أدى جموع المصلين في المسجد النبوي الشريف أمس صلاة الميت عقب صلاة الظهر على شهيد الواجب جندي أول ملفي مساعد السحيمي أحد منسوبي القوة الخاصة لأمن الطرق بمنطقة تبوك، فيما ووري جثمانه الثرى في مقبرة بقيع الغرقد المتاخمة للمسجد النبوي الشريف، وسط حضور حاشد من المسؤولين وأقارب وزملاء الفقيد، الذين شاركوا في حمل الشهيد إلى مثواه. وكان أشقاء وأقارب الشهيد السحيمي وفور إبلاغهم بنأ استشهاد ابنهم ملفي أقلوا جثمانه أول من أمس من مستشفى تيماء العام على متن سيارة إسعاف وسط تسهيلات رسمية إلى المدينةالمنورة للصلاة عليه في مسقط رأسه. يذكر أن الشهيد السحيمي البالغ من العمر 27 عاما، أب لطفلة لم تبلغ شهرها الرابع، وكان قد انخرط في العمل الأمني مؤخرا وذلك قبل أن يلقى وجه ربه شهيدا أثناء تأديته لعمله في منطقة الجهرة (300 كيلو شمال المدينةالمنورة) حينما اشتبه في قائد مركبة أثناء سيره في منطقة معزولة، وما أن ترجل الشهيد السحيمي للتحقق من هويته بادر المشتبه به بإطلاق النار عليه من مسدس كان بحوزته، ليفارق الحياة في الحال متأثرا بإصابة بالغة جراء الطلق الناري، فيما أصيب في نفس الحادث رجل الأمن نواف الشمري، حيث تم نقله إلى مستشفى تيماء العام لتلقي العلاج، وأخضع لعملية جراحية عاجلة، ولكن حالته استوجبت نقله إلى مستشفى القوات المسلحة بتبوك نظرا للإصابات التي لحقت به في منطقة الصدر والبطن. إلى ذلك،, أن المشتبه به، الذي قضت عليه قوة أمن الطرق بعد مبادرته بإطلاق النار هو مسباح محمد المشفي المقاود (43 عاماً) وهو أحد الممنوعين من السفر خارج المملكة. وكان يقيم خلال فترات سابقة في لندن مع المنشق سعد الفقيه، وسبق أن تم إيقافه لدى الأجهزة الأمنية على خلفية تشدده الفكري. كما أنه تبين لجهات التحقيق التي باشرت معاينة جثمان القاتل في موقع المواجهة، أن السيارة التي كان يستقلها من نوع "جيب تويوتا" وأنه تمكن من شرائها من أحد المعارض في مدينة الجوف قبل نحو أسبوعين، فيما لم يتم نقل ملكيتها بشكل نهائي. وقد بدا القاتل بشعر كثيف وذقن طويل وهي الأوصاف التي طرأت عليه في الفترة الأخيرة. وكانت المنطقة التي شهدت الحادثة، ويطلق عليها مثلث الجهرة وتقود إلى المدينةالمنورة وحائل والعلا قد عثر على مقربة منها يوم 12 مارس عام 2007 على السيارة التي استخدمها مجموعة من الإرهابيين في اعتدائهم على مجموعة من الفرنسيين في السادس والعشرين من فبراير عام 2007 في وادي بواط، الذي يبعد 40 كلم شمال غربي المدينةالمنورة، مما أدى حينها إلى مقتل ثلاثة وجرح رابع، توفيَّ بعد نقله لأحد مستشفيات المدينة بعد أن أجريت له عملية جراحية.