تجار الازمات هم من يقتات على الكوارث والازمات مهما كانت الظروف ويعملون لمصلحتهم فقط ويطبلون لمن يريدون ، لن اتحدث عن تجار العقار او الحديد او الاسمنت او السيارات او الاغذية ممن يستغلون حاجة الناس. حديثي اليوم عن فئة – مع من غلب – وهم عدة انواع ، واليك عينة منهم حيث كنت في حوار مع احد الاخوة العرب عن العمل في الخليج قبل اكثر من سنة ونصف وكان يمتدح الامارات حيث يعمل ، وان المملكة لايمكن ان تتقدم تجاريا بسبب البيروقراطية وضعف الكفاءات وعدم الاهتمام بجذب رؤوس الاموال الاجنبية . وكان سيرفض العمل فيها لو اتيحت له الفرصة مستقبلا حسب قوله ، وقد كتبت مقالا في حينه ردا عليه ، واختتمته بأن سوقنا العقارية والاقتصادية واعدة بإذن الله مع الدعم الذي تجده من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولي عهده الامين ، وسوف نرى المزيد من المشاريع العملاقة والاستثمار في مشاريع التطوير العقاري ، والقادم من الأيام سيثبت ذلك بإذن الله تعالى. يبقى أن نعمل جميعا على تذليل الصعاب بالعمل الجماعي وتغليب مصلحة الوطن، وفي ختام حواري مع أخينا العربي قلت له أتوقع أن تكون عودتك للعمل في المملكة قريبة إن شاء الله. مايهمني في سرد هذا المقطع هو الفقرة الاخيرة حيث اتصل بي قبل اسبوعين وذكرني بأنه قابلني في الطائرة وانه يبحث عن فرصة عمل في السعودية بعد ان تم تسريحه من عمله في دبي بسبب الازمة العالمية وهو على استعداد بأن يقبل بوظيفة حتى ولو بربع راتبه كونها بلد الحرمين الشريفين والراتب فيه بركة ، وان اولاده قد كبروا ويرغب في تربيتهم على الفضيلة وانه لن يجد افضل من المملكة يمكن ان تحقق له مايريد كما ان اهلها طيبين. لست بحاجه لان يصف لي بلدي التي ولدت فيها وترعرعت في كنفها واكلت ولازلت من خيرها واحمد الله على ذلك . بالمناسبة هذا الاخ العربي ومثله كثر ممن ترعرعوا وتعلموا واشتد عودهم في بلاد الحرمين الشريفين اكلوا من خيرها وحصلوا على فرص وظيفية في مختلف دول العالم. نحن لانطلب منهم جزاء ولا شكورا ، فنحن لسنا بحاجة للتطبيل والمديح بل نريد الانصاف والحقيقة منهم اينما ذهبوا وان لاينكروا فضل هذه البلاد المباركة التي علمتهم واهلتهم لان يعملوا وينتجوا. صاحبنا ومن على شاكلته اصنفهم من تجار الازمات حيث يستغلونها ليقتاتوا بشكل فاضح مع تقديم التنازلات. الحقيقة تفرض نفسها ومهما كانت الظروف ومهما حلت الازمات تبقى المملكة مهد الرسالة ومبعث الوحي لافضل وخاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم .. مثل هؤلاء كانت تأتيهم عروض العمل في المملكة ولايلتفتون اليها ويلهثون خلف العروض الوظيفية ويصفوننا بالتخلف الفكري واننا لم ولن نصل لمستوى احترافيتهم . اقول لصاحبي انه حان وقت العودة للمملكة والعمل بربع الراتب وركوب درجة الضيافة بعد ماكانت درجة الافق والاولى هي الخيار الوحيد له.