أدت جموع المصلين يتقدمهم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي بعد صلاة ظهر أمس صلاة الميت على شهيد الواجب ملفي بن مساعد السحيمي الذي توفي إثر طلقات نارية غادرة أصابته في ظهره وقلبه أثناء أدائه الواجب في إحدى النقاط الأمنية بمركز الجهراء (130كلم جنوبي محافظة تيماء)، وقد شيعت الجنازة في مشهد مهيب حيث أحاط بها ذووه وأقاربه وزملاؤه حتى ووري جثمانه بقيع الغرقد. (الرياض) قامت بزيارة عزاء ومواساة لأسرة الشهيد في حي السحمان والتقت إخوانه (بدر وبندر وبنيدر وفهد وعبدالله ومتعب ومحمد ويوسف وأحمد) الذين أكدوا أن استشهاد أخيهم في سبيل أداء واجبه الأمني مفخرة لهم جميعا،لأنه ضحى بنفسه الزكية للذود عن حمى الوطن طاعة لله وطاعة لولاة الأمر. ووفقا لبعض أقاربه فإن (ملفي) كان يحلم ببناء منزل يضم جميع أفراد أسرته الكبيرة بعد أن أرهقته الإيجارات والديون والأقساط، لأنه وأخاه متعب العائلان الوحيدان للأسرة بعد وفاة والدهم، ولكن القدر كان أسرع من تحقيق هذا الحلم، فقد توفي مخلفا وراءه (صبا) التي لم تتجاوز ربيعها الثاني، تنادي وتبحث في كل أركان البيت الصغير عنه، كما ترك والدته المسنة وزوجته ووالدتها المعوقة يبكيانه بحسرة. إلى ذلك علمت (الرياض) من مصادرها أن الجاني (م، المسباحي) كان قادما من الجوف باتجاه المدينةالمنورة عندما استوقفته النقطة الأمنية في الجهراء، فقدم استمارة السيارة التي كان يقودها (من طراز جيب 94م) إلى الجندي ملفي الذي لم يطمئن إلى شخصيته بعد أن بدا عليه التلبك في الكلام فأحس أنه يخفي شيئا ما معه، وشدد بعد ذلك على مطالبته بإثبات هويته، وعندما رفض الإفصاح، قام وبما يمليه واجبه الأمني من اصطحابه إلى المركز بعد أن أخذ مفتاح المركبة التي يقودها، عندها استغل الجاني انشغال ر جال الأمن فأخرج مفتاحا آخر وركب سيارته ولاذ بالفرار، فتعقبه رجال الأمن وأطلق عليهم النار بكثافة، مما أدى إلى استشهاد الجندي ملفي عندما كان يحاول ملأ سلاحه بالذخيرة وإصابة زميله العريف نواف الشمري، بينما تمكن رجال الأمن الآخرون من إصابته في مقتل. كما علمت (الرياض) أن الجاني مطلوب جنائياً وله سوابق متعددة، حيث وجد بحوزته مبالغ مالية تتجاوز ثلاثين ألف ريال، وأوضحت المصادر ذاتها أن خمسة من أشقائه قدموا إلى مركز الجهراء بعد الحادثة طالبين رؤية جثة شقيقهم ومعاينة مسرح الحادثة، وبتفتيشهم من قبل رجال الأمن وجد بحوزة أحدهم سلاحاً شخصياً، حيث أخضعوا بعد ذلك للاستجواب للتحقق من هوياتهم، ومعرفة أبعاد الحادثة وخلفياتها.