قررت المحكمة الجنائية العراقية أمس الخميس تأجيل محاكمة الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي اكتسب شهرة عالمية برشقه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بزوجي حذائه إلى 12 آذار/مارس المقبل. ودخل الزيدي، الذي رشق بوش بزوجي حذائه في 14 كانون أول/ديسمبر الماضي في مؤتمر صحافي عقده في بغداد، إلى قاعة المحكمة مبتسما وهو يرتدي حلة أنيقة وموثوق الأيدي وبصحة جيدة. وبدأت الجلسة بطلب رئيس المحكمة القاضي فائق الزيدان فك وثاق الزيدي فيما تم تعليق الجلسة لمدة عشر دقائق بناء على طلب من فريق الدفاع عن الصحافي. واستمعت المحكمة خلال الجلسة إلى إفادة الشاهد الأول وهو موظف دائرة تشريفات رئاسة مجلس الوزراء حول القضية فيما تغيب الشاهد الثاني عن الحضور إلى جلسة المحكمة، وتمت تلاوة إفادته المكتوبة ثم استمعت المحكمة إلى إفادة الزيدي التي تناول فيها قصة ودوافع واقعة الحذاء الشهيرة التي استهدفت بوش داخل مبنى حكومي في المنطقة الخضراء. وحضرت عائلة الزيدي إلى المحكمة فيما احتشد عشرات العراقيين أمام المحكمة وهم يحملون الأعلام العراقية ولافتات تدعو إلى الإسراع بإطلاق سراح الصحافي العراق. وكان المحامي ضياء السعدي نقيب المحامين العراقيين رئيس فريق الدفاع عن الزيدي قال في تصريحات صحافية إن «الزيدي مرتاح نفسيا بصورة واضحة ومعنوياته عالية وعلى استعداد كامل للمثول أمام المحكمة وهذا ليس وصفا يشكل نوعا من الغرابة لأنه صحافي وإعلامي مثقف وأقبل على فعله بكل قناعة للتعبير عن وعي وإرادة شعب العراق الرافض للاحتلال الأمريكي». وتابع: «وأنه (الزيدي) مقتنع أن فعله هذا يؤكد فيه موقف شعب العراق من الاحتلال حيث ترتسم أمامه باستمرار الاعتقالات التعسفية وسجن أبو غريب وكثير من التصرفات التي أضرت كثيرا بالشعب العراقي». ويعمل الزيدي (28 عاما) لحساب محطة تليفزيون «البغدادية» التي يملكها رجل الأعمال العراقي عوف حسين وتبث برامجها من القاهرة. وسبق أن خطف من قبل جماعات مسلحة عام 2007 وتم الإفراج عنه بعد ثلاثة أيام من دفع فدية وهو يتيم الأبوين ومن عائلة فقيرة. ومن جانب آخر، طالبت النائبة غفران الساعدي عضو مجلس النواب العراقي بالإسراع بإطلاق سراح الزيدي لأنه «جسد في عفويته إحدى صور الرفض الوطني كما انه عبر من خلال هذا السلوك عن رأي العراقيين الذين يعانون من الاحتلال وسجل صفحة بيضاء في سجل المقاومة العراقية وعلى الحكومة الاستجابة إلى مطالب الجماهير وإطلاق سراحه فورا». وقالت الساعدي في تصريحات صحافية: «أصبح الزيدي رمزا وطنيا وعلى رئيس الحكومة والقضاء العراقي التعامل مع قضية الزيدي بمستوى عال من الشعور الوطني وأن تكون محاكمته علنية لضمان تحقيق الشفافية».