تحرص الأمهات على وجه الخصوص بالتأكيد على بناتهن الصغيرات وأولادهن الصغار إن شئتم على ثلاثة أمور يُكررنها عليهم كل ليلة قبل الخلود إلى النوم وهي : ترتيب الجدول، وتناول العشاء، وتنظيف الأسنان، ولن أتحدّث عن الأمرين الأخيرين ولكنّي سأُركّز على حكاية ترتيب الجدول أي وضع الكُتب والدفاتر والأدوات المدرسيّة في الحقيبة قبل النوم بعد التأكد من حل الواجبات وكل ذلك حرصاً من الأم - الأب حتى لا يتعرض الصغير للتوبيخ أو العقاب ولكي يتعوّد على تنفيذ مسؤولياته وحتى لا يُضيع الوقت قبل الذهاب إلى المدرسة حين تكون أعصاب الكل مشدودة صباحاً بلا مُبرر ،أما البعض من الآباء والأمهات فهم يطلبون تنظيم الجدول شفقةً على صغارهم من حمل جميع الكتب والدفاتر وهذا يعني عناء آخر لا يجب أن يتحمّله الصغير إذ يكفي عناء المدرسة وأساليب التعليم العتيقة في زمن تتغير فيه المفاهيم وأساليب الحصول على المعلومة بسرعة البرق. - يقولون سيتم قريباً الاستغناء عن الكتاب المدرسي الورقي والاستعاضة عنه بأقراص مُدمجة (CDs) وعندها لن يحمل الطالب معه سوى شنطة صغيرة بحجم الكف تحوي (السيديهات) وأقلاما عبارة عن (فلاش ميموري) يكتب فيها الواجبات ويُخزّن عليها الصور والمعلومات وشرح المُعلّم، وأقول حتى يتم ذلك هناك خطوات تسبق هذه الخطوة لا أعتقد أن وزارة التربية والتعليم قد نفّذتها حتى نُصدق قولهم وأبسط مُستخدم للكمبيوتر يعرف تلك الخطوات. - عودة إلى حقيبة الطالب وما يحمله بداخلها من أثقال، فقد وزّعت شركة أرامكو السعودية مُلصقاً يُبين خطورة الحقيبة المدرسيّة على الطالب حيث أوردت معلومة مفادها أن الطفل يحمل فيها ما يُعادل (5) كغم ذهاباً ومثلها إياباً وهو ما يعني أنه يحمل طناً و 600كيلو غرام خلال العام الدراسي الواحد مما قد يُسبب تقوّس الظهر في المستقبل وتشوهات بالعمود الفقري وقد ورد في المُلصق نصائح عدّه موجهة إلى إدارة المدرسة ومؤسسات التعليم والأهل ثم الطالب. - حتى يأتي اليوم الذي يتوفر فيه كمبيوتر على طاولة (كُل) طالب وتختفي السبورة والكتاب الورقي ويعمّ القرص المُدمج ومن أجل حماية أولادنا من آلام الظهر وتشوهات العمود الفقري هناك خطوة بسيطة يمكن تنفيذها وبتكلفة ماليه بسيطة وهي توفير خزائن خاصة بعدد طلاّب كل فصل تحفظ فيها الكتب والدفاتر والأدوات المدرسية التي لا يحتاج الطالب حملها معه للمنزل وبهذا نحل جزءاً من المُشكلة مؤقتاً ...هل قُلت مُؤقتاً ؟؟ أشك في ذلك.