السؤال: لدي أخ عمره 24 سنه، اكتشفنا انه يستخدم بعض أنواع المخدرات، وقد أكد لنا أكثر من مرة انه متوقف وبعد ذلك نكتشف انه مازال يستخدم حتى فقدنا الثقة فيه بعدها تعالج في إحدى العيادات النفسية واستقرت حالته، وتحسن بشكل كبير، وأصبح أكثر تواصل معنا، ولكنه رفض المتابعة، وأعتقد انه تجاوز مشكلته ولا يوجد ما يدل على انه يستخدم المخدرات في الأشهر الأخيرة، المشكلة تكمن في ان والدتي اصبحت قلقة جدا عليه، وتشك في كل سلوكياته، ولا تستطيع النوم حتى يعود للمنزل، وأصبح يتذمر من تصرفاتها، وتمحورت حياتها عليه، فتأثرت حياتها الاجتماعية والتزاماتها تجاه المنزل، ودائما تشتكي من رعشة ودوخة وخفقان. فما هو الحل؟ الاجابة: هذه القصة مثال متكرر لكثير من الحالات وبسبب تكرار مثل هذا المشهد فسوف استخلص من هذه القصة بعض الدروس. أولها هو ان الكثير من الناس عند اكتشاف ان احد أفراد العائلة يستخدم المخدرات يكتفون بتأكيدات الشخص انه متوقف ولن يعود للاستخدام مرة أخرى دون اتخاذ أي اجراء للتأكد من ذلك ثم يكتشفون مرة أخرى انه مازال يتعاطى المخدرات رغم تأكيداته بالتوقف ويتكرر الأمر عدة مرات فيحصل فقدان الثقة بهذا الشخص. الدرس الآخر هو ان كثيراً من المتعاطين بعد التوقف الفعلي يتعرضون الى التشكيك في سلوكياتهم من قبل المحيطين بهم، وتفسر الكثير من سلوكياتهم الطبيعية كالارهاق واضطراب النوم والعصبية على انها علامة للعودة للاستخدام مرة اخرى لذلك نعمد خلال المعالجة الى عمل بعض الفحوصات المخبرية للتأكد من توقف الشخص على ان يصبح التحليل هو المعيار الاساسي، وهو وسيلة فعالة في إعادة الثقة بالمتعاطي وهو موضوع يجب التأكيد على أهميته في المعالجة فإعادة الثقة بالمتعاطي تزيد من مقدرته على التوقف، بينما قد يؤدي التشكيك في سلوكياته الى ردود فعل عكسية تزيد من فرص انتكاسته وعودته للتعاطي. إن حصول التوتر والتشكيك لدى المحيطين بالمتعاطي هو أمر طبيعي، ولكن عندما يصل هذا التوتر الى الحد المرضي وهو ما حصل لدى والدتك فيجب التعامل معه بشكل مهني ولابد من معالجته، ويمكن ان يتم ذلك من خلال الجلسات النفسية، وقد يتطلب الأمر استخدام بعض الأدوية لتخفيف حدة هذا التوتر. لإستفساراتكم يرجى الاتصال على مركز استشارات الادمان هاتف: 4818118 خلال ساعات العمل من 5 حتى 8 مساءً