أكد وليد المعلم وزير الخارجية السوري أن زيارته إلى المملكه كانت ناجحة وأن المباحثات التي اجراها مع أخيه الامير سعود الفيصل تناولت مختلف المواضيع الإقليمية. وقال المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع خافيير سولانا المنسق العام للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن الحوار مع وزير الخارجية السعودي "كان حوارا بناء ومثمرا ومن الطبيعي أن نتناول القضايا اللبنانية وقد كانت وجهات النظر متفقة على العمل من أجل الاستقرار في لبنان وإجراء الانتخابات" وفيما يتعلق بموضوع المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الشهيد رفيق الحريري قال المعلم إن موضوع المحكمة الدولية لم يطرح مطلقا في المباحثات السورية/ السعودية وأضاف "الطرفان السوري والسعودي يعتبران أن المحكمة شأن لبناني" .وعن دور مصر في عودة المصالحة العربية قال المعلم عندما نتحدث عن جهود تضامن العربي فإننا لا نستثني أحدا خاصة أن سورية تتحرك من موقع رئاستها للقمة العربية وهي تحضر كي تكون قمة الدوحة قمة ناجحة ولبناء موقف عربي موحد . وتمنى المعلم على الاتحاد الاوروبي أن يكون له موقف واضح مما جرى في غزة حتى لا يتهم الاتحاد الاوروبي بالازدواجية عندما يتحدث عن موضوع حقوق الإنسان مطالبا في الوقت نفسه معاقبة المجرم في إشارة منه إلى إسرائيل. من جهته أكد سولانا أن الاتحاد الاوروبي سيبذل كل الجهود لجعل عام 2009 عام مثمرا لتحقيق السلام الشامل وأضاف يهمنا أن يتم التوصل إلى مصالحة فلسطينية وحكومة وحدة وطنية كي يتم عبرها إعادة إعمار غزة . وكان بيان رسمي سوري أكد أن الرسالة الشفوية التي نقلها المعلم إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من الرئيس بشار الأسد تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات على الساحة العربية وحسب البيان فإن المباحثات بين المعلم والملك عبد الله تناولت التأكيد على أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين والتنسيق المشترك بينهما بما يخدم مصالحهما ومصالح الأمة العربية كما تم التركيز على ضرورة استعادة التضامن العربي ووحدة العمل العربي المشترك بما يمكن من الوقوف في وجه التحديات التي تواجه العرب والتصدي لسياسات إسرائيل المعادية والمتنكرة لحقوق الشعب العربي. كما نوه البيان السوري بالمحادثات التي جرت بين المعلم ونظيره السعودي سعود الفيصل وأشار إلى أنه تم خلالها استعراض واقع العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات كذلك تم تبادل وجهات النظر بين الجانبين إزاء التطورات على الساحة العربية وبخاصة في فلسطين والعراق ولبنان. وأشار البيان السوري إلى أن وجهات النظر بين السعودية وسورية كانت متفقة إزاء ضرورة حشد كل الجهود العربية وتعزيز التضامن العربي من أجل توفير الدعم للشعب الفلسطيني لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة إعمار ما دمرته الآلة العسكرية الإسرائيلية في غزة والسعي لتحقيق المصالحة الفلسطينية التي تضمن وحدة الصف الفلسطيني باتجاه استرجاع حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وحول العراق جرى التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة العراق وسيادته وعروبته وتحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز التنسيق من أجل تحقيق الأمن والاستقرار فيه. وفيما يتعلق بلبنان أعرب الجانبان عن ارتياحهما للتطورات التي تحققت فيه وشددا على ضرورة المضي في تنفيذ اتفاق الدوحة بما في ذلك إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفي جو من الهدوء والشفافية.وكان الرئيس السوري بشار الأسد بحث في وقت سابق مع سولانا المنسق الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الأوضاع في المنطقة لاسيما الأوضاع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة . وبدأ سولانا في 24 / 2 زيارة إلى سورية تأتي ضمن جولة له في المنطقة تشمل لبنان، والأراضي الفلسطينيةالمحتلة واستعرض سولانا مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الجهود المبذولة لإنهاء العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كما جرى التطرق للعلاقات السورية الأوروبية وآفاق تطويرها والنتائج الايجابية التي اسفرت عنها زيارة السيدة بنيتا فيريرو فالدنرمفوضة الإتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية الى سورية مؤخرا.وحسب مصادر دبلوماسية فإن جولة سولانا إلى المنطقة والتي بدأت بدمشق هدفها لقاء الأطراف الفاعلة في المنطقة قبل مؤتمر الجهات المانحة لقطاع غزة الذي سينعقد في شرم الشيخ بمصر. كما التقى سولانا عبد الله الدردرى نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وبحث معه افاق التعاون المتنامية بين سورية والاتحاد الاوروبى والسبل الكفيلة بتطويرها وتفعيلها لتشميل مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والاستثمارية والتنموية والاليات والإجراءات التقنية والإدارية المناسبة لانجاز التوقيع النهائي على اتفاقية الشراكة بين سورية والاتحاد الاوروبى خدمة لمصلحة الجانبين.وكانت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر قامت قبل عشرة ايام بزيارة الى سوريا اشادت خلالها "بموقف دمشق البناء" في المنطقة مشيرة الى اقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان سنة 2008 والمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل التي علقتها سورية اثر العدوان الإسرائيلي على غزة .