أكد الدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أن أمراض الكبد أصبحت من أهم القضايا الصحية الوطنية بالمملكة، مشيراً إلى إصابة ما بين 5 إلى 10% من السعوديين بالتهاب الكبد الفيروسية الوبائية إضافة إلى أن سرطان الكبد يأتي ضمن أكثر السرطانات انتشاراً بين الذكور السعوديين. وأوضح الدكتور القصبي خلال افتتاحه فعاليات المؤتمر الدولي لأمراض وزراعة الكبد أمس أن المستشفى التخصصي يتعامل مع حالات صعبة في أمراض الكبد والسرطان، ويمتلك أحد أبرز برامج زراعة الكبد الرائدة في المنطقة بإجرائه أكثر من 200 زراعة كبد لمرضى كبار وأطفال من متبرعين أحياء أقارب ومتبرعين متوفين دماغياً خلال الأعوام الثمانية الماضية بنسبة نجاح تتجاوز 90%، لافتاً إلى أن البرنامج أجرى 41 عملية زراعة كبد العام الماضي إضافة إلى متابعة العديد من حالات المرضى والمتبرعين. وأضاف أن المستشفى يعمل على مشروع لإنشاء مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد في سبيل مواجهة هذه الأمراض ومحاصرتها. من جانبه أوضح الدكتور محمد السبيل استشاري ورئيس قسم جراحة وزراعة الكبد بالمستشفى التخصصي ورئيس برنامج تنشيط التبرع بالأعضاء الذي أنشئ بالتعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء أن السنوات الثلاث الماضية شهدت زيادة كبيرة في أعداد المتبرعين المتوفين دماغياً الأمر الذي انعكس على إجراء المزيد من عمليات الزراعة لمرضى الفشل الكبدي النهائي، لافتاً إلى الحصول على أعضاء أكثر من 100 متبرع متوفى دماغياً العام الماضي بالرياض مقارنة بنحو عشرين متبرعاً كمتوسط سنوي لأعداد المتبرعين خلال الأعوام السابقة من بدء برنامج التنشيط. وأضاف الدكتور السبيل بأن المؤتمر طرح العديد من المواضيع الهامة المتعلقة بأمراض وزراعة الكبد، منها مستجدات علاج الفشل الكبدي الحاد وخصوصاً تقنية الغسيل الكبدي التي تلقى جدلاً واسعاً بين المختصين حول فعالياتها العلاجية، وبعد عرض عدد من الدراسات المؤيدة والمعارضة لهذه التقنية في الجلسة الأولى من المؤتمر أجمع المشاركون على عدم الجزم بفعالياتها في هذه المرحلة وحاجتها لإجراء دراسات أخرى، مؤكدين خلو استخدام هذه التقنية من الأعراض الجانبية على المريض، موضحاً أن الغسيل الكبدي يجري خلال نحو (5) جلسات للتخلص من السموم التي يعجز عنها كبد المصاب بالفشل الحاد أو الكبد المتليف الذي يتطور إلى فشل نهائي وذلك من أجل إبقاء المريض حتى التمكن من إجراء عملية زراعة كبد. كما تطرق المؤتمر إلى مناقشة الطرق الدوائية والإشعاعية الحديثة لعلاج سرطان الكبد، والتطورات العلاجية لمضاعفات تليف الكبد، وأحدث المستجدات حول عمليات زراعة الكبد من الأحياء والاستخدام الأمثل لأعضاء المتوفين دماغياً، إضافة إلى بحث سبل التغلب على عدم توفر الأعضاء الكافية للمرضى. وتناول المؤتمر العديد الأبحاث الحديثة حول التهاب الكبد الوبائي وطرق علاجها قبل الزراعة وبعدها.