تعودنا عند الانتصارات أن تكون لغة الفرح المباحة والتفاؤل هما الشعار الذي يرفعه الفائز تقديرا لحصده ثمرة عمله الإيجابي واعتزازاً بجهد نجومه الذي بذلوه داخل الميدان..أما في بطولة الخليج الحالية فظهر بعض المحللين في الفضائيات لاسيما بعض اللاعبين المعتزلين وكأنهم في معزل أو هم يتعمدون مخالفة هذه القاعدة وبالتالي الإصرار على إلغاء الفرح دون وجه حق من خلال انتقائيتهم وتحليلاتهم الهابطة وممارسة لغة التشاؤم ولباس ثوب الانهزامية، حتى صار المتابع يتخيل أنهم يعيشون بعيداً عن مشاعر عشاق الرياضة في السعودية الذين سرتهم تلك الانتصارات التي يسطرها نجوم"الأخضر" في كأس الخليج إلى أن بلغوا المباراة النهائية بعرقهم وجهدهم وروح الشباب ودعم المسؤولين لهم. في الكويت وعمان والبحرين وقطر والعراق واليمن والإمارات وفي دول أخرى يلمس المتابع روح الأسرة الواحدة والانصهار بين النجوم الحاليين لهذه المنتخبات وبين الكثير من النجوم المعتزلين سواء عبر الفضاء ووسائل الإعلام المختلفة أو من خلال حضورهم في الملعب والفندق لشد أزر النجوم الذين تولوا المهمة فيما بعدهم، أما لدينا فالكثير من اللاعبين الذين ودعتهم الملاعب يتوزعون على الفضائيات بحثاً عن الاستمرار في الأضواء، وليتهم يحضرون بكلام موضوعي ونقد يساعد على تلافي الأخطاء ويسهل طريق النجاح، ولكنهم يرتدون ثوب الغيور على المنتخب وهم في داخلهم لايسعدهم بروز العديد من الأسماء الذين حققوا مالم يحققه من اجبر على الاعتزال وطالب الإعلام والجماهير برحيله،.. لماذا لأن غيابهم عن الصورة ولد لديهم الكثير من العقد، وجعلهم يحللون ويصرحون على طريقة "خالف تعرف" دون وعي منهم بأن مايفعلونه يسيء لهم بالدرجة الأولى قبل أن يكون تنفيساً عما بداخلهم من غيرة ولدها الابتعاد القسري. ظننت أن لاتنتهي مباراة منتخبنا أمام الكويت بالتأهل إلا وكل الرياضيين صغيراً وكبيراً يحتفلون من باب تشجيع أولئك الشباب على مواصلة المشوار، ليس في بطولة الخليج انما في بطولات أخرى، وإذ ببعضهم يقلل من قيمة الانتصار وكأنه يريد أن يصادر الفرح ويمنع عشاق منتخب الوطن من حقهم المشروع، الأمر الذي فرض على الأمير نواف بن فيصل التدخل ووضع حد لتلك الغوغائية التي تمارس ضد نجومنا منذ بداية البطولة. ترى ماذا يريد مثل هذه النوعية، البعض منهم ربما ينظر لنهائي الخليج من زاويته الخاصة ورغبته غير المعلنة حتى إذا تعثر المنتخب (لاقدر الله) قالوا نحن الذين نبهنا وحددنا العلة ووصفنا الدواء ولم يسمعنا أحد، والسؤال ماذا لو كان أحد هولاء الذين يملأون الفضاء ضجيجا بآرائهم المزعجة والبعيدة عن الواقع يعمل ضمن الجهاز الإداري أو الفني هل يظهر عبر الإعلام ليتفوه بمثل ماتفوه به من عبارات تكسر مجاديف اللاعبين الشباب،لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك لأنهم يبدون آراءهم حسب مصلحتهم ومايدور بداخلهم لاحسب الواقع. تصوروا المنتخب لم يخسر ولم يدخل مرماه أي هدف حتى الآن ويسير بصورة تصاعدية وننتظر أن يكتمل الفرح يوم غد ومع هذا فأن مثل هؤلاء (المعتزلين والمعزولين) لايتوانون في التفتيش عن السلبيات حتى وإن كانت لاتطغى على الايجابيات من أجل إحباط اللاعبين الشباب الذين يحتاجون للدعم والمساندة والتشجيع في مشوارهم الحالي بدلاً من تحطيمهم، والمصيبة إننا لو فتشنا عن الإنجازات التي حققها من يظهر للتنظير في الفضائيات بحثا عن التواجد الاعلامي بأي طريقة كانت والانجازات الجماعية والألقاب الفردية التي حصل عليها من يمثلون المنتخب السعودي حالياً لمالت كفة من يرتدي الشعار الأخضر في مسقط رغم مشوارهم القصير وخبرتهم القليلة. وهذا قد يكون سبباً رئيسياً في سل سيف الهجوم ضد نجومنا الشباب والغيرة منهم حتى تحول ذلك الى احتقان ليس له مبرر.