تقع بعض الفتيات "ضحية التهديدات" بالفضيحة والتشهير من قبل شباب كن قد أقمن علاقات معهم، حتى وصلت هذه العلاقة الى مرحلة تبادل صور وغيرها من المعلومات الخاصة التي تقوم الفتاة طوعا باعطائها للشاب. ويلجأ عدد من الشباب الى استغلال هذه العلاقة سلبياً، من خلال تسجيل المكالمات والاحتفاظ بالصور واستخدامها في مرحلة جديدة من مشوار "الحب الكاذب" في العلاقة، وهي مرحلة المساومة وتهديد الضحايا اما بالاستجابة لطلباتهم ك "الخروج معهم" أو نشر الصور والمكالمات والحاق "الفضيحة" ليس فقط في الفتاة، بل أيضا لعائلتها بالكامل. البعض من الفتيات يقوم بالاستسلام اعتقاداً منهن بان المشكلة سوف تنتهى بمجرد "الرضوخ" لطلب هؤلاء الشباب، ولكن البعض منهن ترفض "الابتزاز" وتلجأ بدون تردد الى مساعدة هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والتي كان لها الفضل بعد الله فى انقاذ العديد من الفتيات من" الفضيحة". " الرياض" التقت بعدد من الاختصاصيين فى المجال النفسي والاجتماعي والديني للوقوف على أهم الأسباب التى تدفع الفتيات الوقوع في الخطأ، وأيضا رأي أحد منسوبي الهيئة الذى تحدث فيها عن عدد من الحالات النسائية التي تمت مساعدتهن، إلى جانب أخذ رأي عدد من الفتيات في هذه القضية. الفتاة بحاجة إلى من يسمعها في البداية تحدثت الأستاذة اقبال المبروك، وهي مشرفة طلابية فى احدى المدارس، وقالت إننا بحاجة الى "الهيئة" لمساعدة الفتيات من ابتزاز كثير من الشباب، وتجاوز أخطائهن، وعودتهن إلى الطريق الصحيح. وأضافت أن عدد الطالبات فى المدرسة التي أعمل فيها 1500طالبة ،والبعض لديهن مشاكل عاطفية فمثلا هناك طالبة كانت على علاقة مع شاب اقتصرت على الرسائل والمكالمات الهاتفية، ومع مرورالوقت حدثت مشاجرة بينها وبين صديقتها لأنها اكتشفت أن "حبيبها" يقوم بمراسلة صديقتها، وكان دوري هو استدعاء الأم وابلاغها بالموضوع. وأقوم بمتابعة الفتاة داخل المدرسة، ولكن مع ذلك أحمل الأهل مسئولية وقوع الفتاة فى المحظور،فالشدة الزائدة والتساهل من ناحية الأهل مشكلة لأن الفتاة بحاجة لمن يسمعها ويناقشها فى المشاكل التى تتعرض لها بدلا من البحث عن ذلك خارج نطا ق الأسرة. احترام الخصوصية وعن الآثار النفسية التى تتعرض لها الفتاة تشاركنا الأستاذة خلود العيدان، وهي اخصا ئية نفسية، وتقول: "اعتقد أنه جاء الوقت لننظر لمشاكلنا بشكل شمولي، وليس نظرة جزئية أو وقتية، فالاعتماد على جهة خارجية ك "الهيئة" لحل مشكلة "الابتزاز" يدفعنا إلى البحث عن دور مؤسسات المجتمع الأخرى للوقوف مع الفتاة لحل هذه المشكلة، بشرط احترام خصوصية الفرد والتدخل فقط فى حال لجوء الفتاة لها، داعية إلى رفع مستوى المصارحة ما بين الفتاة والأسرة، حيث ستظل الأسرة هي المحورالرئيسي الذى يستخدمه المبتز كوسيلة ضغط أسا سية واذا أردنا الاقتراب من الحلول فعلينا نشرفكرة أن الأبناء يستحقون منا