خسر النصر بشرف نهائي كأس الأمير فيصل، وأعاد السيناريو ذاته الذي قدمه أمام الهلال في نصف نهائي كأس ولي العهد، وخرج منه بصعوبة بالغة، وجاءت مباراة الأمس لتضع دفاع النصر، وحراسة مرماه تحت ضغط شديد؛ حيث تحمَّل أفراده عبء اللقاء ومعهم لاعب المحور يوسف الموينع، في وقت أخفق فيه من كانت جماهير النصر تعوِّل عليهم كثيراً في صناعة الفارق، أو المساهمة بالجهد القليل في مواجهة الفريق الشبابي القوي المدجَّج بأبرز النجوم؛ خصوصاً في وسط الميدان؛ حين غاب صانع الألعاب المصري حسام غالي تماماً عن خدمة فريقه؛ بمستواه المتواضع، وجهدِه الضعيف، وأخطائه القاتلة في التمرير وسط الميدان؛ التي قتلت المحاولات النصراوية اليائسة الخجولة لطرق مرمى وليد عبدالله، كما لم يكُن لاعب الوسط البرازيلي إيلتون بأحسن حالاً من زميله في الوقت الأصلي، وساهم استسلامه للرقابة الشبابية، وعدم تقديمه أيّ فرص متاحة للتسجيل لزملائه المهاجمين في انهيار الحضور النصراوي هجومياً؛ مع استمرار ضَعف مردود المهاجم العماني حسن ربيع، وتواضُع الشهراني، وتأجيل إقحام الدولي النصراوي الوحيد ريَّان بلال حتى وقت متأخر وهو المهاجم الأكثر تهيئة، وقدرة على هزِّ الشباك، وكل ذلك برأيي ساهم في سيطرة الشبابيين الكاملة على الوقت الأصلي، وجزء من الشوط الإضافي الأول. نهائي كأس فيصل كشف أنَّ النصر تطوَّر كثيراً في الجوانب الدفاعية، ونجح مدربه في صناعة فريق قادر على إغلاق مناطقه الخلفية، بفضل التنظيم المميز لمدربه الأرجنتيني إدقاردو باوزا من جهة، وتألق لاعبي المحور الدفاعي عناصر الدفاع، ومن خلفهم حراسة المرمى التي جدَّد فيها خالد راضي تألقه بالتَّصدي للعديد من الفرص الشبابية، والتسديدات القوية القابلة للتسجيل.؛ أما على صعيد صناعة اللعب، والوضع الهجومي فكشف النهائي أنَّ الأسماء الموجودة من اللاعبين غير السعوديين باستثناء إيدير ليست أبداً طموح جماهير النصر، ومن شأنها فقط أنْ تجعل الفريق حاضراً في مراكز الوسط، ويجد الصعوبة البالغة في مجابهته للفرق الكبيرة؛ بدليل أنَّ ما حدث من مسار تصاعدي في النتائج، والمستوى قبل حسم بطولتي كأس ولي العهد، وكأس فيصل، توقَّف عند اللقاءات التنافسية الكبيرة، والحاسمة فيهما أمام الهلال، والشباب.