انفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وصلت في الساعات الاولى من صباح امس الجمعة طائرة الإخلاء الطبي السعودي الأولى إلى مطار قاعدة الرياض الجوية قادمة من مطار العريش بجمهورية مصر العربية تحمل على متنها تسعة مصابين فلسطينيين من غزة بينهم طفل عمره 8سنوات جراء اصابتهم بالقصف العدواني الإسرائيلي. وكان في استقبال المصابين لدى وصولهم السفير الفلسطيني لدى المملكة جمال عبداللطيف شوبكي والمتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني والمدير العام للخدمات الطبية الطارئة في هيئة الهلال الأحمر السعودي الدكتور موفق البيوك وعدد كبير من رجال الاعلام. وقال السفير الفلسطيني في تصريح خاص ل"الرياض": بأنه لايمكن لأحد أن يشكك في الدور السعودي الكبير تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ولايحتاج إلى أن يدافع عنه، فالمملكة ومنذ عهد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله "حفظه الله" وهي تتبنى القضية الفلسطينية دون شروط او مطالب او مصالح فالمملكة تقف مع فلسطين تعبيرا عن اصالتها وعروبتها واسلامها والشواهد كثيره ومنها الانتفاضة الاولى عام 2000م عندما اعلنت المملكة عن فتح باب التبرع واستقبال الجرحى، وفي هذا العدوان الاخير ومنذ اللحظة الاولى على شعبنا بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باتصالاته لوقف هذا العدوان، واصدر توجيهاته باستقبال الجرحى الفلسطينين في المملكة وارسال كل المساعدات الطبية اللازمة وهاهو يوم الجمعة (أمس) أطلق مبادرته الاخرى بفتح باب التبرع للفلسطينين. كما أكد شوبكي على ان صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية كان يقود المجموعة العربية من اجل تحرك دولي وسيترأس سموه الوفد العربي للأمم المتحدة من اجل وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، مشددا على أن من يريد أن يشكك في جهود المملكة تجاه فلسطين هو لايريد ان يرى الحقيقة، والشمس لاتغطى بغربال. واختتم حديثه بقوله بأن الاف الفلسطينين الذين اعتصموا في السفارة الفلسطينية في الرياض يوم الخميس قد حضروا للسفارة لتثمين وشكر المملكة وخادم الحرمين الشريفين على دوره تجاه القضية الفلسطينية. من جانبه أكد الدكتور خالد مرغلاني المتحدث الرسمي لوزارة الصحة في تصريح ل"الرياض" بأن وزارة الصحة وكافة مستشفياتها في مختلف مناطق المملكة المرجعية والتخصصية والعامة على اتم استعداد لتقديم الخدمات الطبية بدرجة عالية، وبين بأنهم يجدون مساندة القطاعات الصحية العسكرية والجامعية ومستشفى الملك فيصل التخصصي. كما أوضح المرغلاني في تصريحه بأن جميع الجرحى تم توزيعهم حسب حالة المريض مبينا إلى ان اثنين من المرضى يحتاجون إلى العناية الفائقة لذا تم تحويل احدهم إلى مدينة الملك فهد الطبية والاخر إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي، وعن علم وزارة الصحة بالحالات المحالة وتحديدها قال المرغلاني بأن الحالات تقرر وترسل لنا ونستقبلها وليس لنا صلاحية في تحديدها فجميع مستشفياتنا ولله الحمد متقدمة وتستقبل المرضى. واضاف المرغلاني بأن المصابين التسعة قد تم توزيعهم وفق التالي: مستشفى قوى الامن (1)، مدينة الملك فهد الطبية (2)، مستشفى الملك خالد الجامعي (2)، مستشفى الملك فيصل التخصصي (2)، مدينة الملك عبدالعزيز الطبية (1)، مستشفى القوات المسلحة(1). وبين المرغلاني عن وجود طائرة اخلاء طبي اخرى متواجدة في مطار العريش بمصر تمهيدا لنقل دفعة أخرى من المصابين الفلسطينيين إلى المملكة. من جهة أخرى اعرب عدد