توحدت مشاعر أبناء هذا الوطن.. مستجيبة لدعوة خادم الحرمين الشريفين بنصرة اخوانهم الفلسطينيين في قضيتهم ومعاناتهم الكبرى التي يواجهونها جراء البطش اليهودي.. وما يلقونه من وحشية كفرت بكل القيم الإنسانية. مشاعر أبناء المملكة التي هي ترجمة صادقة لموقف وطنهم وقيادتهم جسدت معنى العروبة والإحساس بألم الاخوة المسلمة.. فما أفرزته حملة التبرعات من عطاء سعودي ومعنى انساني ليس إلا وجهاً من وجوه من وجوه الوقفة السعودية تجاه اخوانهم الفلسطينيين المكلومين.. هذا التوحد السعودي في المشاعر والمؤازرة صورته كل الفئات العمرية والجنسية داخل هذا الوطن الكبير في مساحة حبه ومساندته لإخوانه المسلمين والعرب. صورة الأطفال في المدارس وهم يرسمون مشاعرهم الفياضة عطفاً وحباً لإخوانهم أطفال غزة.. تعطي شيئاً من هذه الترجمة الواضحة لمعنى الشعور الانساني الصادق تجاه من يستحق المناصرة..، في إحدى المدارس الكبرى أصر طلبة المدرسة رغم صغر سنهم إلا ان يرسموا أطول لوحة فنية شكلوا من خلالها معاناة أقرانهم اطفال غزة.. وما يواجهونه من تحد وهجوم اسرائيلي غاشم.. حماس هؤلاء الأطفال دفع لرسم مشهد تشكيلي يتجاوز طوله 60م.. وسط تقدير وإعجاب معلميهم.. بالروح الإنسانية المتفاعلة مع ألم الطفل الفلسطيني.. وصمود الأمهات والرجال. اللوحة عبرت بشكل مباشر عن روح أخوة أطفال المملكة.. وطهر مشاعرهم البريئة.. تجاه إخوتهم الصامدين.. كما عكست عمق المعنى الحقيقي لجسدية الأمة الواحدة.. والتي تؤكد عليها سياسة هذا الوطن الكبير.. @ روح التضامن السعودي مع المعاناة الفلسطينية.. وأبنائها.. برزت في أكثر من منحى إنساني واجتماعي.. ورغم الابتهالات المتواصلة بنصرة أهل فلسطين.. والترحم على شهدائهم.. في كل وقت تلهج به الألسن العابدة.. إلا أن الشعور المحلي المتماهي مع حكمة القيادة.. يبقى مجنداً كل همومه ودعواته لإخوته المحاصرين.. ولعل بروز "الشال" الفلسطيني كوشاح نزيه تتزين به السيدة أو الطفل.. هو دلالة معبرة عن عمق التآخي.. والتألم.. اللذين شهدهما الشارع السعودي.. تضامناً من مختلف الشرائح الوطنية.. مع اخوانهم في فلسطين.. والذين تجاوبوا مع حملة التبرعات التي أمر بها خادم الحرمين والتي كانت ومازالت تحت إشراف مباشر من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية.