تقوم وزارة التربية والتعليم ضمن مشروعها النقل المدرسي للطالبات الأمين بتطبيق نظم المعلومات الجغرافية لاختصار الزمن في نقل الطالبات . وأوضح مستشار نظم المعلومات الجغرافية بمشروع النقل المدرسي الأمين الدكتور عبدالعزيز بن جار الله الدغشيم أن وزارة التربية والتعليم ( تعليم البنات ) تهدف ضمن خطتها التشغيلية في الفترة القادمة الى اختصار زمن الرحلة التي تقطعها الحافلة سواء في الفترة الصباحية أو الظهيرة لا سيما وأن ذلك يشكل هاجس لأولياء الأمور و المسئولات في المدارس فضلا عن الطالبات أنفسهن . وقال إن المشروع اعتمد على عدة برامج لجمع وتخزين وتحليل المعلومات ومن ضمنها برنامج نظم المعلومات الجغرافية GIS من خلال إستخدام قواعد البيانات والخرائط الإلكترونية موضحا فيها مواقع المدارس ونطاقات الخدمة، وبالتالي كل سائق حافلة معد له مسبقاً المسار الأقصر والأمثل مع تحديد نقاط الوقوف المثلى للحافلة وبذلك يتم تقليل فترة بقاء الطالبات في الحافلة إلى أقل وقت ممكن . وأضاف أن الإختصار لزمن الرحلة سيمكن الطالبة من عدم التأخر وإهدار الوقت في الطريق والإستفادة من هذا الوقت في زيادة التحصيل التعليمي مبينا أن نظم المعلومات الجغرافية والتي تستعمل بواسطة الأجهزة الحاسوبية لعمل تحليل للبيانات والمعلومات المكانية ستسهم في اتخاذ القرارات والتصورات ذات الارتباط المكاني بناءا على العوامل المتغيرة وبالتالي ستساعد في تخطيط النقل المدرسي، وستوفر بيئة الكترونية حديثة ومتقدمة مقارنة بالأساليب اليدوية التقليدية . وأكد أن إيجابيات العمل بنظم المعلومات الجغرافية لا يقتصر على هذه الفوائد فهناك العديد من الفوائد والمزايا التي يحدثها إستعمال مثل هذا النظام في هذا المشروع، فهو سيوفر قواعد بيانات فعلية ومحدثة بشكل مستمر للمدارس والطالبات والحافلات، وسيساعد مع برامج النقل المتخصصة في تحديد إختيار المسارات المناسبة للحافلات ونقاط التوقف الملائمة لإركاب وإنزال الطالبات والتي من المتوقع تحديدها بشكل مستمر وتطبيقها بداية من الفصل الدراسي القادم، مع توفير خرائط معلوماتية متكاملة خلال الفترة القادمة . وبين مستشار نظم المعلومات الجغرافية بمشروع النقل المدرسي أن مسارات الحركة ونقاط إركاب وإنزال الطالبات سيتم تحديدها آليا بواسطة برمجيات للتحليل والنمذجة بناءً على مواقع سكن الطالبات وكثافة تواجدهن بحيث يراعي أن تكون أول نقطة توقف على مسافة 500 متر من المدرسة ولا تقل المسافة بين نقطتي التوقف عن 300 متر مع مراعاة ألا تزيد مسافة مشي الطالبة عن 150 متر من مكان إقامتها إلى نقطة التوقف، مع التأكد من مدى ملائمة هذه النقاط وتوفر عنصر الأمان والسلامة من ارض الواقع . وأشار الدكتور الدغيشم الى أن مشرفات النقل المدرسي في المدارس سيساهمن في دور كبير في تحديث قواعد البيانات وذلك من خلال الدخول الى قاعدة البيانات الخاصة بمدارسهن الكترونيا عن طريق الموقع الإلكتروني الخاص بالمشروع وتحديث بيانات الطالبات المستفيدات والتي تشملهن خدمة النقل المدرسي ضمن نطاق الخدمة المحدد للمدرسة . وأستطرد الدغيشم قائلاً إن هذا النظام سيفيد في معرفة العدد الفعلي للطالبات التي تشملهن الخدمة، وبالتالي سيساعد في التخطيط لتجهيز العدد المناسب من الحافلات، وكذلك تحديد نطاق الخدمة للمدارس . وبينّ الدكتور الدغيشم أن هذه التقنية الحديثة ستمكن ايضا غرف العمليات في كل إدارة تربية وتعليم والمزودة بأحدث الأجهزة لتقوم بالإشراف والمتابعة اليومية للحافلات وذلك لحل أي مشكلة من الممكن أن تطرأ أو توفير حافلات بديلة عند الحاجة، مع إمكانية التواصل معها سواء من قبل أولياء أمور الطالبات أو من قبل السكان لإبداء أي ملاحظات على خدمة النقل المدرسي . ولفت الى ان هذا النظام سيساعد على متابعة الحافلات بعد ربطها بالأجهزة المناسبة حيث أن مشروع الأمين يعمل على تأسيس نظام تتبع للمركبات آليا، وستكون هذه الحافلات مرتبطة آليا عن طريق GPS بغرف العمليات في المناطق المختلفة ليتمكن المسئولون في كل إدارة تربية وتعليم من متابعة الحافلة لحظة بلحظة والذي بدوره سيسهل من معرفة مكان الحافلة بالتحديد وسرعة توجيهها ومدى إستجابة الفرق الفنية إذا أستدعى الأمر لذلك بشكل مباشر وسريع وخاصة الحافلات خارج المدن والتي تقوم بتوفير خدمة النقل مابين القرى والهجر . وأختتم مستشار نظم المعلومات الجغرافية بمشروع النقل المدرسي الأمين تصريحه مبينا أن استخدام هذه التقنيات الحديثة سيسهم في تحسين ورفع كفاءة وجودة أداء النقل المدرسي حيث سيعمل ذلك على تحسين عمليات الإدارة والتشغيل والمتابعة إضافة إلى المساهمة بشكل فاعل في اتخاذ القرارات اليومية والمبنية على بيانات وصفية ومكانية مما يساهم في رفع كفاءة تقديم الخدمة والاستفادة من الموارد والإمكانيات المتوفرة، وإحداث نقلة نوعية في أساليب العمل السابقة والمعتمدة على الطرق اليدوية إلى أسلوب العمل الإلكتروني التفاعلي .