يستند آباء وأمهات على دراسة تقول: إن حجم الحقائب التي يحملها الأطفال على ظهورهم يؤثر سلبا على نموهم وقد تكون خطرا على صحتهم، ويطالبون إزاء ذلك بإعادة النظر في وضع حقائب الأطفال طلاب المراحل الأولية خصوصا تلك المكتظة بعدد كبير من الكتب والدفاتر. وتشكل زيادة ثقل الحقائب على الطلاب هاجسا كبيرا عند أولياء الأمور، مؤكدين استمرار المشكلة دون تدخل من قبل الجهات التربوية أو الصحية، حيث لم تبادر أية جهة مسؤولة باتخاذ خطوة وإيجاد الحلول والبدائل المناسبة لهذه المسألة. وتؤكد دراسات حديثة أن النتائج السلبية لحمل الحقائب المدرسية الثقيلة والمكدسة بالكتب تؤدي إلى تغيرات غير صحية في أجساد الأطفال وتزيد الخطورة إذا كان وزن الحقيبة التي تحمل على الظهر يزيد على «10 حتى 15» في المائة من وزن جسم التلميذ، خاصة أن أعمار التلاميذ في بداية المرحلة الابتدائية تبدأ منذ سن صغيرة لا تتجاوز الست سنوات وهو سن التطور والنمو السليم والمعافى دون التأثيرات السلبية التي تسببها أحمال من الحقائب على ظهورهم. ووفقا للدراسة فإن من أهم هذه التأثيرات تقويس الظهر والانحناء للأمام والالتواء أو الميل إلى أحد الجانبين وحدوث خلل في العمود الفقري، كما تتسبب حقيبة الظهر حين تكون ثقيلة للغاية أيضا في جعل العضلات تعمل بشكل أكثر قوة وضغطا على الأعصاب مما يؤدي لإصابتها بالتوتر والإجهاد وجعل العنق والكتفين والظهر أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والتأثير على صحة الطفل. ومن هذا المنطلق يطالب الأهالي بأخذ الموضوع بجدية أكثر من قبل المسؤولين والتربويين وتخفيف الأعباء على التلاميذ وإيجاد البدائل لنقل الكتب والدفاتر والأدوات المدرسية من وإلى المدرسة كل يوم، لأنهم في الأساس وقبل كل شيء هم آباء ولديهم أبناء يعانون من نفس المشكلة. وهناك من يرى بضرورة الاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في هذا المجال واستحداث أنظمة تحافظ على سلامة الطفل وصحته تدعم الجانب التعليمي والمعرفي، والاستغناء عن حمل الأثقال في الدراسة والتحصيل والتقويم داخل المدرسة فقط. ويتفق علي بن محمد حميد مدير إدارة خدمات الطلاب في الإدارة العامة للتربية والتعليم في محافظة جدة مع ذلك، مؤكدا أن دراسات أخرى أثبتت أن أجسام الطلاب في المرحلة الابتدائية في طور النمو ولعل ما يزيد التأثير عليهم هو ضعف التكوين الجسماني لأغلب الطلاب وذهابهم إلى المدرسة بدون تناول أية وجبة مما يزيد من تأثير ثقل الحقائب عليهم. وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم بدأت في اتخاذ بعض الإجراءات التي تخفف من تأثير ثقل الحقيبة مثل اختصار بعض المناهج وهي في الطريق لضم بعض المناهج لبعض المواد مثل التربية الدينية واللغة العربية، كما أن العديد من المدارس وإداراتها تنبهت لهذه الإشكالية فأوجدت أماكن مخصصة لكل طالب داخل الفصل «أدراج مقفلة» يمكنه وضع الحقيبة في داخلها ويتنقل داخل المدرسة دون الحاجة لحملها، كما أن المناهج وضعت الآن على أقراص مدمجة لاستعراضها في المدارس عن طريق الشبكة دون الحاجة لإحضار الكتاب، مؤكدا على دور الأسرة وأهمية ملاحظة الحقيبة قبل ذهاب الطالب إلى المدرسة للتأكد من عدم حمل الطالب الكتب التي لا يحتاجها في ذلك اليوم.