على الرغم من الضغط الشديد الذي أقيمت فيه بطولة كأس سمو ولي العهد والتي لم تتجاوز خمسة عشر يوماً بدءاً من الدور ثُمن النهائي، والتأثُّر الكبير الذي ظهر على لاعبي الفرق التي بلغت دور الأربعة، إلا أنَّ الإثارة، والنِّدِّية، والتنافس الشريف فرضت حضورها، وتمكنت الفرق من تقديم نفسها، والمشاركة في مباريات تليق باسم البطولة، ولا شك أنَّ الشباب والهلال استحقَّا بلوغ هذه المرحلة، والتواجد على نهائي أولى البطولات المحلية الكبيرة هذا الموسم؛ البطولة التي أمتعت مبارياتُها الجماهير الرياضية، والمتابعين للكرة السعودية في كل مكان. الشباب.. طرف النهائي الأول كان محظوظاً بالطريق السهل الذي وضعته فيه القرعة بمواجهته لأبها في البداية، ثم الفتح (قاهر الأهلي) وأخيراً الحزم، ولم يبذل الفريق (الأبيض) الجهد البدني مقارنة بالهلال الذي التقى الوطني في تبوك ثمَّ الوحدة في مكة، وأخيراً خاض معركة صعبة الاثنين الماضي أمام منافسه التقليدي (النصر) لم يضمن الفوز فيها، وخطْف البطاقة إلا بعد إطلاق الحكم السويسري كلاوديو صافرة النهاية، والأداء القتالي للاعبي (الأزرق) طوال المباراة ربَّما كان له التأثير السلبي على أدائهم اليوم. يعيش الهلاليون مع المدرب الروماني كوزمين أولاريو واحداً من أجمل مواسمهم، ويقدم الفريق معه عروضاً امتزجت فيها القوة الدفاعية بالمتعة الهجومية، وبات الهلال اليوم أقوى من أيِّ وقتٍ مضى بامتلاكه خطاً دفاعياً أولاً بقيادة لاعبَي المحور خالد عزيز والرُّوماني رادوي، وخلفهما حراسة مرمى، ورباعي متجانس كشف شوط مباراة النصر الثاني عدم تأثره بطرد أهمِّ مدافعيه ماجد المرشدي؛ كما صنع السويدي ويلي هامسون، تكاملاً ثلاثياً هجومياً في غاية الخطورة مع طارق التايب، وياسر القحطاني. الشباب أقلَُ إرهاقاً قبل المواجهة، ومدربه الأرجنتيني إنزو هيكتور استطاع مع عودته للفريق من صناعة نقلة نوعية تناغمت مع اكتمال الصفوف، وابتعاد الأبيض عن المنافسة في الصراع على لقب دوري المحترفين السعودي صنع له تركيزاً أكبر من منافسه على هذه البطولة، ولديه من النجوم الدولية في الحراسة، وخط الوسط بتواجد أبناء عطيف، والمهاجم ناصر الشمراني ما يجعلهم قادرين على التمثيل المشرف للشباب في المباراة الختامية، كما أنَّ أجانبَه وإنْ كانوا إجمالاً أقل تأثيراً فنياً مما هو في الهلال بحضور المميز جداً كماتشو، والقطري طلال البلوشي، والمهاجم الكويتي أحمد عجب إلا أنهم يملكون الكثير من عوامل التفوق، والقدرة على المواجهة. الهلال والشباب اليوم في نهائي أقلّ ما يمكن أنْ يقال عنه بأنه مثالي، ويجمع فريقين كبيرين كانا مرشحين لإحراز اللقب مع ظهور نتائج قرعة البطولة، وهما كذلك اليوم مرشحان لرفع مستوى المتعة والإثارة في النهائيات التي طالما تواجدا معاً في مسرح أحداثها.