هل سيصبح الرابع عشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام يوماً للحذاء العالمي؟! حيث قذف في ذلك اليوم الصحفي العراقي (منتظر الزيدي) الرئيس الأمريكي بحذائه( أعزكم الله). بالتأكيد لو حدث رمي الحذاء لبوش وهو يمشي في إحدى شوارع بغداد مثلا ، لكان أمراً مقبولاً نوعاً ما أو متوقعاً، ولكن أن يحدث في مؤتمر صحفي وأمام العالم، هذا ما جعله حدثاً استثنائياً وفريداً. وما بين مبررٍ للحدث ومنتقدٍ له انقسم الناس!. ولعل السؤال الأبرز هل يليق بصحفي سلاحه القلم والكلمة المكتوبة، أن يستبدل هذا السلاح بحذاء!! وما الذي جعله ينهج هذا الخيار؟!! وكيف واتتهُ الشجاعة؟!هل هي الحرية التي بشر بها بوش وانتظرها (منتظر)، وإخوانه العراقيون، هي التي ضخت في دمه الجرأة؟! وها هو بوش يدفع ثمنها في مفارقةٍ غريبة ومضحكة؟! ومن فورها لم تهدأ وسائل عالمنا العربي وعالمهم!!. وحتى موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية، دخلها اسم منتظر الزيدي، ليس بصفته صحفيا معروفا، بل كونه "اشتهر بقذفه زوجي حذائه صوب الرئيس الأمريكي جورج بوش أثناء انعقاد مؤتمر صحفي في بغداد في 14ديسمبر/ كانون الأول من عام 2008، فأصاب أحدهما علم الولاياتالمتحدة خلف الرئيس بعد أن تفادى بوش الحذاء." !!. أما هاني نقشبندي، فيكتب مقالا بعنوان "مكافأة نهاية خدمة!" يبدأ الكاتب المقال بالتعبير عن رأيه الشخصي بالحادث إذ يقول: "شخصيا، أعتقد أن من العيب إلقاء فردة حذاء على إنسان، ولو كان بوش... ولعل من العيب أن نستقبل ضيفا، أيا كان، بفردتي حذاء." ويختم الكاتب مقاله بقوله: "إن جاز لنا أن نصف ما حدث مع بوش، فسأقول إنه ببساطة تلقى أفضل مكافأة نهاية خدمة في حياته!". يذكر موقع ال(BBC)، أن أحدهم كتب سلسلة مقالات عن الحدث وبعثها عبر البريد الإلكتروني إلى العديد من المعارف، اعتبر (الزيدي) فيها اللاعب الوحيد في مباراة كرة القدم. وجعل نفسه فيها معلقا رياضيا! فكأنه يتحدث قائلاً: (وقد تمكن من تسجيل هدفين متتاليين في وقت قياسي، في مواجهة اثنين من عتاة حراس العالم!!). يقول د. قاسم حسين صالح، لنتصور يوم الأحد بسيناريو آخر، حيث يقف منتظر قائلا لبوش: يا سيد بوش، لا ننسى فضلك على العراقيين بتخليصهم من الدكتاتورية، لكن قواتك العسكرية أهانت العراقيين وأذلتهم، فجنودك صفعوا وجه أكثر من وزير، وجنودك عرّوا العراقيين وأهانوهم في أبو غريب وداسوا على رؤوسهم بأحذيتهم... فيقاطعه بوش: إنني من خلالك أقدم اعتذاري للشعب العراقي...لتظهر الصحف بعناوين تتصدر صفحاتها الأولى: - منتظر الزيدي يُجبر بوش على الاعتذار علناً.. - صحفي عراقي ينتزع اعتذاراً من بوش للشعب العراقي!! أما كان أجدى يا سادة بدلاً من سيناريو الحذاء الذي أرسل صاحبه للسجن!!!