تنتشر في الأسواق مع بداية موسم العودة للمدارس أشكال وموديلات متنوعة من الحقائب المدرسية، حرص مصمموها على أن تستقطب الأطفال برسومات وأشكال ومواصفات خاصة، تغري الصغار باقتنائها. ويقول مدير مبيعات مركز الهدايا سنتر أبو فارس إن القرطاسيات استعدت للموسم الحالي، وعبأت رفوفها بأعداد كبيرة من الحقائب المدرسية، وبعد دراسة السوق استطعنا توفير جميع رغبات الطلاب والطالبات من الحقائب التي تحمل أشكالا وصورا تجذب إليها المشترين. وعن الرسومات التي يقبل عليها الطلاب في الموسم الحالي قال أبو فارس إن الشخصيات الكرتونية "الانيميشن" أكثر الأنواع التي تباع في القرطاسية إضافة إلى حقائب "سبونج بوب" وطيور الجنة، وهي آخر صيحات الموسم، ويقبل على شرائها الطلبة الصغار بكثرة. وأضاف أن إقبال الطلاب على اقتناء وشراء حقائب تحمل صورا لشخصيات كرتونية نبع من خلال مشاهدتهم للفضائيات والأفلام الكرتونية، وتعلقهم بتلك الشخصيات الوهمية. ويؤكد أبو فارس أن الشركات الصينية ومن خلال حرصها على زيادة مبيعاتها قامت بدراسة حاجة السوق الخليجي ومطالبه، وأغرقت السوق باحتياجاته، مضيفا أن أسعار الحقيبة من الصناعة الصينية تتراوح ما بين 20 إلى 45 ريالا، وتقبل الصغيرات على شراء الحقائب ذات الألوان الوردية والزهرية. وقال عامر الأحمدي (تاجر جلود) يحرص المستوردون بالسوق على جلب المنتجات الأكثر رواجا والأقل سعرا، وهم يعتبرون الحقيبة المدرسية أحد المنتجات التي تحقق مبيعات عالية خاصة في موسم المدارس، لذا يحرصون على استيراد الموديلات التي تباع سريعا وبأسعار منخفضة، وتلبي رغبة المشتري، وإن الحقيبة التي تجسد شخصيات فضائية تحقق إقبالا كبيرا من جميع الأسر، مشيرا إلى أن السوق السعودي يستورد حقائب مدرسية ذات جلود صناعية بنسبة 98% أما ال2% الأخرى فيستوردها من الجلود الطبيعية من أوروبا والتي لها زبائنها. ويرى فهد العمري (معلم وولي أمر) أن "الصغار أصبحوا يقلدون الشخصيات الكرتونية التي يشاهدونها في الفضائيات ويتعلق أكثرهم بتلك الشخصيات، ويظهر هذا التعلق بإقبالهم على الحقائب التي تجسد هذه الشخصيات، والمتوفرة على هيئة صور مرسومة ومطبوعة على الحقائب التي ستلازمهم خلال يومهم الدراسي. ويضيف أن طلاب المرحلة المتوسطة يطلبون صورا لشخصيات كرتونية عنيفة كصور أبطال مصارعة أو ملاكمين مشهورين، منتقدا في الوقت نفسه الإقبال على شراء حقائب عليها صور مفزعة كجماجم بشرية أو أشكال مرعبة. ويعتقد العمري أن هذا الاختيار ربما يشعر الطالب بقوته أمام زملائه، مؤكدا في النهاية أن التقليد والمباهاة بقوة الشخصية هو المحرك الأساسي لاختيار الطالب لحقيبته. أما أم عبير فتفسر حمل الطالبات حقائب ملونة أو عليها رسومات غريبة بأنها صرعة عصر أصابت الأجيال، مشيرة إلى أن ابنتها طالبة الثانوي حرصت على اختيار 9 حقائب بلون وردي وصورة متنوعة، لها ولزميلاتها، ليس لهوايتها في حمل حقيبة مصممة على الموضة، وإنما لتشكل هي وزميلاتها مجموعة متعارفاً عليها بأنهن صديقات مقربات حتي في لون الحقائب. وينصح استشاري العظام الدكتور ضياء الحاج الآباء والأمهات بمراعاة الاختيار الجيد والملائم لحقائب أبنائهم للمحافظة على سلامة الظهر، مؤكدا أن واجب ولي الأمر لا يقتصر على اختيار الحقيبة، وإنما عليه التأكد من توفر الشروط الصحية بها، وملاءمتها لحجم ووزن الطفل، فعند شراء حقائب مدرسية هناك شروط يجب توافرها في الحقيبة قبل البحث عن اللون والموضة. وأضاف أن من الاشتراطات الواجب توفرها في الحقيبة المدرسية أن تكون خفيفة، لا يستخدم في صناعتها أعمدة حديدية قد تؤذي الطفل، وتكون صعبة الحمل للأطفال الضعفاء والصغار، على أن يتم ترتيب الكتب والدفاتر بحيث توضع الأشياء الثقيلة تليها الخفيفة، وتوجيه الطفل لعدم حمل الحقيبة أو تعليقها على كتف واحد، حتى لا يتسبب ذلك في تقوس العمود الفقري، أو تؤثر على العضلات. ويشير الدكتور الحاج إلى دراسات نشرتها الجمعية الأمريكية للعلاج المهني أظهرت أن الطلاب ما بين سن التاسعة إلى سن العشرين عاما يعاني نصفهم من آلام مبرحة في العمود الفقري، وحذرت الجمعية الآباء من استخدام حقائب ثقيلة قد تضر الطلاب.