تحقيقات - نقلا عن اخبار آخر ساعة : انتفاضة عناصر اليمين المتطرف في أوروبا ضد ما وصفوه بمحاولات »أسلمة« القارة البيضاء والحوادث ذات الطبيعة العنصرية ضد المهاجرين المسلمين (حادث مقتل مروة الشربيني وتدنيس مقابر المسلمين) وقانون حظر النقاب في فرنسا ومن قبل حظر الحجاب، وإصدار قانون في إيطاليا لتجريم الهجرة غير المشروعة، وحظر بناء مساجد ومقابر للمسلمين، كل هذه الظواهر والوقائع تصب في محاولات ساسة الغرب لإنقاذ هوية بلادهم من زحف إسلامي لايستخدم أي سلاح سوي ارتفاع معدلات الخصوبة بين المهاجرين المسلمين في الوقت الذي تدنت فيه هذه المعدلات بين شعوب الغرب، وفي الوقت الذي تراجع فيه انتماء هذه الشعوب لثقافتهم وهويتهم، يتمسك المهاجرون بهويتهم الإسلامية مما دفع الخبراء إلي التحذير بأن هناك بلدانا غربية وأوروبية تحديدا علي أبواب تحولها لبلدان ذات أغلبية مسلمة في عقود زمنية قليلة قادمة من بينها فرنساوألمانيا وبريطانيا والبعض يري أن المسافة الزمنية ربما تكون أقل حيث يتوقعون أنه في خلال أقل من عشر سنوات سيكون الإسلام هو الدين المهمين علي العالم لأنه الأكثر انتشارا علي خريطة الأرض!! من أبرز الأرقام التي تكشف عن الفروق في المعدلات الخاصة بالزيادة الطبيعية للسكان (الفارق بين نسبة الوفيات والمواليد) أن معدل الخصوبة في فرنسا وصل إلي 1.8٪ لكل أسرة بينما معدل الخصوبة بين مسلمي فرنسا هو 8.1٪ لكل أسرة، والمعدلات في أوروبا متدنية فهي مابين 1.1٪ وحتي 1.6٪ أما المعدل العام في أوروبا فهو 1.38٪ و90٪ من معدلات النمو السكاني الأوروبية هي زيادة في أرقام المهاجرين للقارة.. الخبراء يرون أن أي حضارة أو ثقافة يلزمها كي تبقي مستمرة لمدة 25 عاما أي لمدة جيل أن تكون معدلات الخصوبة عند حدود 2.11٪ حتي لاينقرض شعب ما وتطغي ثقافة أخري عليه، وهو مايؤرق ساسة ومفكري والغرب من الإحساس الطاعن بأن قنبلة الديموجرافيا الإسلامية ستنفجر في وجه ثقافة الغرب وتغير هويته في غزو بلا أسلحة دمار شامل أو حتي بأسلحة تقليدية، والغرب الذي غزا المشرق العربي والإسلامي عبر عشرات من الحملات الصليبية يتم غزوه ببطء عبر موجات متلاحقة من المهاجرين الذين استقروا داخل بلدانه وصاروا جزءا من نسيجه وساهموا في نهضتها ويحملون جنسيات أوروبية أو أمريكية وغيرها مما سوف يشكل انقلابا في الموازين السكانية والثقافية والمجتمعية بشكل عام. أجراس الخطر عدد غير قليل من الكتاب والمفكرين الغربيين حذروا من القنبلة السكانية والزحف الإسلامي عبر بوابات الغرب المفتوحة من بينهم المفكر الراحل »صمويل هنتنجتون« و»برنارد لويس«، الأول تحدث عن صراع أو صدام الحضارات ما بين ثقافة الغرب والإسلام وأسلحة كل منهما في مواجهة الآخر، والثاني أشار إلي أن العرب منذ دخولهم أسبانيا (الأندلس) وحتي الحصار التركي لفيينا فإن أوروبا كانت تحت تهديد مستمر من الحضارة الإسلامية، الكاتب الأمريكي »هيرب وينينبرج« تحدث عن أن هدف المسلمين الحالي هو محاربة إسرائيل لكن هدفهم الأساسي علي المدي البعيد هو السيطرة علي أوروبا، فهم يشكلون الآن غالبية سكان العاصمة البلجيكية بروكسل مقر الاتحاد الأوروبي وسيصبحون غالبية في أمستردام (هولندا) وغيرها من مدن أوروبا، وأضاف: إذا كانت أوروبا ظاهريا قارة غربية مسيحية فإنها عما قريب ستصبح خاضعة للسيطرة الإسلامية، وانهيار أوروبا المسيحية يمضي بخطي متسارعة، وتراجع الثقافة الأوروبية يعود لتراجع الإيمان بالقيم الغربية في الوقت الذي يستميت آخرون (المسلمون) في إعلاء شأن قيمهم