شهدت بداية اليوم الأول للعام الدراسي الحالي 1429/1430ه بدء التشغيل الفعلي لمشروع النقل المدرسي لطالبات التعليم العام (الأمين) في مناطق الرياض، مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، الشرقية، القصيم، الحدود الشمالية، ومنطقة الجوف ليسجل إقبالاً عالياً ليستفيد منه قرابة 388924 طالبة من طالبات التعليم العام أي ما يمثل نحو27% من المجموع الكلي لطالبات التعليم العام في المملكة. و قد اعتمد في المشروع عدة برامج لجمع وتخزين وتحليل المعلومات ومن ضمنها برنامج نظم المعلومات الجغرافية Geographic Information Systems (GIS).وذلك لتحقيق الأهداف الرئيسة لمشروع النقل المدرسي لطالبات التعليم العام (الأمين) واختصار زمن الرحلة التي تقطعها الحافلة سواء في الفترة الصباحية أثناء ذهاب الطالبات إلى مدارسهن أو في فترة الظهيرة أثناء عودتهن إلى منازلهن، لا سيما وأن ذلك كان ومازال يشكل هاجسا لأولياء الأمور والمسئولات في المدارس فضلا عن الطالبات أنفسهن. وسيعتمد مشروع الأمين بشكل رئيس على نظم المعلومات الجغرافية والتي تستعمل حاليا بواسطة الأجهزة الحاسوبية Computer-based لتحليل البيانات والمعلومات المكانية مما سيسهم في اتخاذ القرارات والتصورات ذات الارتباط المكاني بناءا على العوامل المتغيرة وبالتالي ستساعد في تخطيط النقل المدرسي، وستوفر بيئة الكترونية حديثة ومتقدمة مقارنة بالأساليب اليدوية التقليدية السابقة. ومن خلال استخدام قواعد البيانات والخرائط الإلكترونية موضحا فيها مواقع المدارس ونطاقات الخدمة يمكن أن يعد لكل سائق حافلة مسبقاً المسار الأقصر والأمثل مع تحديد نقاط الإركاب المثلى للحافلة وبذلك يتم تقليل فترة بقاء الطالبات في الحافلة إلى أقل وقت ممكن حيث أن هذا الإختصار في زمن الرحلة سيمكن الطالبة من عدم التأخر وإهدار الوقت في الطريق والإستفادة من هذا الوقت في زيادة التحصيل التعليمي. تحديد المسارات ونقاط الاركاب آليا وبين تقرير صدر عن مشروع النقل المدرسي (الأمين) إن إيجابيات العمل بنظم المعلومات الجغرافية لا يقتصر على هذه الفوائد فهناك العديد من الفوائد والمزايا التي يحدثها إستعمال مثل هذا النظام في هذا المشروع، فهو سيوفر قواعد بيانات فعلية ومحدثة بشكل مستمر للمدارس والطالبات والحافلات، وسيساعد مع برامج النقل المتخصصة في تحديد إختيار المسارات المناسبة للحافلات ونقاط الإركاب المثلى للطالبات والتي من المتوقع تحديدها بشكل مستمر وتطبيقها بداية من الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 1430/1431ه مع توفير خرائط معلوماتية متكاملة خلال المرحلة القادمة. كما إن مسارات الحركة ونقاط الاركاب سيتم تحديدها اليا بواسطة برمجيات للتحليل والنمذجة بناء على مواقع سكن الطالبات وكثافة تواجدهن بحيث يراعي أن تكون أول نقطة توقف على مسافة 500 متر من المدرسة ولا تقل المسافة بين نقطتي التوقف عن 300 متر مع مراعاة ألا تزيد مسافة مشي الطالبة عن 150 متر من مكان إقامتها إلى نقطة التوقف، مع التأكد من مدى ملائمة هذه النقاط وتوفر عنصري الأمان والسلامة على ارض الواقع. اضافة الى ذلك فمشرفات النقل المدرسي في المدارس سيسهمن بدور كبير في تحديث قواعد البيانات وذلك من خلال الدخول الى قواعد البيانات الخاصة بمدارسهن الكترونيا عن طريق الموقع الإلكتروني الخاص بالمشروع وتحديث بيانات الطالبات المستفيدات والتي تشملهن خدمة النقل المدرسي ضمن نطاق الخدمة المحدد للمدرسة وستفيد الأنظمة المعمول بها في معرفة العدد الفعلي للطالبات التي تشملهن الخدمة، وبالتالي سيساعد في التخطيط لتجهيز العدد المناسب من الحافلات، وكذلك تحديد نطاق الخدمة للمدارس. وأشار التقرير أن هذه التقنية الحديثة ستمكن ايضا غرف العمليات في كل إدارة تربية وتعليم والمزودة بأحدث الأجهزة لتقوم بالإشراف والمتابعة اليومية للحافلات وذلك لحل أي مشكلة من الممكن أن تطرأ أو توفير حافلات بديلة عند الحاجة، مع إمكانية التواصل معها سواء من قبل أولياء أمور الطالبات أو من قبل السكان لإبداء أي ملحوظات على خدمة النقل المدرسي. وسيساعد هذا النظام على متابعة الحافلات بعد ربطها بالأجهزة المناسبة حيث إن مشروع الأمين يعمل على تأسيس نظام تتبع للمركبات آليا، وستكون هذه الحافلات مرتبطة آليا عن طريق النظام العالمي لتحديد المواقع Global Positioning System (GPS) بغرف العمليات في المناطق المختلفة ليتمكن المسؤولون في كل إدارة تربية وتعليم من متابعة الحافلة لحظة بلحظة والذي بدوره سيسهل من معرفة مكان الحافلة بالتحديد وسرعة توجيهها ومدى استجابة الفرق الفنية إذا أستدعى الأمر لذلك بشكل مباشر وسريع وخاصة الحافلات خارج المدن والتي تقوم بتوفير خدمة النقل مابين القرى والهجر. وأكد المشروع أن استخدام هذه التقنيات الحديثة ستسهم في تحسين ورفع كفاءة وجودة أداء النقل المدرسي حيث سيعمل ذلك على تحسين عمليات الإدارة والتشغيل والمتابعة إضافة إلى الإسهام بشكل فاعل في اتخاذ القرارات اليومية والمبنية على بيانات وصفية ومكانية مما يسهم في رفع كفاءة تقديم الخدمة والاستفادة من الموارد والإمكانيات المتوفرة، وإحداث نقلة نوعية في أساليب العمل السابقة والمعتمدة على الطرق اليدوية إلى أسلوب العمل الإلكتروني التفاعلي. * أستاذ التخطيط العمراني ونظم المعلومات الجغرافيه المساعد – كلية العمارة والتخطيط