الاقتراب أكثر لفهم حاجاتهم ومتطلباتهم ومشاكلهم. أما عن الآثارالنفسية فهي تعتمد على العمر وطبيعة علاقة الوالدين ونوع "الابتزاز" والكثير من الأمور التى يخضع لها واقع الفتاة، وبناءً عليه تكون ردة الفعل حسب قوتها وحسب طبيعة تقبلها للمشكلة، فسيمتد بناء الأثر من القلق الشديد الى مراحل عليا من الا نهيار مرورا بنوبات غضب واكتئاب وقد يتحول الضغط الذى تتعرض له لمشكلة جسدية كالصداع وألم الفك، ولاشك أن وصول الفتاة لمرحلة الثقة فى منح ما هو شخصي وخا ص كا لصور يقتضي أن يكون "فضيحتها" بمثابة انهيار وعنيف على نفسية الفتاة. الابتزاز في الأعراض أشد حرمة وعن رأي الدين والأسباب التي تدفع الفتاة للوقوع فى الخطأ يتحدث الأستاذ فهد بن عبد الله العتيق، من كلية أصول التربية بجامعة حائل وقال: "الدين الاسلامى حرم الابتزاز بجميع أشكاله وأنواعه وأهدافه وخاصة اذا كان الابتزاز يتعلق بأعراض الناس وهو أشد حرمة لقوله تعالى (ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة)، ولا شك أن الذين يستخدمون هذه الأساليب هم أشخاص ضعفاء الأنفس ويتميزون بالخسة ودناءة الأخلاق، فيجب على المجتمع محاربتهم بجميع الوسا ئل المتاحة لهم، كما أن لهم عقوبة فى الدنيا والأخرة، ففى الدنيا السجن فى حالة تمكن السلطات من القبض عليهم حيث يتم سجنهم على حسب الجرم الذى اقترفوه،أما في الآخرة فقد توعدهم الله بالعذاب الأليم لما قاموا به من ابتزاز الآخرين في أعراضهم خاصة أن ذلك يشكل معاناة نفسية واجتماعية وأسرية للفتاة". أسباب الوقوع في الخطأ وأضاف قائلاً: "هناك أسباب عديدة لوقوع الفتاة في الخطأ، وهى التبرج، فقد نهى الاسلام عن التبرج لقوله تعالى (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)، والفتاة غير المحتشمة بلبسها "الضيق" والخفيف وابداء زينتها تكون سببا للاغواء، لقوله تعالى (ولا يبدين زينتهن)، فهى تثيرأنظارالشباب، وبالتالى تكون مفتاحا للشر، ثم بعد ذلك يأتي دورالشيطان ويزين المنكر أيضاً. وأشار إلى أن خروج المراهقات الى الأسواق وحدهن دون مصاحبة الأهل تكون عرضة للاغواء وفريسة للذئاب البشرية، إلى جانب انشغال الأسرة بالأمور الدنيوية على حساب تربية أبنائهم، كما أن بعض الأسر لا تشجع على "الالتزام" وبالتالي لا تجد الفتاة القدوة الحسنة وتكون معرضة أكثر للوقوع فى الخطأ أيضا انتشارالفضائيات والبرامج غير اللائقة اجتماعيا وسلوكيا والذى تجاوزت حدود الأدب بكسر الحياء عند الفتاة. كذلك اساءة استخدام "الانترنت" من خلا ل تصفح المواقع غير الأخلاقية والتى تكون الفتاة عرضة لايقاعها واستدراجها من قبل ضعاف الأنفس، وما ينتج عن ذلك من تبادل الصور والمعلومات، ثم مساومتها عليها بعد ذلك، ثم تقع فى وحل "الخطيئة". وأيضا من أسباب ابتزاز الشباب للفتيات للوقوع في الخطأ وجود الصور والمعلومات الخاصة في الجوالات والبلوتوث التى يتم من خلالها