أصدرت المحكمة الجنائية المركزية أمس الخميس حكماً بالسجن ثلاث سنوات على الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي اكتسب شهرة عالمية بعدما رشق الرئيس الاميركي جورج بوش بحذائه اثناء زيارته الى بغداد قبيل انتهاء ولايته. وقال القاضي عبدالامير حسان الربيعي إن المحكمة قررت سجن الزيدي ثلاث سنوات، بعد إدانته بتهمة الاعتداء على رئيس دولة أجنبية خلال زيارة رسمية. وقد أكد الزيدي خلال الجلسة أنه غير مذنب قائلا: "إن ردة فعلي كانت طبيعية، و أي عراقي مكاني كان سيفعل ذلك". من جهته، قال محامي الدفاع يحيى العتابي: "لقد توقعنا هذا لأن التهمة هي الاعتداء على رئيس دولة أجنبية خلال زيارة رسمية" وعقوبتها قد تصل إلى السجن 15 عاما. وأضاف "سنستأنف حكم المحكمة" المخولة النظر في شؤون الإرهاب. ومنع الصحافيون من دخول قاعة المحكمة وسمح للمحامين فقط، وعلا صراخ أفراد عائلة الزيدي واتهموا المحكمة بأنها "أميركية" . من جانبها وصفت الدكتورة هالة الأسعد محامية الدفاع عن الصحافي العراقي منتظر الزيدي الحكم عليه بالسجن بالقاسي و الجائر وينطوي على خطأ قانوني خطير موضحة أن "اتهام موكلي بقضية شروع بالقتل وإهانة رئيس دولة أجنبية وضيف أمر خاطئ ونحن نقول وحسب القرارات الأممية وقرارات الإدارة الأمريكية ، أن أمريكا هي دولة محتلة للعراق وزيارة الرئيس الأمريكي السابق بوش للعراق تعتبر زيارة رئيس دولة محتلة لأرض محتلة وأتى لتفقد جنود الاحتلال في بغداد". وأضافت د. هالة الأسعد في حديث ل "الرياض" "حين سأل القضاء العراقي الأمانة العامة لرئاسة الوزارء في العراق حول هذه الزيارة وهل بلّغ الرئيس الأمريكي الجانب العراقي بنيته زيارة بغداد أم لم يبلغ .. كان رد وزارة الخارجية المعنية في الأمر أنه لم يبلغ الخارجية بزيارته ثانياً تم الحكم على منتظر الزيدي في موقع عسكري أمريكي محصن، وإذا كان القضاء العراقي نزيهاً ومستقلاً عليه أن لا يقبل بمحاكمة مواطن عراقي على أرضه في ثكنة عسكرية أمريكية، وهذا خطأ قانوني ومرفوض". وأضافت نحن أقمنا دعاوي ضد الرئيس الأمريكي بوش وضد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حول طريقة اعتقال منتظر الزيدي، وشكلنا هيئة دفاع متكونة من 6800 محامٍ عربي. و قالت الأسعد إن الحكم قابل للطعن والاستئناف وسنستأنفه مباشرة في محكمة الاستئناف العراقية فور استلامنا قرار الحكم كاملاً، وسوف تجتمع هيئة الدفاع وتقرر كيفية الطعن واستئناف هذا الحكم الجائر والمرفوض، حيث اعتبر الكثير من القانونيين والمؤسسات الإنسانية والاجتماعية وشرائح المجتمع أن ما قام به منتظر الزيدي هو تعبير على رفض الاحتلال الأمريكي للعراق، وهذا جزء من أبسط حقوق المواطن الذي يريد أن يدافع عن بلاده ضد أي اعتداء خارجي.