من مرافقي الجرحى ل "الرياض" عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين ولحكومة وشعب المملكة على مبادرتهم غير المستغربة باستضافة المصابين والجرحى وعلاجهم، كما عبروا عن اساهم وحزنهم جراء ما يحل بهم من قصف عدواني طال الابرياء من الاطفال والنساء والمدنيين. وقد تحدث ل "الرياض" ايمن بكير مرافق لأخيه مصطفى المصاب جراء شظية من صاروخ اباتشي في الكتف وعظمة الترقوة والساعد الايمين وبين ايمن بانهم مكثوا ثلاث ايام في مطار العريش المصري بعد وصولهم من غزة قبل أن يغادروها إلى المملكة وبين ايمن ان وزارة الصحة المصرية هي من حدد توجيه اخيه إلى المملكة حيث ان وزارة الصحة الفلسطينية قررت سفر اخي للعلاج في الخارج دون تحديد البلد. كما تحدث ماهر طافش ل "الرياض" الذي حضر مع اخيه معين المصاب بعد قصف طائرة F16 حيث اصيب في اليوم الاول وبين ان اخيه مكث في مستشفى هلال القدس في غزة قرابة خمسة ايام قبل ان يتم تحويله لمستشفى العريش يوم الخميس ثم مباشرة تم نقله للمملكة كما كشف ماهر عن الوضع المأساوي الذي تعيشه المستشفيات في غزة لاسيما بعد ان طال القصف عدداً من مستشفيات الادوية في غزة مبينا بأن الاطباء يقومون بعمل المستحيل. ايضا تحدث مروان الخالدي الذي اصيب اخيه عماد جراء القصف الغاشم بتفتت في العظم مع نقص في الجلد لقدمه اليسرى وبين بأنهم مكثوا ثلاثة ايام في مستشفى العريش العسكري وقبلها ثلاثة ايام في مستشفيات غزة قبل ان يتم توجييهم اول امس للسفر إلى المملكة. من جهة أخرى وصلت إلى مطار العريش في مصر عصر أمس الجمعة الطائرة السابعة ضمن الجسر السعودي الجوي لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة وهي الطائرة الخامسة المحملة بالأدوية زنة 12طناً والسابعة لمجمل طائرات الجسر الجوي السعودي المتمثلة في طائرات لنقل المساعدات الطبية وطائرتين للإخلاء الطبي. وشكر الدكتور خالد الحبشي رئيس الفريق الطبي الميداني في العريش الحكومة المصرية على تسهيل مهام الوفد السعودي وبذل قصارى جهدهم لخدمة أهدافنا السامية بالمسارعة في إيصال المساعدات السعودية الطبية وتهيئة الجرحى لنقلهم إلى المملكة. وأضاف ل "الرياض" قائلاً وإنفاذاً للتوجيهات السامية سيتم استقبال طائرة شحن أدوية يومياً ضمن الجسر الجوي السعودي ونوه بالمتابعة اليومية من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي والذي يولي اهتماماً كبيراً بالوفد السعودي والاطمئنان على وصول المساعدات وتذليل الصعاب التي قد تواجه الوفد مما انعكس على أداء الوفد السعودي الذي قدم الشكر لسموه على الاهتمام بالوفد الإغاثي والطبي والإعلامي. كما صرح معالي سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة هشام ناظر ان دفعة جديدة من المعونات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتبلغ خمسة اطنان، قد وصلت الى مطار العريش، وأن 12طنا يجري تحميلها في نفس اللحظة من العريش الى غزة اضافة الى 42طنا دخلت غزة من قبل، ليبلغ الاجمالي 54طنا حتى الآن. وقال معالي السفير ان السيد اللواء محمد شوشة محافظ سيناء، يبذل مجهودا مميزا في التعاون مع جمعية الهلال الأحمر السعودي الذي يتولى نقل المعونات الى رفح، ومن هناك يحملها الهلال الأحمر المصري الى داخل غزة. وأشار معالي السفير الى ان الجميع ومعهم السفير الفلسطيني وبعثة السفارة السعودية في مصر بالعريش يتكاتفون في سبيل التعجيل بوصول ما يصل من شحنات الى الاخوة داخل غزة، مما اعطى الحركة على جسر المملكة لمساعدة أبناء غزة قدرا كبيرا من الانسياب والتدفق المتواصلين.