حينما يتحدث رجل الاعمال السعودي فهد فيصل المعمر عن الولاياتالمتحدة واستثماراته فيها فهو يبدو كمحب ولهان ولكنه لا يحظى بالقبول. فقد باع المعمر حصته الكبرى في شركة بمدينة «منيبوليس» ولم يسافر إلى الولاياتالمتحدة منذ سنتين بعد تعرضه لحادث توقيف في مطار ميامي بفلوريدا في تشرين الثاني/أكتوبر من عام 2002 حيث احتجزته سلطات الهجرة لمدة يومين. والاعتقاد بأن المستثمرين السعوديين باعوا حصصهم في الشركات الامريكية في أعقاب تفجيرات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر وأخرجوا بليارات الدولارات من الولاياتالمتحدة ثبت أنه اعتقاد خاطئ. ولكن هذا لا يمنع وجود كثيرين من المستثمرين والمدراء والطلبة السعوديين ممن يتجنبون السفر إلى الولاياتالمتحدة خشية تعرضهم للتمييز. وعلى الرغم من أن 15 من إجمالي 19 شخصا اتهموا بالمسؤولية عن تفجيرات أيلول/سبتمبر كانوا سعوديين إلا أن رجال الاعمال السعوديين سرعان ما تفهموا أن استثماراتهم في الولاياتالمتحدة آمنة. وللمعمر صديق يعمل أيضا رجل أعمال يرتب لزيارة الولاياتالمتحدة خلال فصل الصيف المقبل للمرة الاولى منذ شن الهجمات في تشرين الثاني/أكتوبر من عام 2001. وقال الصديق «أردت أن انتظر حتى تهدأ الامور.» وسافر المعمر الذي يرأس شركة «ضماد» لصنع القفازات الطبية من مادة اللثي (عصارة الشجر) إلى مياميبالولاياتالمتحدة في تشرين الثاني/أكتوبر من عام 2002 من خلال فرانكفورت ومنها إلى جزر كايمان حيث كان يرغب في تسجيل شركة جديدة ويتمتع بالاعفاءات الضريبية. وقال المعمر «حينما رأى مسؤول الهجرة جواز سفري السعودي ضغط زرا أحمر بجانبه.» وأضاف المعمر أنه «بدأ بعد ذلك استجواب مكثف وجرى أخذ بصمات أصابعي.» وقال «حينما قلت له إنني لا أرغب في أن تقلع الطائرة دون أن استقلها أمرني بالجلوس.» وأوضح المعمر أنه تمكن في نهاية الامر من اللحاق بطائرته لكنه واجه معاناة شديدة أثناء رحلة عودته بعد ثلاثة أيام. وقال المعمر إن سلطات الهجرة كانت قد بدأت العمل بنظام حاسب آلي جديد لكن يبدو أن التفاصيل بشأن رحلته إلى جزر كايمان لم تسجل لسبب أو لاخر. وبدأ استجواب كامل مرة أخرى. وقال «إن الامر استغرق يومين ونصف اليوم. وفي النهاية اضطررت لتوقيع ورقة تفيد بموافقتي على (أمر) ترحيلي.» وعندما خرج من مطار الرياض طلب من سائقه التوقف حتى يمكنه مشاهدة أحد الطرق الرئيسية اصطفت على جانبيه أشجار النخيل الصغيرة. وقال المعمر «نزلت من السيارة وقبلت أرض وطني.» ويحمل رجل الاعمال خطاب شكر من السفارة الامريكيةبالرياض لارساله شيك بمبلغ 5 آلاف دولار فضلا عن خطاب تعزية لاقارب ضحايا هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر. وقال المعمر الذي درس بالولاياتالمتحدة :«كنت أحب الولاياتالمتحدة ومازلت لا أكرهها.» وأضاف «لكني طبعا لن أسافر إلى هناك مرة أخرى. نجح أسامة بن لادن في تحقيق هدفه. وصار كل منا يخاف الاخر.»