سيكون ملعب 22 مايو بعدن اليوم (الأحد) مسرحا للمواجهة المرتقبة بين المنتخبين السعودي والكويتي في نهائي دورة الخليج العشرين لكرة القدم ( خليجي 20) التي استضافتها اليمن للمرة الأولى .ويطلق على مواجهات المنتخبين على وجه الخصوص (دربي) الكرة الخليجية نظرا للتنافس الكبير بينهما منذ سنوات عدة , إذ يحظى كل منهما بحضور لافت على الصعيد القاري فهما دائما من المرشحين للتتويج باللقب الآسيوي وتمثل بطولة آسيا المقبلة في قطر تحديا جديدا لهما لإثبات حضورهما , فضلا عما حققته الكرة السعودية ونظيرتها الكويتية من انجازات عالمية أبرزها بلوغ (الأخضر) المونديال 4 مرات على التوالي , في حين حقق (الأزرق) هذا الانجاز مرة واحدة . والتقى المنتخبان 187 مرة في دورات الخليج ، ويتفوق المنتخب الكويتي بسبعة انتصارات مقابل 4 للسعودي، في حين كان التعادل سيد الموقف في 7 مباريات .و رغم انه يشارك في (خليجي 20) بمنتخب شاب غابت عنه الأسماء الكبيرة , يبحث المنتخب السعودي عن اللقب الرابع في تاريخه إذ سبق أن توج به في نسخ 1994 و2002 و2003, وأنقذ التأهل إلى النهائي المدير الفني للمنتخب السعودي البرتغالي جوزيه بيسيرو من مواجهة جديدة مع الإعلام السعودي إذ تعرضت تصريحاته بإمكان العودة إلى الرياض بالكأس بالعناصر الشابة إلى انتقادات كبيرة , واتهمه البعض بالرغبة في تخفيف الضغوط عن عاتقه باستبعاد عدد من الركائز الأساسية لإيجاد مبرر في حال الفشل , وأدخر بيسيرو جهد عدد من اللاعبين الاساسيين لكأس اسيا الشهر المقبل في الدوحة وهم وليد عبدالله واسامة هوساوي ومناف ابو شقير وحمد المنتشري وعبده واحمد عطيف ونايف هزازي وناصر الشمراني وسعود كريري، فضلا عن ياسر القحطاني المصاب, خشية إصابة أي منهم ما يضعه في ورطة في البطولة الأهم والتي ستكون فرصته الأخيرة بعد اخفاقه في قيادة (الأخضر) إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا. واستطاع اللاعبون السعوديون الشباب بمشاركة عدد من عناصر الخبرة الممثلة في أسامة المولد ومحمد الشلهوب وتيسير الجاسم وصالح بشير في بلوغ النهائي , ولم تخيب العناصر الواعدة في تشكيلة (الأخضر) ظن بيسيرو وحققوا نتائج مميزة بالفوز على اليمن 4-صفر في الافتتاح ثم التعادل مع الكويت وقطر والفوز على الإمارات في نصف النهائي , وأفرزت البطولة عددا من المواهب المميزة التي ستكون دعامة كبيرة للتشكيلة الأساسية خلال الأعوام المقبلة ومن أبرزهم عساف القرني ومشعل السعيد وراشد الرهيب وأحمد عباس وعبد العزيز الدوسري وسلطان النمري ومهند عسيري , والأخير على وجه الخصوص حظي باهتمام كبير نظرا لقدراته التهديفية العالية وموهبته المميزة إذ يعد من عينة المهاجمين القناصين الذين تفتقدهم الكرة السعودية في الفترة الأخيرة. وقال صانع ألعاب المنتخب السعودي عبد العزيز الدوسري : "الأخضر عبر بجدارة للنهائي وتجاوز منتخبا صعبا وقويا هو المنتخب الإماراتي الذي شد جميع من تابع