثال، وكتبنا بيتاً للمتنبي؛ فإنك ستعجب مما ستجد، فكلٌ يكتب البيت على هواه، دون أن يتثبت من صحة البيت، وهكذا اختلط الحابل بالنابل، والمصيبة أن من يقرأ البيت يظنه بيتاً صحيحاً. اتصل بي صديق وهو يكتب زاوية في مجلة شهرية، ليسألني عن مقولة: آن لأبي حذيفة أن يمد رجله، هل هي لأبي حنيفة أم للشافعي أم لغيرهما، وعندما ذهبت للنت وجدت من ينسبها إلى غير أبي حنيفة. وهكذا لم يعد هناك من يسن القوانين في تصنيف المواقع والمنتديات، بحيث توضع علامة محددة لتلك المواقع والمنتديات التي تتميز بالأصالة وبسلامة اللغة، وبدقة المحتوى. كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية تذكرني ببداية تغريب اللغة التركية وكذلك اللغة الأندونيسية، وغيرها من لغات العالم الإسلامي، بل صار البعض يتباهى بكتابة لغتنا العربية بحروف لاتينية، وزاد في الأمر أن هذه المسألة قد دخلت في كتابة مواقع الإنترنت، بحيث يحتوي الويب سايت على حروف لاتينية وأعداد تمثل الموقع. وهكذا بدأت لغتنا تعاني هجمة التغريب، من لهجات مكسرة، وإنترنت يزحف عليها بلا رقيب ولا حسيب، وعرب يعتقدون أن هذه اللغة قاصرة عن استيعاب كل جديد. فهل نجد من يسن قوانين فعالة تتصدى لظاهرة تغريب اللغة العربية.