لقيت سيدة حتفها بعد أن نهشها كلب من فصيلة "البيت بول" في ملكية حفيدها. كانت السيدة ترقد في غرفتها بشقتها الصغيرة في مدينة سلا، فإذا بالكلب وبشكل مفاجئ ينقض عليها ويعمل أسنانه القوية في جسدها إلى أن أسلمت روحها. وفي نفس الأسبوع، طلعت إحدى الصحف المحلية بخبر مماثل يشير إلى هجوم كلب "بيت بول" على صاحبته، وهي فتاة في مقتبل العمر، ولم يتمكن رجال الأمن الذين هرعوا إلى مكان الحادث من تخليصها من أنيابه إلا بعد أن أطلقوا عليه الرصاص، لكن كان ذلك بعد فوات الأوان لأن الفتاة ماتت متأثرة بعضات كلبها المتوحشة. وانتشرت، في المغرب، في السنوات الأخيرة موضة تربية هذه الفصيلة من الكلاب (بيت بول) المتوحشة، رغم صدور مذكرة أمنية من وزارة الداخلية تمنع تربية هذه الفصيلة من الكلاب لخطورتها الكبيرة. ومع انتشار امتلاك كلاب من هذا النوع، كثرت بلاغات المواطنين عن تعرضهم إلى الاعتداء . وفي الوقت الذي تتذرع فيه فتاة مثلا بأنها ربت كلب "بيت بول" لتحمي نفسها في الشارع من اللصوص والمجرمين، تشير إحصائيات رجال الأمن إلى تزايد اعتداء الكلاب على المواطنين وخاصة النساء والأطفال. وأكدت مصادر أمنية أن بعض العصابات تلجأ إلى الاستعانة بكلاب (البيت بول) من أجل تنفيذ أعمالها الإجرامية. وسجلت المصالح الأمنية قيام عصابة بمدينة الدارالبيضاء بتنفيذ سرقات تحت التهديد بهذه الفصيلة من الكلاب المتوحشة. وكان أفراد العصابة يتصيدون ضحاياهم في الشارع العام جهارا نهارا، وتضطر الضحية إلى الامتثال للصوص دون مقاومة أو صراخ لطلب النجدة وإلا كان المصير عضات مميتة من "البيت بول". ولم يقتصر الأمر على القيام بسرقات واعتراض طريق المارة بالاستعانة بكلاب شرسة، بل الأمر تعداه إلى هتك عرض أطفال قاصرين بالقوة تحت التهديد بتعريضهم إلى عضات البيت بول. وفي الحي المحمدي بمدينة الدارالبيضاء اعتقلت المصالح الأمنية عنصرا كان يكره قاصرين على مرافقته إلى إحدى المقابر مستعينا بكلابه المدربة إلى حيث يوجد باقي أفراد عصابته ثم يقومون بالاعتداء جنسيا على ضحاياهم. الكلاب الشرسة من فصيلة (بيت بول) ظهرت في المغرب منذ 15 عاما تقريبا. وقد جلبها إلى البلاد زوجان أمريكيان كانا يعملان في المغرب، وعند مغادرتهما تركا كلبيهما لصديق لهما مغربي. ويتكاثر هذا النسل بسرعة لأن أنثى البيت بول تلد كل ستة أشهر من 6 إلى 8 جراء. والاعتناء بهذه الفصيلة من الكلاب يتطلب ميزانية مالية مهمة، وهو ما لا تقدر عليه الأسر الفقيرة، ولذلك كان امتلاكها حكرا على الأسر الميسورة لكن العصابات التي بدأت تستعين بها لارتكاب أفعالها الإجرامية لا تهتم بذلك كثيرا، ما يعرض سلامتها وسلامة أصحابها وضحايا عضاتها لخطر الإصابة بالسعار.ويشير الدكتور محمد المهدي الرحماني صاحب مصحة بيطرية بمدينة الدارالبيضاء إلى أن فصيلة البيت بول ليست عدوانية في ذاتها كما أصبح يعتقد الكثير من الناس بعد تسلسل أحداث الاعتداءات التي تعرض لها العديد من الضحايا، ويؤكد أنها على العكس من ذلك وديعة ولا تحمل في طبعها أي حقد على بني البشر، لكن المشكلة في مالكيها الذين يدفعونها إلى أن تكون عدوانية. وأوضح أن بعض مالكي كلاب البيت بول يعطونها حبوب هلوسة حتى تكون عدوانية ويدفعون بها إلى ارتكاب أعمال إجرامية أو المشاركة بها في المبارزات التي تنظم للكلاب للحصول على المال.ولا ينفي الدكتور محمد المهدي الرحماني قوة هذه الفصيلة من الكلاب، وأشار إلى أنه يكفي أن نعرف أنها عند إطباق أنياب فكها فإنها تقدر ب 2.5 إلى 3 أطنان، ولذلك فقوة فكها تشفع للبيت بول في حمل ثقل جسمه بحيث يمكنه أن يبقى معلقا في أي شيء عض فيه.