الاعتداء الإسرائيلي الأخير على غزة تسبب بوفاة 1300 مواطن فلسطيني .. وفي حين ردت حماس بصواريخ بدائية (وفرت حجة لاستمرار العدوان) ردت الأم الغزاوية بإنجاب 3570 طفلا جديدا خلال نفس الفترة .. هذا الفرق (الذي يقدر ب 2270 طفلا) يؤكد الحقيقة المرعبة التي تخشاها اسرائيل دون أن تعبر عنها صراحة .. حقيقة الانفجار السكاني الذي يعمل لصالح العرب ويهدد بتحولهم إلى أغلبية واضحة خلال العقود القليلة القادمة .. وفي الدوائر السياسية الإسرائيلية تلقب الأم الفلسطينية ب demographic bomb أو القنبلة الديموغرافية بسبب خصوبتها العالية (وديموغرافيا بالمناسبة هي علم دراسة التغيرات السكانية) .. ففي حين لا يتجاوز معدل الخصوبة في إسرائيل 2,6 طفل لكل امرأة ، تأتي غزة في مقدمة المناطق الأكثر خصوبة في العالم (بمعدل 6 أطفال لكل إمرأة) .. وفي حين تعاني اسرائيل من ارتفاع نسبة الشيوخ والعواجيز تعاني غزة من وفرة الأطفال وصغار السن (حيث يشكل من تقل أعمارهم عن 14 عاما 47% من نسبة السكان) ! وبدون شك من أهم الأسباب التي دعت اسرائيل لإيقاف عملياتها العسكرية الأخيرة صعوبة التوغل أكثر في مناطق تضم 4170 إنساناً في كل كيلومترمربع (في حين تقل المساحة الجغرافية لغزة 29 مرة عن مساحة لبنان) .. وأعتقد شخصياً أن نسبة التناسل المرتفعة لدى الفلسطينيين هي أيضا سبب انسحاب إسرائيل (بعد اتفاقيتي أوسلو ومدريد) من الضفة وقطاع غزة ومنحهم شبه دولة للتخلص من عبء تواجدهم داخل حدودها السياسية !! وموافقة إسرائيل على حكم الفلسطينيين لأنفسهم خارج حدودها السياسية يذكرنا بحالة ديموغرافية مشابهة ساهمت في حل الاتحاد السوفييتى السابق .. فنسبة التناسل الكبيرة للشعوب المسلمة داخله كانت كفيلة بتحوله إلى أغلبية اسلامية بحلول 2025 .. وفي المقابل كان عدد الروس ومايزال ينخفض بوتيرة مخيفة تعد الأسرع على مستوى العالم لدرجة سيختفي 24% منهم بحلول عام 2050 !! .. وهذه المفارقة يمكن تعميمها على مستوى العالم والخروج بقاعدة مفادها الارتفاع المتواصل للشعوب الإسلامية مقابل الانخفاض المتواصل للشعوب الصناعية .. فبحلول عام 2050 مثلا سيرتفع عدد الباكستانيين من 164 إلى 489 مليون نسمة ، والمصريين من 75 إلى 130 مليونا ، والإيرانيين من 71 الى 127 مليون نسمة .. وفي المقابل سينخفض عدد الروس من 142 مليونا إلى 107 ملايين ، واليابانيين من 127 مليونا الى 102 ، والألمان من 82 الى 74 مليون نسمة !! وبطبيعة الحال يعود السبب الأساسي لهذا الانخفاض الى ضعف معدل الإنجاب في الدول المتقدمة (حيث لا يتجاوز في روسياالبيضاء وكوريا الجنوبية 1,2 طفل فقط لكل امرأة) .. وهذا المعدل الضعيف لا يتسبب بتراجع السكان فقط بل وارتفاع نسبة العجائز والشيوخ وتفاقم مصاريف التقاعد والرعاية الصحية ! ... على أي حال يبدو أنني توسعت كثيرا في مسألة الأرقام في حين أن الأكثر أهمية "في المسألة الديموغرافية" هو نوعية الشعب وليس كثرته / نوعية التعليم ومستوى الصحة وليس نسبة الأطفال ومعدل الإنجاب / متوسط العمر ودخل الفرد وليس كثرة الوفيات ونسبة الفقر التي تميز المجتمعات الإسلامية ! ... قالوا : من قلة نحن يارسول الله !؟ قال: بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ...