يبدو المدرب السعودي ناصر الجوهر واثقا من نفسه وهو يقود منتخب بلاده في منافسات كأس الخليج التاسعة عشرة التي ستنطلق غدا في عمان، إذ لم يتردد لحظة حينما سأله مذيع تلفزيوني ما هو هدفك من المشاركة في (خليجي 19) ليجيب والثقة تملأ وجهه: "بالطبع أنا ذاهب لمسقط لاستعادة كأس الخليج". ويواجه ناصر الجوهر حملة شرسة إعلامية وجماهيرية كما هي عادته في كل مرة يتسلم فيها مسؤولية منتخب بلاده، بيد انه يواجه كل ذلك بهدوء تام كما بدا ذلك في مؤتمره الصحفي الأخير حيث قدم عدد من الإجابات التي تثار في الوسط الرياضي السعودي وإن لم تقنع تلك الإجابات الكثيرين. وسبق للجوهر ( 65عاما) أن قاد منتخب بلاده لتحقيق كأس الخليج ال 15التي استضافتها بلاده في يناير عام 2002ليكون بذلك ثاني مدرب يحرز لبلاده هذا اللقب بعد مواطنه محمد الخراشي. وتولى ناصر الجوهر مهمته الحالية في يونيو من العام الماضي خلفا للمدرب البرازيلي سيزار آنجوس الذي أقيل من منصبه بعد المستويات الضعيفة للمنتخب السعودي في تصفيات المرحلة الثالثة المؤهلة لكأس العالم 2010رغم تأهله للمرحلة النهائية. وليست المرة الأولى التي يقوم فيها ناصر الجوهر بدور (الإطفائي) فهو غالبا يستنجد في مثل هذه الأوقات الصعبة للمنتخب السعودي، حيث بدأ هذه المهمة في العام 2000حينما خلف المدرب التشيكي ميلان ماتشالا في نهائيات كأس آسيا التي جرت في لبنان حيث كان مساعدا له، وقاد يومها (الأخضر) لمركز الوصافة خلف المنتخب الياباني الذي خسر على يديه 1/صفر في النهائي، رغم أنه كان قد خسر منه في افتتاح مبارياته في البطولة بأربعة أهداف لواحد وهي النتيجة التي أدت لإعفاء ماتشالا. وتولى ناصر الجوهر مسؤولية الإشراف على المنتخب السعودي خلفا لثلاثة مدربين هم التشيكي ميلان ماتشالا واليوغسلافي سلوبدان سانتراش والبرازيلي آنجوس، وهو يتعادل في هذا الرقم مع المدرب الوطني محمد الخراشي الذي تسلم مهمة تدريب المنتخب السعودي في ثلاث مناسبات أيضا. ويحظى الجوهر الذي حمل شارة القيادة حينما كان لاعبا مع المنتخب السعودي في السبعينيات بثقة كبيرة من اتحاد الكرة السعودي لنجاحه في غير مهمة أوكلت له مع المنتخب وهو الذي لم يخض معتركات قوية على مستوى الأندية، إذ لم يبرح ناديه النصر الذي بدا تدريبه في العام 1990.ويحسب للجوهر أن نجح في قيادة منتخب بلاده للوصول لنهائيات كأس العالم عام 2002، رغم أنه كان قد تسلم المنتخب بعد إقالة المدرب اليوغسلافي سلوبدان سانتراش والخروج من التصفيات يتهدده ونجح في تجاوز كل العقبات ليقطع إحدى تذاكر الوصول لمونديال كوريا واليابان. ويعد مونديال 2002الأسوأ في تاريخ المدرب السعودي، ففيه قدم المنتخب أسوأ حضور له على الإطلاق لاسيما في مباراته الأولى مع المنتخب الألماني حينما مني بهزيمة تاريخية قوامها ثمانية أهداف نظيفة فجرت على إثرها براكين الغضب في الشارع السعودي وتعرض على إثرها الجوهر لانتقادات حادة، ليرحل عن تدريب المنتخب في أعقاب المونديال حيث خلفه المدرب الهولندي جيرارد فاندرليم بيد انه عين مستشارا فنيا للاتحاد السعودي. ولازال ناصر الجوهر يحافظ على رقمه كثالث مدرب وطني يقود المنتخب السعودي طوال الخمسين عاما الماضية وتحديدا منذ عام 1957م حيث بدأ المهمة خليل الزياني في العام 1984ثم محمد الخراشي في العام 1993م وناصر الجوهر في العام 2000، كما انه يحمل الرقم 38من بين المدربين الذين اشرفوا على المنتخب السعودي طوال تاريخه، وهو المدرب رقم 7الذي يشرف على المنتخب السعودي في الألفية الثالثة، ولعل من المفارقات أن الجوهر درب المنتخب ثلاث مرات خلال الفترة من العام 2000وحتى 2008.ويحسب لناصر الجوهر إخلاصه في عمله حيث أبى إلا أن يواصل مشواره مع المنتخب رغم الأزمة القلبية التي تعرض لها في نوفمبر 2006والتي استدعت خضوعه لعملية قسطرة في الشريان التاجي قبل أن تعاوده مرة أخرى خلال تواجده مع المنتخب في كأس آسيا الأخيرة . ويعول مسيرو الكرة السعودية كثيرا على الجوهر في استعادة اللقب الخليجي الذي فقد في البطولتين الماضيتين اللتين لعبتا في الدوحة وأبوظبي، رغم كل الانتقادات الإعلامية والحملات الجماهيرية التي تعرض لها في الفترة الماضية. ويعترف الجوهر بأنه سيواجه مهمة صعبه رغم ترشيحه لمنتخب بلاده في الفوز باللقب "إذا كنت أرشح فريقي بالفوز باللقب، فأنا على علم بأن هناك منافسين آخرين يسعون أيضا إلى اللقب ذاته، وهو ما يعني أننا سنواجه صعوبة بالغة في تحقيق مبتغانا". ويرفض الجوهر الإفصاح عن المنافس الأقوى للمنتخب السعودي في البطولة "كل المنتخبات تمتلك حظوظا في الفوز بالكأس وإن تباينت من منتخب إلى آخر". وكشف الجوهر عن نظرته لمواجهة فريقه الأولى أمام المنتخب القطري إذ اعتبرها الأصعب في مشواره نحو منصة التتويج.