أكملت الأمانة العامة للمجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة استعدادات عقد المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها، الذي سيعد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في مقر رابطة العالم الإسلامية من 20- 1430/1/24ه. وبيَّن فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن زابن المرزوقي البقمي الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي وعضو مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية أن المجمع اختار موضوع الفتوى وضوابطها للمناقشته في هذا المؤتمر العالمي، ودعا عدداً كبيراً من الفقهاء والعلماء والمفتين للمشاركة، يربو عددهم على منة وسبعين عالماً وباحثاً، مشيراً إلى أهمية الفتوى في حياة المسلمين، وأن يتصدى لها أهل الاختصاص بها من الفقهاء والمفتين المخلصين الاتقياء، الذين يخشون الله سبحانه وتعالى، وقال: إن الأمانة العامة للمجمع الفقهي الإسلامي وضعت الخطط اللازمة لإنجاح المؤتمر، وكلفت عدداً من أصحاب الفضيلة الفقهاء المشاركين فيه بإعداد بحوث وأوراق عمل وافية لمناقشة موضوع الفتوى وضوابطها وقد قدم أكثر من أربعين بحثاً من خلال ثمانية محاور هي: الفتوى وأهميتها، الفتوى وتأكيد الثوابت الشرعية، الاجتهاد الجماعي وأهميته في مواجهة مشكلات العصر، تغير الفتوى، الفتاوى الشاذة وخطرها، التلفيق، تنظيم الفتوى - أحكامه وآلياته، فتاوى الفضائيات - وآثارها. وقال فضيلة الشيخ الدكتور المرزوقي إن المؤتمر سوف يسهم في تأصيل المهام المتعلقة بالإفتاء وإصدار الفتاوى وفي معالجة المشكلات التي تتعرض لها الفتوى في هذا العصر الذي كثر فيه المتصدرون للإفتاء عبر المحطات الفضائية والإنترنت والصحف، وبينهم من هم ليسوا من أهل الاختصاص، وقد يسيء بعضهم إلى الفتوى وإلى الشريعة بسبب الجهل بأصول الفتوى وصحة الإفتاء. وأوضح د. المرزوقي أن المؤتمر سوف يصدر بعد إكمال مناقشاته للبحوث التي أعدها المشاركون ميثاقاً للفتوى، يتضمن الرؤية التي سيتم التوصل إليها بشأن الفتوى وضوابطها، وأعمال الإفتاء والمهام التي ينبغي أن تقوم بها دور الإفتاء في العالم الإسلامي وفي البلدان التي تعيش فيها أقليات إسلامية بغية إصدار الفتاوى المحققة. وأشار فضيلته إلى أن الأمانة العامة للمجمع الفقهي الإسلامي عقدت تسع عشرة دورة، ونظمت سبع ندوات ومؤتمرات فقهية عالمية، وذلك تحقيقاً للأهداف التي أنشئ المجمع من أجلها. وقال فضيلته إن دوافع تأسيس المجمع تتلخص في دراسة ما يستجد من قضايا في العالم مما يحتاج إلى نظر من العلماء سواء كان ذلك داخل البلدان الإسلامية أو في البلدان غير الإسلامية التي تعيش فيها أقليات مسلمة من إجابات شرعية على النوازل والقضايا الجديدة التي تحتاج إلى إجابة جماعية ومجابهة التيارات الفكرية، وبيان الحكم الشرعي فيها مؤكداً فضيلته أنه من هنا تتأكد عالمية الإسلام ومرونته واتساعه وصلاحيته لكل زمان ومكان، وإثبات أن لله حكماً في كل حادثة، وأن هذا الدين جاء لجلب المصالح للناس، ودرء المفاسد عنهم ليسعدوا في الدنيا والآخرة، إن هم اتبعوا أحكامه، والتزموه في جميع شؤون حياتهم. وعن أهداف المجمع بيَّن د. المرزوقي أنها تتمثل فيما يلي: بيان الأحكام الشرعية فيما يواجه المسلمين في أنحاء العالم من مشكلات ونوازل وقضايا مستجدة من مصادر التشريع الإسلامي. إبراز تفوق الفقه الإسلامي على القوانين الوضعية وإثبات شمول الشريعة واستجابتها لحل كل القضايا التي تواجه الأمة الإسلامية في كل زمان ومكان. نشر التراث الفقهي الإسلامي وإعادة صياغته، وتوضيح مصطلحاته وتقديمه بلغة العصر ومفاهيمه. تشجيع البحث العلمي في مجالاته وفروعه. جمع الفتاوى والآراء الفقهية المعتبرة للعلماء المحققين، والمجامع الفقهية الموثوقة في القضايا المستجدة، ونشرها بين عامة المسلمين. التصدي لما يثار من شبهات وما يرد من إشكالات على أحكام الشريعة الإسلامية. هذا وأعرب د. المرزوقي عن عظيم الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - على رعايته هذا المؤتمر العالمي، مما يعطيه قوة تسهم في تحقيق أهدافه إن شاء الله، ودعا الله العلي القدير أن يثيب خادم الحرمين الشريفين على ما يقدمه من خدمات جليلة للإسلام وشريعته وأن يجعل ذلك في موازينه.