وثقافتهم وفرضها علي المجتمع الذي يعيشون فيه!! وقال إن أوروبا إلي جانب دخولها في حالة اندحار أيدلوجي تشهد أيضا انحدارا ديموجرافيا (سكانيا) موازيا بسبب تنامي أعداد المسلمين، وأن المرحلة التالية بعد أوروبا أو الهدف النهائي كما أسماه الكاتب هو أمريكا! أجراس الخطر تتواصل .. الكنيسة الكاثوليكية أعلنت أن أتباع الدين الإسلامي فاقت نسبتهم أتباع الكاثوليكية، وأن هناك خطرا حقيقيا علي المسيحية في أوروبا والغرب عامة، مواقف ساركوزي ضد الحجاب عندما كان وزيرا للداخلية حتي صدور قانون بحظره في المدارس والمؤسسات الرسمية الفرنسية عام 2004، ثم الاتجاه نحو سن قانون لحظر النقاب والبرقع رغم ارتفاع أصوات من الداخل بأن عدد من يرتدين النقاب لايزيد عن 650 حالة نصفهن من الفرنسيات، في ألمانيا قلق بالغ من الأرقام المتصاعدة للجاليات المسلمة، وهناك نكتة يتداولها الألمان والأتراك تقول إن آخر ألماني سيدفنه تركي! وأسباب تراجع معدلات الخصوبة في أوروبا والغرب عامة ترجع إلي تدني نسب الإقبال علي الزواج وعدم الإنجاب أو إنجاب طفل واحد وانتشار ظاهرة الشذوذ بين الجنسين وتراجع الإيمان بالقيم المسيحية أو حتي اليهودية وانتشار الإلحاد. ومن أبرز صرخات الاحتجاج ضد الخطر القادم من الغزو السكاني الإسلامي، قيام جهة متطرفة في كندا بإنتاج فيلم قصير (7.5 دقيقة) يشير لمثل هذا الخطر وأثار الفيلم ضجة كبيرة بعد عرضه علي الإنترنت، الفيلم الوثائقي بعنوان (الديموجرافية الإسلامية: الموجة العالمية للمد الإسلامي) وهو يطلق في نهايته دعوة للغرب للتصدي لهذه الغزوة، وفي سياقه يعرض لأرقام مخيفة للغربيين والأوروبيين تحديدا، من بينها أنه في فرنسا عام 2027 سيكون هناك واحد من كل خمسة فرنسيين من المسلمين، وبمرور 39 عاما ستكون فرنسا جمهورية مسلمة، وعدد المسلمين في بريطانيا زادوا خلال 30 عاما من 82 ألفا إلي 2.5 مليون مسلم ويوجد 3 آلاف مسجد الآن في بريطانيا، ومعدل النمو بين المهاجرين المسلمين زاد عشرة أضعاف عن البريطانيين وزادت أعداد المسلمين نصف مليون في 4 أعوام. وبعد 15 سنة سيكون نصف سكان هولندا من المسلمين، وفي روسيا هناك 23 مليون مسلم، وخلال سنوات قليلة سيكون 40٪ من الجيش الروسي من المسلمين، بلجيكا ربع سكانها من المسلمين ونصف المواليد من بينهم، وبحلول عام 2025 سيكون ثلث المواليد في أوروبا من المسلمين، ونقص السكان في ألمانيا لم يعد من الممكن تفاديه كما أشار المسئولون الألمان وأنه في عام 2050 ستصبح ألمانيا بلدا مسلما، دراسة أخري أشارت إلي أن خمس سكان بلدان الاتحاد الأوروبي (27) دولة سيكون من المسلمين، لكن أبرز الأرقام التي أشار إليها الفيلم هو أنه في عام 1970 كان عدد المسلمين في أمريكا 100 ألف وصلوا إلي أكثر من 9 ملايين أي بزيادة قدرها 9000٪ وهناك توقعات بوصول أعداد المسلمين خلال سنوات قليلة إلي 50 مليون نسمة. دراسة أجراها المجلس الأعلي للمسلمين في ألمانيا أشارت إلي أن عدد المسلمين المقيمين في أوروبا يزيد علي 53 مليونا منتشرين بنسب متفاوتة بين بلدان الاتحاد، والرقم مرشح للتضاعف خلال عشرين عاما، أي سيتجاوز المائة مليون مسلم، دراسة أخري أجرتها جامعة »ترينيتي كوليدج« الأمريكية أشارت لتضاعف عدد المسلمين وصاروا يشكلون 3 - 2٪ من تعداد سكان أمريكا (300 مليون) في حين تراجعت أعداد اليهود والمسيحيين عدا البروتستانت الإنجيليين خلال العشرين عاما الماضية وأشارت دراسة رسمية ألمانية إلي أن اعداد المسلمين في ألمانيا وصل إلي 4.3 مليون يشكلون 5٪ من سكان ألمانيا، 45٪ منهم يحملون الجنسية الألمانية، ويقيم 98٪ من المسلمين بالولايات الغربية والعاصمة برلين، وفرنسا أيضا يتواجد علي أرضها 6 ملايين مسلم من إجمالي سكانها (64 مليونا) وهي أكبر أقلية مسلمة في أوروبا، بريطانيا تعد أكبر بوابة للمهاجرين لعدم تشدد قوانينها ضد الهجرة وسماحها بالحصول علي الجنسية شرط دخول البلاد بصورة مشروعة، بينما بدأت إيطاليا في تنفيذ قانون لمعاقبة المهاجرين بصورة غير قانونية. العنصرية تطل برأسها رد الفعل الأوروبي والغربي تجاه ظاهرة الزحف السكاني الإسلامي عبر موجات الهجرة تمثل في حدوده الدنيا عند المحاولات الساعية لدمج المهاجرين في المجتمعات الغربية، وهي محاولات نجحت جزئيا وذلك لتمسك المهاجرين بانتمائهم ليس لأوطانهم وإنما لعقيدتهم الإسلامية، وإعلاء شأن الدين علي الوطن، ومرورا بسلسلة التضييق علي المهاجرين في إقامة المساجد خاصة في إيطاليا والدنمارك، وكذلك المقابر الإسلامية مما يضطر أهالي المتوفين لنقلهم إلي أوطانهم الأصلية رغم التكلفة العالية، ثم يمتد النهج المتشدد إلي سن القوانين لحظر كافة الأشكال الإسلامية وكذلك ممارسة الشعائر لكن العنصرية والتي تنطلق من ظاهرة »الإسلاموفوبيا« أو الخوف من الإسلام تطل عبر جماعات اليمين المتطرف التي تسعي لترويع المسلمين والكتابات المسيئة في الصحف (الرسوم الدنماركية كنموذج) وعلي جدران المساجد والاعتداء علي المسلمين في منازلهم والأماكن العامة، وصولا لقتلهم (نموذج مقتل مروة الشربيني).. فالعنصرية هي رد فعل متطرف ضد المسلمين باعتبارهم من ثقافة مختلفة تتعارض مع الثقافة الأوروبية وباعتبارهم من جنس ولون مختلف، وامتدت العنصرية إلي ملاعب الكرة واستهداف عدد من اللاعبين ومع هذا فقد انتشر الإسلام مع عدد من مشاهير اللاعبين الأوروبيين ( تيري هنري وريبيري وأنيلكا وفان بيرسي وكانوتيه وكيتا وزيدان وغيرهم) ويوجد بالمنتخب الفرنسي سبعة لاعبين مسلمين، كما انتشرت موجة المايوه الإسلامي (البوركيني) الذي يغطي جسم النساء، ولكن كارول الفرنسية منعت من نزول حمام السباحة في إحدي المدن الفرنسية لعدم ارتدائها المايوه العادي (العاري).. أيضا خرجت مظاهرات لجماعات عنصرية تطالب بوقف بناء المساجد ومنع استقبال المزيد من المهاجرين المسلمين وضرورة الوقوف تجاه ظاهرة أسلمة أوروبا، لكن الهجرة إلي أوروبا وأمريكا تتواصل ومعها يزداد تواجد المسلمين علي الخريطة الاجتماعية ومنها إلي السياسية والثقافية.. وهو مايشكل تأثيرا بالغ الخطورة علي هوية وثقافة وحضارة الغرب. كما حذر العديد من الكتاب والمفكرين الغربيين والذين يملكون قدرة علي البناء وتطوير أنفسهم والتأقلم مع حياة المجتمعات الغربية مع حفاظهم علي هوياتهم الدينية والاجتماعية، بينما تعمل عوامل الهدم دورها في حضارة الغرب من خلال أبناء شعوب الغرب، بانفصالهم عن المسيحية وتفشي ظواهر التفسخ الاجتماعي والإلحاد والشذوذ وانهيار قيمة الزواج وعدم الرغبة في الإنجاب، مما يدخل هذه المجتمعات في مرحلة شيخوخة سريعة تنمو تجمعات المسلمين بسرعة قياسية ليتغير وجه الحياة خلال العقود القادمة. أوروبا التي غزت المشرق العربي عبر حمامات الدم في الحروب الصليبية.. هل يعود إليها المسلمون يطرقون أبوابها بدون أسلحة لغزو بلادهم عبر موجات المهاجرين الذين يستقرون ويمارسون حياتهم كأوروبيين ويسيطرون علي مفاصل الحياة والدولة في أراضيها. هذا ما ستواجهه أوروبا في العقود القادمة مع فصول ساخنة لمواجهات عبر بوابات القوانين والصدام مع جماعات التطرف والعنصرية، والبقاء سيكون للأصلح!