البطولة بمستوياته المتطورة ونتائجه الإيجابية التي حققها في المرحلة التمهيدية لكنه توقف مجبرا أمام المنتخب السعودي الذي لن تكتمل فرحته سوى بتحقيق كأس البطولة . ." وعن المنتخب الكويتي قال:" هو منتخب قوي ولكنه سوف يصطدم بمنتخب قوي أيضا وهو المنتخب السعودي الذي يمتلك ثقافة الفوز بالمباريات النهائية ." من جانبه , يحمل قائد المنتخب السعودي في البطولة محمد الشلهوب على عاتقه مهمة صعبة وهي العودة لبلاده مظفرا بالكأس, وتحمل اللاعب باقتدار مسؤولية قيادة مجموعة أغلبها من اللاعبين الشبان لبلوغ النهائي , وأقنع الشلهوب الذي بدأ اللعب الدولي منذ 10 سنوات مدربه جوزيه بيسيرو بأحقيته في المشاركة في التشكيلة الأساسية بكأس اسيا . من جهته , يسعى المنتخب الكويتي إلى لقبه الخليجي العاشر إذ يحمل الرقم القياسي ب (9) القاب ، ويمر (الأزرق)بحالة استقرار في الجهاز الفني بإشراف المدرب الصربي جوران توفاريتش الذي قاد الفريق إلى لقب غرب آسيا بعد سنوات عجاف ، وهو اللقب الأول للمنتخب الكويتي منذ عام 1998 عندما توّج بطلاً للخليج في البحرين بقيادة المدرب ميلان ماتشالا . " وتصدر المنتخب الكويتي المجموعة الأولى في (خليجي 20) بالفوز على قطر واليمن والتعادل مع السعودية , ثم أطاح ببطل آسيا المنتخب العراقي من نصف النهائي بركلات الترجيح . وظهرت بصمات توفاريتش الذي أجاد توظيف جراح العتيقي ووليد علي وفهد العنزي ويوسف ناصر ومساعد ندا , وساعده تألق العنزي ووليد علي على الجناحين، وشكلا مع بدر المطوع ويوسف ناصر خطورة دائمة على مرمى المنافسين في الدورة . ويؤكد لاعب الكويت المتألق في الدورة بدر المطوع أن المنتخب السعودي قوي ولكن هو وزملائه لن يتركوه يفلت بالكأس الخليجية، وقال : " هدفنا هو الفوز بالبطولة وهو حق مشروع لكلا المنتخبين. " وأضاف لاعب الكويت وليد علي " : نحلم بالعودة إلى الكويت رافعين الكأس لنؤكد الطفرة الكبيرة للكرة الكويتية , كما ان الفوز سيكون دافعا كبيرا لمزيد من التألق في بطولة آسيا . " ومن أبرز مكاسب الكرة الكويتية في الدورة المهاجم الواعد فهد العنزي الذي بات يلقب ب (رونالدنيو الخليج) نظرا لمهاراته الفنية العالية وقدراته التهديفية المميزة وانطلاقاته الخاطفة من الجناح الأيمن . وكان للاعب دور كبير في بلوغ (الأزرق) المباراة بصناعة هدف وتسجيل آخر فارضاً التعادل( 2-2) في الشوط الثاني واللجوء إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت إلى (الأزرق), وبزغت نجومية العنزي في البطولة وجذب أنظار عدد من الأندية الخليجية خصوصا السعودية أبرزها عرض من النصر السعودي الذي أبدى اهتماماً بالحصول على خدمات اللاعب صاحب المهارات الفردية العالية , وأعاد العنزي إلى الأذهان الأسماء الكويتية الرنانة أمثال جاسم يعقوب وفيصل الدخيل. ويعد العنزي أحد أفضل لاعبي نادي كاظمة . وتلقى قبل (خليجي 20) عرضاً للاحتراف في أوروبا لمصلحة نادي بارتيزان بلجراد الصربي.