طلعت يا محلى نورها.. شمس الشمّوسة.. وجاءه صوت فاغية الحقل: - أسفرت وأنورت يا طفلي الكبير.. وها هي أشعة الشمس تقبِّل جبهة جبل الثلج الناصع البياض.. فتشرق في وجهه ابتسامة ودودة.. تغمر بدفئها كل الأنحاء.. اكشف عن وجهك هذا الغطاء الذي يحجبك عن الحياة والأحياء.. والخضرة والماء.. جاء نهار آخر يا طفلي المدلل الكسول.. ماذا أقول؟! "مكتوب على ورق الخيار.. اللي يسهر الليل ينام النهار".! - نامي يا معذبتي.. وتذكَّري أننا في (إجازة)! - صحيح نحن في (إجازة).. لكن.. هل جئنا لننام؟! إنني أعشق الصباح.. أحب أن أرقب ولادة النور في عينيك.. وتفتّح الزهور على وجنتيك.. فلمَ تحرمني هذه المتعة؟! أنا ابنة الحقل التي جئت تأخذها إلى عالمك.. يومها قال لك أبي: - ماذا وقوفك والفتيان قد ساروا؟! فقلتَ مرتبكاً: - ما كنت يا عم فيهم.. ومضيت تلفِّق الأعذار.. وتطلب من الماء جذوة نار.. قلت لي: فتعالي يا ابنة الحقل نزور كرمة العشاق.. اسمعي البلبل مابين الحقول يسكب الألحان.. في فضاء نفحت فيه التلول نسمة الريحان.. فترددتُ كثيراً فقلت لي: لا تخافي يا فتاتي والنجوم تكتم الأخبار.. وضباب الليل في تلك الكروم يحجب الأسرار.! يومها قال أبي: - مالك يا ابنة الحقل و(للشعار)؟! إنهم يسهرون الليل وينامون النهار.. @@@ انهض يا شاعر الأنس وأفق من سباتك، قبل أن تسرقك مليكة الجن مني.! أو.. اتركني في حقلي بين أشجاري وأطياري وأهلي.. هبّ فتى المدينة المدلل مذعوراً يولول: - ما خلصنا من بنات الإنس (عشان) نخلص من بنات الجن.! فأسرجي الخيل تحملنا.. لنطوي بياض النهار في سواد الليل.!