قبل أقل من شهر كتبت مقالة بعنوان ( كلمني بالعربي ) كان لها صدىً جيداً لدى القراء فقد وصلتني رسائل عديدة على بريدي الألكتروني وتعليقات من القراء في موقع الجريدة، وكلها تقريباً تؤيد العودة إلى لغتنا العربية، لكن كان هناك بعض الملاحظات التي يراها البعض تحول دون ذلك .. منها أن العلوم التطبيقية أغلبها ليست بالعربية وكذلك أن بعض الشركات مثل آرامكو السعودية تعتمد اللغة الإنجليزية في معاملاتها مما جعل موظفيها يعتادون عليها ويجدون صعوبة في التعامل بالعربية خصوصا الكتابة . ومن ناحية أخرى وجدت إنتقادات لتجاوزات على لغة الضاد ومن ذلك إستخدام الحروف الإنجليزية في كتابة كلمات عربية سواءً في رسائل الجوال أو الأيميل ، فمثلا شخص يريد أن يقول لآخر: ( شكراً) ويكتبها shukran !! وهذا منتهى التعدي على لغتنا الجميلة. ومادعاني للعودة لأكتب عن هذا الموضوع .. مشاهدتي برنامج ساعة حوارالأسبوع الماضي في قناة المجد وكان ضيف الحلقة د.عبدالله الدنان أستاذ المناهج والعلوم اللغوية التطبيقية ، و كان يتحدث بالعربية الفصحى خلال اللقاء !! وهو أمر يبدو غريباً لم نعتد سماعه في زماننا - لأن لغتنا صارت غريبة بيننا – والذي قام بتأسيس روضة في سوريا إسمها ( روضة الأزهار العربية ) لتعليم الأطفال اللغة العربية الفصحى ، ولأنه لم يجد معلمات مؤهلات لذلك فقد بدأ بتدريب مجموعة منهن ، وتوصل بعد خبرة سنوات إلى برنامج تدريبي مدته 12 يوماً بمعدل 30ساعة وبعدها يستطيع المتدرب أن يتحدث العربية الفصحى بإقتدار . ولأن الأطفال الملتحقين بالروضة لم يعتادوا على الفصحى في حياتهم اليومية - وهو ماتهدف له المدرسة – حدثت بعض المواقف الطريفة التي روى بعضها ومنها .. أحد الأطفال أراد أن يشرب ماء فقال للمعلمة: بدي مي- باللهجة السورية- فطلبت منه أن ينطقها بالفصحى وأن يقول : أريد ماءاً ، وحين فعل أعطته الماء ، وفي مرة أخرى قال الطفل للمعلمة : ( أريد تشيزاً ) يقصد جبناً ولكن لأنه تعود على الإنجليزية فحاول تعريبها بالفصحى !! وطفل آخر قال : أريد سفن آباً !! وهكذا فإنه مهما كانت الصعوبات مع مرور الوقت صار الأطفال أكثر تمكناً من اللغة بل وصاروا يعلموا والديهم التحدث بالفصحى. وذكر الدكتور أنه سبق له زيارة الأمير خالد الفيصل حين كان في عسير ، وأنه أصدر أمراً بأن لاتتم ترقية أي موظف إلا إذا أخذ دورة بالفصحى ، ولكن لايعلم هل تم تطبيقه. كما حكى عن تجربة سلطنة عمان الناجحة مما شجع وزارة التربية هناك على تعميم التحدث بالفصحى في مدارسها، وقد قام هو بتدريب معلمين ليكونوا مدربين لغيرهم. فما رأي القراء الكرام في تعميم تعليم الفصحى في بلادنا العربية ؟؟ [email protected]