أضطر الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى الاستعانة للمرة الرابعة بخدمات المدرب الوطني ناصر الجوهر لاستلام دفة المنتخب الأول بعد إقالة البرتغالي جوزيه بيسيرو عقب الخسارة المفاجئة أمام سورية 1 /2 في مستهل مشوار الأخضر في نهائيات كأس آسيا 2011 في الدوحة. وكان بيسيرو استلم منصبه على رأس الإدارة الفنية للمنتخب السعودي منذ أكثر من عامين خلفاً للجوهر بالذات، لكنه فشل في قيادته إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا للمرة الخامسة على التوالي، وخسر نهائي كأس الخليج في اليمن قبل شهرين أمام نظيره الكويتي صفر/1. ومنذ العام 2000، بدأ اسم ناصر الجوهر يظهر في الجهاز الفني للمنتخب عندما كان مساعداً للمدرب التشيكي ميلان ماتشالا في نهائيات كأس آسيا في لبنان، وبعد خسارة السعودية في أول لقاءاتها أمام اليابان 1 /4، تم الاستغناء عن ماتشالا وأسندت المهمة إلى الجوهر الذي نجح في قيادة المنتخب إلى المباراة النهائية، قبل أن يخسر مجدداً أمام اليابان بهدف دون مقابل. وأعطى هذا النجاح للجوهر فرصة البقاء في الأجهزة الفنية للمنتخب مدرباً مساعداً. وفي التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2002، خلف الجوهر الصربي سلوبودان سانتراتش، بعد المباراة الأولى، ونجح في المهمة وأوصل الأخضر إلى النهائيات. وكان الجوهر أيضا عين مدرب طوارئ خلفاً للبرازيلي هيليو سيزار دوس انجوس عام 2008، قبل أن يستقيل من منصبه في فبراير 2009 إثر الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها من الصحف المحلية. والجوهر كان لاعباً سابقاً في صفوف النصر على مدى 20 عاماً، وشارك في صفوف منتخب بلاده أربع مرات في كأس الخليج. ومن إنجازات الجوهر على رأس المنتخب الأخضر قيادته للتأهل إلى نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبيةواليابان عام 2002، حيث تعرض لهزيمة قاسية أمام ألمانيا صفر/8، فخسر منصبه لاحقاً. وكان المنتخب السعودي توج بإشراف الجوهر بلقب "خليجي 15" في الرياض، كما خسر نهائي "خليجي 19" أمام عمان الدولة المضيفة بركلات الترجيح. وكانت إنجازات المدرب الوطني بدأت مطلع الثمانينات، ويسجل لعميد المدربين السعوديين خليل الزياني البداية القوية معها بتحقيق أول لقب في كأس آسيا عام 1984، ثم في العام ذاته قاد المنتخب الأولمبي للمرة الأولى إلى أولمبياد لوس أنجلوس. وسجلت هذه البداية للمدرب المحلي قفزة نوعية للكرة السعودية، فالزياني أسس لحقبة جديدة فيها، فمن حينها كبرت الطموحات، وبدأ التخطيط الفعلي للتواجد في أكبر تظاهرة عالمية وهي نهائيات كأس العالم. وإذا كان المدرب البرازيلي كاندينو ساهم في تخطي المنتخب السعودي مباريات هامة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 94، فإن المدرب المحلي محمد الخراشي هو من تولى مهمة الإشراف على المنتخب في آخر مباراة في التصفيات أمام إيران بعد إقالته وفاز الأخضر آنذاك 4 /3 وتأهل الى المونديال للمرة الأولى. وسبق أن تأهل المنتخب السعودي للناشئين للمرة الأولى إلى كأس العالم عام 1987 تحت إشراف مدرب محلي هو محمد الخراشي بالذات. وعجز المنتخب السعودي عن الفوز بكأس الخليج بإشراف أعتى المدربين العالميين وفي مقدمتهم البرازيلي ماريو زاجالو وغيره، وبعد مرور 24 عاماً على انطلاقها، نجح الخراشي في قيادة "الأخضر" الى اللقب عام 1994 في الدورة الثانية عشرة في الإمارات، وبعدها كرر الجوهر الإنجاز في "خليجي 15" في الرياض.