تتلهف الجماهير الرياضية في هذا المساء لمشاهدة القمة الكروية والكرنفال الرياضي الذي سيحتضنه استاد الملك فهد الدولي بالرياض من خلال نهائي مسابقة كأس ولي العهد والذي يتنافس عليه فريقا الشباب والهلال لحصده، فالشباب يبحث عن تأكيد جدارته ببلوغ النهائي الثاني هذا الموسم بعد ان وصل لنهائي كأس الامير فيصل بن فهد، فيما المتصدر للدوري الهلال يريد المحافظة على لقبه الذي حققه الموسم الماضي على حساب الاتفاق. وتتوقع الجماهير الرياضية ان تكون المواجهة من المواجهات الجميلة والمليئة بالملامح الفنية التي تعكس وفرة النجوم في الفريقين كما انها ستكون مواجهة تأكيد او رد اعتبار بحكم ان الشباب قبل اسابيع قليلة فقط اخرج الهلال من مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد وبالتالي فان كل المؤشرات الفنية والمعنوية والتي تسبق اللقاء توحي بأن الجمهور موعود بوجبة دسمة كروية سيقدمها الليث والزعيم. طريق التأهل تباينت صعوبة الطرق التي سلكها الفريقان في الادوار السابقة لبلوغ النهائي فالشباب كان طريقه بشكل عام اسهل من شقيقه الهلال فالشباب تجاوز بها في دور الستة عشر وذهب لملاقاة الفتح ليجاوزه هو الآخر بهدف احمد عجب لينتقل لمواجهة الحزم في الرس واستطاع الفوز فيها بثلاثة اهداف لهدف، اما الهلال فكانت البداية مع الوطني وانتهت هلالية بهدفي ياسر وويلمسون في تبوك ثم انتقل لمكة المكرمة لملاقاة الوحدة واستطاع الفوز عليه بهدف وحيد لأسامة هوساوي واخيراً التقى مع النصر وفي الديربي الكبير والذي قال فيه السويدي ويلمسون كلمة الافضلية. ومن لقاءات الفريقين السابقة نجد ان هناك تدرجًا تصاعديا في صعوبة اللقاءات حتى وصلا للمواجهة الاصعب وللخطوة الاهم والتي من خلالها تحدد بطل المسابقة من وصيفه. أسلوب اللعب الفريقان يختلفان في اسلوب اللعب بشكل نسبي فمدرب الشباب هيكتور يعتمد على طريقة 4-4-2 ويتواجد مهاجمان صريحان هما الشمراني وعجب وكذلك يتواجد محوران هما احمد عطيف وطلال البلوشي وفي هذه الطريقة يجد المدرب التوازن الفني الكبير بين الادوار الدفاعية والهجومية خصوصاً اذا علمنا ان هناك مساندة هجومية من ظهيري الجنب بالاضافة للدور الاصلي الدفاعي فيما الفريق الهلالي يلعب باسلوب 4-2-3-1 بتواجد مهاجم صريح وحيد وهو ياسر القحطاني مع دعم من المثلث المرعب من خلفه وهم سوول والتائب وويلمسون فيما خالد عزيز ورادوي يقومان بدور الوسط المدافع وتغطية منطقة العمق والاطراف ولعل الزوري سيكون مصدر الانطلاقات في الجهة اليسرى بينما محمد تامي سيقوم بالدور الدفاعي. نقاط القوة والضعف الفريقان يوجد بهما نقاط قوة واخرى ضعف سيحاول كل مدرب الاستفادة منها بالشكل المناسب فمثلا الشباب يمتاز بقوة هجومه ووسطه ولكن يعاب عليه الاخطاء الدفاعية وخاصة في الكرات العرضية فيما الهلال يملك افضل دفاع محلي بالوقت الراهن بدليل الارقام ولكنه سيفتقد لخدمات نجم الدفاع ماجد المرشدي الذي ربما يفتح ثغرة امام الدعيع كما ان وسطه وهجومه قوي وفعال ويعاب على الفريق الضعف في الجهة اليمنى بعدم وجود ظهير مدافع بالشكل الذي يوازي بقية خطوط الفريق القوية. ولو وضعنا خطوط الفريقين في الميزان الفني لوجدنا ان هناك تكافؤا في جميع الخطوط ما عدا حراسة المرمى لصالح الدعيع والدفاع لصالح الهلال ولعل غياب المرشدي سيجعلها متوازنة نوعاً ما مع الشباب. مواجهة مدربين هذه المواجهات عادة تكون مواجهات مدربين نظراً لأنها تحتاج الى تكتيك خاص مختلف عن بقية اللقاءات فجميعنا ندرك ان التعويض صعب جدّاً في مثل هذه المواجهات ولذلك سيكون الحذر هو المسيطر على بداية اللقاء وبجس النبض ومعرفة خفايا واسرار اللقاء على الطبيعة ويتخلل ذلك محاولات هجومية مباغتة ومفاجئة للمنافس. والمدرب الارجنتيني والروماني كلاهما يعرفان بعضهما البعض من خلال المواجهة الماضية في كأس الامير فيصل بن فهد وحتى في اللقاءات المتعددة التي تقابل فيهما المدربان بالموسم الماضي وكشفت لهم العديد من الامور الفنية التي ينتهجها الفريقان. جاهزية الفريقين تعتبر جاهزية الفريقين لهذه المواجهة في كامليتهما بسبب ان مستوى اللقاءات الماضية جاءت تدريجية وكانت بمثابة الاعداد الفني في الفترة الماضية التي اكملها الفريقان بالتدريبات اليومية والاعتيادية الشاملة للامور التكتيكية وزيادة الجرعات اللياقية خشية امتداد المباراة للشوطين الإضافيين، كما ان التدريب على ركلات الترجيح حضر لجميع لاعبي الفريقين خاصة أن ذكرى المباراة الاخيرة مازالت عالقة في اذهان كوزمين وهيكتور والتي رجحت الارجنتيني على الروماني. مهمة الكأس الهدف الذي يسعى له الفريقان في مثل هذه اللقاءات هو البحث عن الفوز لانه الحل الوحيد والذي لابد من حضوره وبالطبع الفريقان لم يصلا لهذه المباراة الا ولديهما الاسلحة التي تمكنهما من تحقيق الانتصار سواء كانت هذه الاسلحة فنية والتي عمل على اعدادها هيكتور وكوزمين او كانت معنوية وعملا اداريا وشرفيا ويعلم ان الفريقين يملكان اعضاء شرف وجهازا اداريا يعرف كيفية التعامل مع مثل هذه اللقاءات ولعل التركيز اهم الاشياء التي يحب توفرها في الملعب من الفريق الذي يبحث عن الفوز لأن الهدوء والتركيز يجعل اللاعب يستفيد من اخطاء المنافس بكل سهولة فدعونا ننتظر من يكسب القمة الكبرى ويحصل على اول القاب هذا الموسم الكروي، الشباب الطامح، ام ان الهلال سيحافظ على لقبه الذي حققه الموسم الماضي.