تتجه السلطة الموالية لسوريا في لبنان الى مواجهة مع المعارضة التي تطالب بانسحاب الجيش السوري من لبنان حيث تشدد الاممالمتحدة على ارسال فريق خبراء للتحقيق في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. وستجري، بناء على دعوة المعارضة، تظاهرة طلابية اليوم الاثنين في ذكرى اسبوع على اغتيال الحريري. وتتزامن المسيرة مع انعقاد قمة بين الرئيسين جورج بوش وجاك شيراك. ويمارس بوش وشيراك ضغوطا قوية على لبنان وسوريا ويطالبان بتحقيق مستقل حول اغتيال الحريري. لكن الحكومة اللبنانية اعربت عن امتعاضها حيال هذا الامر وطالبت ب«استفسارات» من الاممالمتحدة بعد الاعلان الذي صدر في دبلن حول تعيين ايرلندي على رأس لجنة خبراء دوليين للتحقيق في ظروف مقتل الحريري و14 شخصا اخرين. وقال المحلل السياسي سركيس نعوم في صحيفة النهار الواسعة الانتشار ان «الامر يتعلق بالتأكيد بتحقيق لالقاء الضوء (...) لكنه يشكل قبل اي شيء اخر ضغوطا دولية على لبنان». ومن المقرر ان يلتقي وفد من المعارضة اللبنانية مساء الاحد رئيس مجلس النواب نبيه بري الموالي لسوريا لمطالبته بان يبحث مجلس النواب اليوم الاثنين احد مطالب المعارضة وهو استقالة الحكومة وتشكيل اخرى «انتقالية» للاشراف على الانتخابات التشريعية المقررة الربيع المقبل وانسحاب الجيش السوري. وقال النائب المعارض انطوان اندراوس لوكالة فرانس برس «نعول على كرة الثلج التي ستشكلها تظاهرة الاثنين». وكانت ست حركات طلابية دعت الى تنظيم تظاهرة كبرى انطلاقا من «موقع الجريمة» حيث قتل رئيس الحكومة السابق بالقرب من فندق سان جورج في وسط بيروت بهدف «التاكيد على متابعة خطى مسيرة الرئيس الحريري واهدافه في بناء وطن ديموقراطي سيد مستقل». وانضمت محطات التلفزة اللبنانية الى الدعوة وقررت التزام دقيقة صمت عند الساعة 12,58 بعد ظهر اليوم الاثنين (10,58 تغ) في الوقت المحدد للانفجار الذي اودى بحياة الحريري. وبالاضافة الى ذلك، يتدفق كل مساء الاف الاشخاص الى ساحة الشهداء حيث ضريح الحريري وهم يرددون هتافات منها «ما بدنا مجلس نواب للسوري يعمل بواب!» و«ما بدنا جيش بلبنان الا الجيش اللبناني» و«سوريا اطلعي برا». وحذرت السلطات اللبنانية من اي تعكير للنظام العام مذكرة بان التظاهر ممنوع وبحاجة الى ترخيص من وزاة الداخلية. وقال الياس عطاالله احد قادة اليسار الديموقراطي ان «هذا المكان بات اسمه من الان وصاعدا ساحة الحرية ولن نطلب الاذن من احد. وسنتواجد هنا كل مساء حتى الكشف عن هوية المحرضين ومرتكبي الاعتداء». وفي ظل هذه الاجواء المتوترة، تتكاثر الدعوات لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الاعتداء كان مجلس الامن الدولي قد طالب بها.