لكل وسيلة ايجابيات وسلبيات، و بالدرجة الأولى تعود المنافع المكتسبة و الأضرار المترتبة على هذا الاستخدام للمستخدم متى ما استخدم هذه الوسيلة الاستخدام السليم أصبحت الاستفادة إيجابية ، ولكن إن أسيىء استخدامها فمن المؤكد أن النتائج سوف تكون خطيرة لا تنحصر على الشخص فحسب بل تصل الأسرة و المجتمع . ويعدّ الإنترنت أبرز الوسائل الحديثة التي قدمت للبشرية فوائد كبيرة من خلال التواصل مابين البشر في وقت وجيز وإنهاء العديد من الإجراءات بشكل سريع وغيرها الكثير ، ولكن تبقى الإنترنت خطيرة متى ما أسيء استخدامها ، وللأسف الشديد أن البعض من ضعاف النفوس أخذ منها الجانب السلبي والخطير وأصبح يستخدمها لأهداف بعيدة تماماً عن تلك التي طُوّرت لأجلها. في الآونة الأخيرة أصبحت الصحافة تطالعنا بشكل يومي عن حالات لابتزاز فتيات وللأسف الشديد انتشرت مؤخراً بشكل كبير جداً وما تنشره الصحافة إلا جزء يسير من هذه الجرائم، حيث هناك حالات كثيرة لا تصل للجهات المختصة لتخوّف الأطراف – خاصة الفتيات – من تبليغ الجهات المختصة. وهنا لا بد أن أشير إلي الجهود الكبيرة التي يبذلها رجالات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للحد من هذه الظاهرة، و هو جهد يشكرون عليه . ومن وجهة نظري أن العقاب لا بد أن يطال الطرفين الشاب والفتاه. و أؤكد هنا على الفتاة التي تنازلت عن القيم والأخلاق وسلمت نفسها فريسة. و من الملاحظ أن أغلب الحالات التي يتم نشرها تكون الفتاه قضت وقتاً طويلاً مع الشاب برضاها و سلّمته صورها و معلوماتها الشخصية أو أرسلتها له برضاها أيضاً، وعندما يحدث بينهما أي خلاف تتوجه إلي أقرب مركز لهيئة الأمر بالمعروف و تقوم بالإبلاغ عن حالة ابتزاز، مع علمنا الكامل بأن مثل هذه الحوادث يتم البت فيها من قبل جهات الاختصاص بكل حيادية . لكن – و من واقع ما يُنشر في الصحف- نجد أن الفتاة دائماً ما تظهر بمظهر البريء و الضحية، بالرغم من أن كلا الطرفين مذنبان و لابد من تطبيق النظام عليهما معاً. في ظل هذا الوضع لماذا لا يتم تفعيل دور المساجد في نشر التوعية و التنبيه إلى خطورة الاستخدام السلبي للتقنية الحديثة. نعم هناك أنظمة يتم تطبيقها عند الإبلاغ عن حالات الابتزاز، و لكن الأنظمة وحدها- ومهما كانت درجة تطبيقها – تبقى قاصرة و غير فعالة إذا لم تدعمها تربية أسرية و توعية عامة تُذكّر بالقيم و تعرض لحالات الضياع و التشتت الأسري التي أحدثها التفريط في استخدام التقنية الحديثة.