تبادل الصور والمقاطع "الخليعة" التي تخدش الحياء، فالفتاة عندما تتساهل فى هذا الأمر تكون عرضة للانحراف، وقد يتطورالأمر الى استخدام تلك الوسيلة بعلاقات خطيرة تكون سبب فى وقوع الفتاة فى الخطأ. وأشار إلى أن حل المشكلة ينطلق من الأسرة التي عليها مسؤولية توعية الأبناء وخاصة الفتاة فعلى الأم أن تعرف كل صغيرة وكبيرة فى حياة ابنتها، وتكون هناك "مصارحة" بين الأم وابنتها حتى يمكن تدارك أي خطأ من البداية بحكمة، كذلك دور وسائل الاعلام والمؤسسات التربوية فى توعية الفتاة فى حالة اساءة استخدام تلك الوسائل، كما يجب نشرمثل تلك القضايا التى يكون فيها استغلال الفتاة، ولا بد من تغيير مفاهيم الفتاة حول هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وان الهيئة معها وليست ضدها وحمايتها من الوقوع فى الخطأ. ووقال إن "الهيئة" لها دور ايجابي، فعندما تقوم الفتاة بابلاغ "الهيئة" التى تقوم بالتنسيق مع جهات الاختصاص، وبالتالى يتم القبض على الشخص المبتز وتنتهي بذلك المشكلة، ولكن هيئة الأمر بالمعروف كنظام له أهداف تضعه الدوله للمحا فظة على المجتمع وربطها بجميع أجهزة الدولة، كما أرى ضرورة تفعيل دور "الهيئة" بشكل يختلف عما هوعليه الأن من خلال التأهيل والتدريب واختيار أشخاص مؤهلين خاصة خريجي الجامعات من قسم الدعوة، اضافة الى استخدام التقنية الحديثة لمراقبة الأسواق والأماكن العامة". الفتيات يبحثن عن منقذ وتقول (حصة خالد) طالبة فى المرحلة الثانوية إنه شىء رائع أن تقوم الهيئة بمساعدة الفتيات والستر عليهن ليتمكن من متابعة حياتهن دون فضائح فهناك فتيات ما زلن تحت الابتزاز والتهديد. أما (صالحة الغامدى) طالبة جامعية فتقول: "كنا نسمع دائما بأن "الهيئة" تقوم بالقبض على الفتيات والتشهير بهن، ولكن أن تقوم "الهيئة" بمساعدة الفتيات فهذا أمر جديد وجميل، لأن الأمر لا يتوقف على مصير فتاة بل أسرة بأكملها". وتتحدث (منى النفيعى) طالبة بالمرحلة المتوسطة قائلة: "كثيرا ما كنت أشاهد فتيات يقعن فى الخلاف بسبب شاب وفى النهاية نجد الأباء يقومون بفصل بناتهم من المدرسة بعد أن يقوم الشاب بفضح الفتاة أمام أسرتها وزميلا تها". وتشا ركنا (فا طمة الهاجرى) طالبة فى المرحلة الثا نوية قائلة: "أتمنى من الفتيات اللاتي يعانين من التهديد الاتصال بالهيئة من أجل طلب المساعدة قبل أن تتعرض للفضيحة، ولكن هل هناك أرقام معينة لطلب المساعدة؟ واشكر "الهيئة" على هذة الخطوة الرائعة". على الفتيات أن لا يستمرن في الخطأ وعن دور "الهيئة" فى مساعدة الفتيات، تحدث الشيخ صلاح السعيد رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة الرياض وقال: "إن "الهيئة" فى هذه الأيام وبفضل من الله ثم فضل ولاة الأمر أصبحت كالحصن للمجتمع السعودي تصد عنه المنكرات التى تحيط به من كل جانب، موضحاً أن المشاكل التى تختص بأعراض الناس باتت تحمل جانبا كبير من