(عزيزتي شرق) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكراً جزيلاً لكم على مشاركتكم إخوانكم في إيجاد حلو للمشاكل الأسرية , لدي مشكلة أرجو من الله ثم منكم مساعدتي في إيجاد الحل المناسب المشكلة كالتالي: لدي أخت شقيقه قامت بالتعرف على شاب من جنسية عربيه من غير علمنا عن طريق النت واستمرت هذه العلاقة لمدة سنتين من بعدها تفاجئنا بأنها تخبرنا أنها تريد الزواج من هذا الشاب الذي يسكن مع أهله في مدينه تبعد عن الفتاه 500 كيلو وهذا الشاب عمره22 سنه وليس لديه عمل والده يعمل لدى شركة وعندما قلنا لها انه ليس مناسب جلست تبكي وأخذت ثلاثة أيام على سريرها لا تأكل بعدها قالت لنا والله لا تزوج هذا الولد وإلا انتحر , الوالد والوالدة والإخوان الجميع لا يريد هذا الزواج والوالدين مريضين احدهما بالسكري والآخر بالضغط أخاف اضغط عليها تعمل بنفسها شي كذلك السكوت مشكله اكبر , أخبرتني أنها كانت ترسل صورها له وهو يبادلها الصور لدي أخوات متزوجات حاولن إقناعها إلا أنها ترفض الكلام معهن وتطلب عدم التدخل في حياتها الخاصة وتقول هذه حياتي أنا حرة بها فكرت اسحب الجوال والكمبيوتر منها وقطع جميع وسائل الاتصال بهذا الشاب فخفت من هروبها من المنزل فكرت اتصل بالشاب واهدده وامنعه من الاتصال وقطع العلاقة معها أو تبليغ الجهات الرسمية بحكم إقامة علاقة مع ابنتنا كل هذه الأمور تدور في راسي لكن قبل أن اخذ أي طريق قررت استشارتكم ،،، الرد على الاستشارة أختي الكريمة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإني أزجي لك أعطر الشكر على حسن ظنكم بصحيفة عزيزتي شرق، وما يقدم فيها من استشارات أسرية، وأتمنى التوفيق في تقديم الاستشارة المناسبة لمثل حالة أختك. أختي الكريمة: نحن في عصر تطورات فيه وسائل الاتصال بين أفراد المجتمعات ذكوراً وإناثاً، ومع تطور هذه الوسائل زاد استخدام الأفراد لها، ومع زيادة الاستخدام تفاوت الناس في مدى تلك الاستفادة. ومن الأوجه التي استخدمت فيها وسائل الاتصال التعارف بين الأفراد ذكوراً وذكوراً أو إناثاً وإناثاً أو ذكوراً وإناثاً. بل تطور التعارف إلى تعاون وتألف وأحياناً إلى تكوين علاقات قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية. لذا أشار الكثير من التربويين والاجتماعيين إلى ضرورة الانضباط في تكوين تلك العلاقات والصداقات الإلكترونية، لذا فإني سأقدم في استشارتي لك حلولاً مختلفة ومتنوعة. أختي الكريمة: تعرفت أختك على شاب من جنسية عربية عبر الإنترنت واستمرت مدة سنتين دون علمكم، وها هي تريد الزواج من ذلك الشاب، والذي يسكن بعيداً عنكم (500) كم تقريبا، ومن المعوقات الموجدة في ذلك الشاب كما تذكرين أنه لا يعمل، ومن التطورات في تلك العلاقة أنهما تعلقا ببعض حتى تبادلا الصور، وأصرت أختك على الزواج منه ومارست ألواناً من السلوكيات لإظهار الرغبة في الزواج من ذلك الشاب، ولحبك لأختك فإنك تخافين من قطع وسائل الاتصال بذلك الشاب فيصيبها مكروه لا سمح الله. كما أن والديك مريضين، إلى آخر ما في المشكلة من تطورات. أختي الكريمة: لاشك أنك تعلمين أنه في شرعنا الحكيم لم يشترط في الزواج التوافق في الجنسية بين الزوجين، الشرط أن يكون مسلماً من أي جنسية كان، فكونه ليس من جنسيتكم ليس عيباً، أما عدم العمل فهو عيب، لذا فإنه يمكنكم التفاوض مع أختكم من هذا الجانب وهو أنه لا يعمل والزوج الذي لا يعمل ليس على مستوى المسئولية الزوجية. أما أنه بعيد فيس عيباً أيضاً ولكن يمكنكم أن تجعلوه معوقاً للزواج وتشترطوا مثلاً أن ينتقل إلى مدينتكم فقد لا يستطيع وبذا تكسبون الجولة. والأهم من هذا أمك وأبيك فإذا كانا لم يوافقا على هذا الشاب فإنه مدخل رئيس في إقناع أختكم بعدم الزواج من ذلك الشاب، لأن رضا الوالدين من رضا رب العالمين. وهناك طريقة أخرى حاولوا التواصل مع ذلك الشاب وتوضيح طبيعة العلاقة التي تمت بينه وبين أبنتكم وأن من عاداتكم الأسرية عدم زواج البنت من غير أبناء بلدها، وأن أمها وأبيها لا يرضيان بهذا الزواج، وأنكم قد تساعدونه في البحث عن فتاة أخرى غير أختكم، فقد بهذه الأشياء يقتنع ويترك التقدم إلى أختكم، كما انه قد يقنع أختكم بأنهما ليس لهما نصيب في بعض. كما أنه يمكنكم البحث وفي أسرع وقت عن من يتقدم للزواج من أختك وبالشروط التي ترونها مناسبة، فإذا تقدم وكان به المواصفات التي ترضي أختك فقد توافق وتترك الزواج من ذلك الشاب. أختي الكريمة: أما الجهات الرسمية فلا أعتقد أنها ستتدخل في مثل هذه القضايا وخصوصاً أن العلاقة بينهما لم تتجاوز الإنترنت وتبادل الصور، وأن هذا الشاب لم يهدد أختك وأن أختك هي التي ترغب في الزواج منه برضاها. أختي الكريمة: لا تضغطوا على أختكم في التفريق بينها وبين ذلك الشاب، لأنه قد حدث الآن ما حدث وتعارفا وتوافقا وقد يكونا اتفقا، وقد يتسبب هذا الضغط لا سمح الله في أمور لا تحمد عقباها كالانتحار أو الهروب معه وغير ذلك. لذا فإني أقول: إذا أختكم راضية بذلك الشاب وهو شاب ذو دين وخلق، (ذو دين وخلق) ووافق على عدم قبوله إلا أن يعمل، وسألتم عن ذلك الشاب فكان ليس فيه عيب يرده فإني لا أرى بأساً من موافقتكم على زواج أختكم منه. أخيراً: كلما زاد الوازع الديني لدى الفتاة كلما مانعها من الوقوع في مثل هذه الأمور، لذا احرصي على زيادة الوازع الديني لك ولأختك ولأهل بيتك، ولا تضغطوا كثيراً على أختكم، فهي بالنسبة لكم أهم من الآخرين رضوا أم لم يرضوا بهذا الزواج. وكم سمعنا عن زواجات بين جنسيات مختلفة بينهما من الألفة والمحبة ما ليس بين الأزواج من الجنسية الواحدة. ومع ذلك حاولوا بالحلول التي ذكرت لإقناع أختكم بما ترونه مناسباً من أجل عدم زواجها من ذلك الشاب. المستشار الأسري د. حمد بن عبدالله القميزي يمنع وضع تعليقات في صفحة عزيزتي شرق