أمام شقتي خارج الوطن حديقة صغيرة يأتي إليها قاطنو الحي مساء لاقتناص لحيظات هدوء بين أشجارها وأزهارها التي يحرص (الجنايني) على تنسيقها وسقيها لتظل مورقة يانعة تسرّ الناظرين، الشيء الإيجابي الذي لاحظته هو تعامل الناس مع مكونات الحديقة أشجارها وزهورها بعدم قطفها أو قصفها إنما الأمر المُسيء هو المنظر صباحاً حيث النفايات تملأ المكان: مناديل وأكياس بلاستيك ،بقايا طعام وعلب مشروبات من كل شكل ولون ، حفاظات أطفال وبقايا سجائر كل تلك المخلفات على أرض الحديقة وأرصفتها رغم وجود حاويات للنفايات في كل ركن إلاّ أن الناس يُصرون على السلوك المتخلّف. ولا يختلف الأمر هنا في بلادنا ومن يرد التأكّد فما عليه إلاّ زيارة أحد المتنزهات أو الشواطئ أو أماكن النزهة في الصحراء ليرى مناظر مُخجلة تدل على الجهل والاستهتار لهذا تقوم هيئة السياحة والآثار وبعض الجهات الحكومية والشركات الكُبرى بين آونة وأخرى بتنفيذ حملات تطوعية لتنظيف الصحاري والشواطئ والمتنزهات من مخلّفات المتنزهين وآخر تلك الجهود حملة المليون الثانية التي كان ميدانها متنزهات الثمامة البريّة في العاصمة الرياض تحت شعار (بر بلا نفايات) حيث تم رفع طنين ومائة كيلو جرام من النفايات في متنزه خزام وحده حسب خبر هذه الجريدة يوم الجمعة 13مارس 2009م . ومع تقديري وإعجابي بهذه الجهود إلاّ أنني اتساءل إلى متى ننظف والناس يوسخّون؟؟ أليس الأولى التركيز على مفهوم (لا تترك أثراً) وجعله سلوكاً يمارسه الجميع صغاراً وكباراً حتى لا نُضطر إلى الاستعانة بتلك الجيوش من عُمال النظافة الذين يركضون وراء كل شخص يُلقي بنفاياته على الطرقات وفي المتنزهات والصحاري؟؟ يا ناس علّموا أطفالكم وألزموهم صغاراً على وضع نفاياتهم في الأماكن المخصصة يكبروا على حب النظافة من أجل وطن نظيف.