في قناة الشروق قرأت المذيعة الأخبار وحين وصلت لعدد الضحايا أجهشت في البكاء، تناقل الناس عبر المواقع الخبر مرفقاً بمقطع الفيديو وهم يحييون هذه المذيعة، على شعورها الحيّ تجاه القضية، حدث هذا في الوقت الذي سئم بعض الناس تكرار الحديث عن قضية فلسطين، بل وقد سمعت مراراً من البعض تساؤلات من شاكلة "لن تنتهي مشكلاتهم فلماذا ننزعج"؟. والسؤال مسيء حقاً فبغض النظر عن ديمومة الصراع في الأرض الفلسطينية، وعن تعقيدات الوضع الحاصلة. أعتقد أن الشعور الأخويّ يحتم علينا الكثير من المشاركة والتوحد المعنوي والنفسي مع القضية و"المجزرة الحاصلة الآن". القنوات الفضائية تتسابق على تغطية الأحداث ونحن نجلس خلف الشاشات مكلومين لا ندري بماذا نتحدث وماذا نقول!، نقف خلف هذه الشاشات التي تخبرنا بما تريد وبالرؤية التي تنطلق منها كل قناة، لا نملك الحقيقة كاملة، ولا نعرفها كما هي فعلاً، فالمنقول يخالف الواقع، وفي أحسن الأحوال لا ينقله كاملاً، والحوارات التي تتجاذب السياسة والصراعات تفسد "هيبة الحزن"، وبرامج "الفتنة" التي تتسمى بالحوار تفسد عزاءنا المطمئن أن الشدة إلى فرج وأن الموت حياة أخرى.. حزانى نحن يا غزة.. لا نملك لكِ شيئاً لكنّا نؤمن أن حزننا وشعورنا يحملان الكثير لكِ ولإخواننا هناك. @@ ومضة: وصلت رسالة إلى هاتف زميلتي المحمول، من أخت فلسطينية تقول: (كلمت خالتي في غزّة - تسكن قرب مستشفى الشفاء - تقول إنّ الوضع أسوأ بكثير من الذي ترونه في التلفاز، وإنه ما مرّ على غزّة أسوأ من هذه الحال.. حتى احتلال ال 48لم يكن كهذا!).