الاهتمام من قبل المسئولين فى جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وعن الأسباب المؤدية لوقوع الفتيات فى الخطأ، أوضح أن أسلوب التربية التى تربي بها الأسرة أبنائها كفيلة بأن يتعلم من خلالها السلوك المعوج أو الصحيح، كذلك الرفقة السيئة مؤثرة في حياة الشاب أو الشابة، أيضا وسائل الاعلام سلاح ذو حدين فمن الممكن أن تكون نافعة للأبناء، ومن الممكن أن تكون وسيلة من وسائل الانحراف، مشيراً إلى أن انتشار وسائل الاثارة والاغراء الى الانحراف فى السلوك عند بعض الفتيات، وبما ان مرحلة الشباب تمثل بداية البلوغ الجنسي ويصاحبها ضعف القدرة على ضبط النفس والتحكم بغرائزها وبالتالي أصبح الشباب من أكثر فئات المجتمع وقوعا فى الانحرافا ت الأخلا قية. وعن أعمارالفتيات اللاتي دخلن فى مشكلة الابتزاز، أوضح السعيد أنها بلا شك مرحلة المراهقة، ومع ذلك قد تكون المرحلة العمرية من الدوافع وقد لا تكون، لأن الانسان حينما يكون لديه التثقيف الذاتي الكافي بتوجيهه السليم لن يضره مروره بالمراحل العمرية المتعددة، وقد يكون الا نسان فى مرحلة ليست بصغيرة من العمر وتظهرعليه سلوكيات خاطئة". وعن الحالات التي تلقتها الهيئة وقامت بمساعدتها يذكر الشيخ السعيد قصتين، الأولى عن فتاة تعرضت لخديعة من أحد الشباب، فقد وضع اسم نسائي مستعار وبدأت تلك الفتاة تتواصل مع ذلك الشاب ثم طلب منها صورة ورقم الهاتف وللأسف أرسلت تلك الفتاة الرقم والصورة فى البريد الألكتروني لذلك الشاب الذي بدأ فى تهديدها والتضييق عليها فلجأت الى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث تم القبض على ذلك الشاب ومسا عدة تلك الفتاة بكل خصوصية. أما القصة الثانية، فهي لفتاة وقعت فى خطأ فى لحظة غفلة منها وارتبطت بعلاقة بشاب بطريقة غير شرعية، وطلب منها صورة وقامت بالفعل بارسال صورة عن طريق خدمة الوسائط واستمرت العلاقة، وليس من العيب أن نخطأ ولكن من العيب أن نستمرعلى الخطأ، ولقد تابت تلك الفتاة من تصرفها هذا، وحينها تقدم لها قريب يطلبها للزواج لكن للأسف ذلك الشاب لم يتركها بحالها، بل بدأ بتهد يدها حتى لم يبقى على موعد زواجها سوى أسبوع واحد وكاد أن يدمرمستقبلها لكنها لجأت الى "الهيئة" وقاموا بالواجب المناط بهم وساعدوا الفتاة بكل خصوصية وتزوجت تلك الفتاة والحمد لله. ويتابع حديثة قائلا: "لا يقتصراهتمام الهيئة على الفتيات بل يشمل ايضا الشباب الذين يتعرضون الى بعض الابتزازات فهناك ضعفاء نفوس انتكست بهم الفطرة وبدئوا يتعرضون للأحداث صغار السن وتهديدهم با لصور وابتزاز الأموال منهم، فالهيئة لها دور فى الحد من هذة المشكلة والستر على الأحداث - صغار السن - وتوجيههم التوجية السليم من أجل الظهور أمام المجتمع بصورة حسنة، ويمكن للفتيات وكذلك الشباب الذين يتعرضون للتهديد بأن يتصلوا على مراكز الهيئة في مدينتهم أو محافظتهم ليقوموا بواجبهم في ذلك.