طرحت صفحة نجوم الأمس مؤخراً ثلاث حالات إنسانية رياضية (شبابية).. وحرصنا من خلالها على نقل معاناتهم انطلاقاً من رسالتنا المهنية ودورنا الإنساني في نشر مثل هذه الحالات عبر هذا المنبر، تجاه من خدم الحركة الرياضية بكل اخلاص وتضحية وتفان.. ثم وجد نفسه آخر المطاف في أحضان المعاناة. طرحنا في البداية حالة النجم الدولي الكبير محمد المغنم الشهير ب (الصاروخ) صاحب لقب أسرع هدف سعودي في تاريخ دورات الخليج منذ 38 عاما ويعاني اليوم (ابوبدر) من ضيق ذات اليد، وناشد الشبابيين بالوقوف معه في أزمته ولكن الإدارة الشبابية - الحالية - التي تجدها حاضرة في كل وقت أمام فلاشات الإعلام وتهرول بلا كلل نحو القنوات الفضائية.. لم تحرك ساكنا تجاه نجمها السابق الصاروخ!! ثم تلت ذلك الحالة المزرية للاعب «خالد سرور»، النجم الشبابي الكبير، صاحب المشاركات الأربع في دورات الخليج.. وكشف لنا معاناته الأسرية والمادية والمعيشية.. ووجد نفسه اليوم يقبع خلف أسوار البطالة، دون ان يجد لنفسه عملا ولو مستخدماً - كما ذكر لي شخصياً - ، يصب القهوة والشاي في إحدى الدوائر الحكومية ليسد رمقه ورمق أسرته التي يعولها في بيت مستأجر!! وفي غمرة يأسه.. وجه خالد سرور نداءه الأخير للشبابيين.. ونقل لهم معاناته عله يجد من يحس بآهاته أو يتجاوب مع مرارة شكواه، ولكن لا مجيب ولا طبيب!!. الحالة الشبابية الثالثة التي طرحناها أيضاً - ولا أظن أنها ستكون الأخيرة - عبر نجوم الأمس.. كانت حالة النجم فهد بن منيف الشهير ب (سعدة) الذي لعب مع نجمة الرياض وبعد دمجها مع الشباب عام 1388ه كان (سعدة) من أبرز المدافعين عن ألوان «شيخ الأندية» في تلك الفترة.. ويوم الجمعة الماضي كشف «ابن منيف» عن تردي أوضاعه المادية والاجتماعية قائلاً إنه يعيش اليوم على (1700) ريال شهرياً: مساعدة الضمان الاجتماعي!.. وتمنى أن يجد عملاً او مساعدة مادية شهرية تخفف عنه مرارات العيش وقساوة الحياة.. وللأسف ان هذه الحالات التي تبنتها «الرياض» لم تجد من ناديهم إلا إعراضاً وأذناً صماء، كما أنها لم تلقَ التجاوب من إدارة صندوق اللاعب في رعاية الشباب.. ويبدو أن ذلك الصندوق أعلن إفلاسه وسجل موقفاً سلبياً تجاه هذه الحالات التي يفترض ان يهب لمساعدتها لتشملها إعانة الصندوق المخصص لمثل تلك الحالات الإنسانية للاعبين الرياضيين الذين خدموا الكرة السعودية وأفنوا زهرة شبابهم في ساحاتها. كما أن الموقف السلبي الذي سجله الشبابيون تجاه ابنائهم الذين خدموا مسيرة (شيخ الأندية) في أحلك ظروفه وأصعب مراحله.. وتنكرهم لهم في أزماتهم الحالية.. لم يكن مستغرباً لأن صفة التجاهل - مع الأسف - هي ديدنهم.. في ظل موقفهم غير اللائق مع مؤسس ناديهم وصانع تاريخهم الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وتنكرهم له وتعاليهم حتى في توجيه مجرد بطاقة دعوة في أقل الاحوال للمشاركة في مناسباتهم وأفراحهم بالبطولات.. وإصرارهم على هذه الخاصية السلبية تؤكد ان نادي الشباب.. بات مضرب المثل الذي لا يسر في تجاهل لاعبيه وادارييه السابقين! في الوقت الذي نشاهد تميزه في تبني الأنشطة (الاجتماعية) ودعمها في صورة من التناقض لا تحتاج الى تعليق!، سيما و ان النادي يعيش اليوم أفضل حالاته المادية مع دخوله عالم الاستثمار الذي يدر على خزينته المتخمة الملايين ما يشكل ايراداً مالياً ثابتاً وقويا قادراً على تسيير ودعم كافة أنشطته بما فيها الرعاية المادية والاجتماعية للاعبيه القدامى من خلال اقتطاع (5%) من تلك الايرادات سنوياً وتخصيصها لإعانة لاعبي النادي السابقين من المعوزين، وذلك على غرار تجربة النادي الأهلي الرائدة ،عندما تبنى في لمسة وفاء وبادرة غير مستغربة يقوم على دعمها رائد الاعمال الانسانية ورمز الأهلي الحديث الأمير خالد بن عبدالله الذي جسد بهذه اللفتة النبيلة.. المعنى الحقيقي للأدوار الانسانية والاجتماعية والتكافلية بين أبناء قلعة الكؤوس.. من خلال تخصيص صندوق لإعانة كل لاعب خدم النادي في سائر الألعاب. ومن أبرز الأعضاء القائمين عليه الكابتن د. عبدالرزاق ابوداود والنجم السابق والخلوق أحمد عيد. فهلا يقتفي الشبابيون وبقية أندية الوطن أثرهم يا ترى..نأمل ذلك وننتظر!!.