المتابع لنسبة الغياب عند الطلبة يجد أنها تزيد في اليومين الأخيرين السابقين للإجازة وتزيد عند البعض يومين لاحقين بعد الإجازة..؟؟ الإشكال ليس في الغياب كما قد يتصور البعض ولكن في شكل العقاب وهو مضاعفة الخصم من درجة المواظبة للطالب أو الطالبة..؟؟ حيث انها لم تثمر شيئاً أي أن الخصم يتم والغياب يستمر..؟؟ السؤال ألم تحدد وزارة التربية سبب الغياب ذاك لتعالجه ليس بالخصم بل بالإصلاح لحال مدارسها التي للأسف باتت خالية من الحس التربوي وتكتفي بعملية التلقين للطلبة؟ أعتقد أن الأمر لن تحله درجة أو اثنتان ولن يحله اتصال هاتفي من إدارة المدرسة للاستفسار عن سبب الغياب خاصة عند البنات ولكن الأمر يمكن حله من خلال إعادة شخصية المدرسة عموماً لتكون مؤسسة تربوية فعلاً وليست مجموعة غرف يتم رص الأجساد فيها لحقن بعض مساحات العقول بالمعلومات التي قد لا تكون في اغلبها جديدة على عقول أبنائنا.. نريد من الوزارة أن توقف مسلسل العقاب لدرجات المواظبة حتى يتحقق البعد التربوي في المدرسة لأن الأمر ليس حضوراً وغياباً فقط بل استفادة أو خسارة..، حين تعيد المدرسة شخصيتها وتربط الطالب فيها كمؤسسة تعليمية تربوية فإن الغياب سوف يكون أقل بكثير عند الطلبة عموماً.. أعتقد أن استثمار طاقات هؤلاء أحد أهداف المدرسة وليس فقط إثبات حضورهم.. أعتقد أن ضعف المدرسة في تحريك الطلبة عقلياً وجسدياً يدفع الطلبة للغياب لأن الجلوس على كرسي خشبي لمدة تزيد على ست ساعات على الأقل بشكل يومي لا يتخلله سوى ربع ساعة لتناول الإفطار لا يمثل تعليماً بقدر ما هو شبه عقاب..، خاصة في المرحلة الابتدائية حيث الحاجة للحركة..، نعم اتفق معك عزيزي القارئ أن المرحلة المتوسطة والثانوية حيث المراهقة واحتياجاتها تتطلب أيضاً أنشطة تستنزف الطاقة الجسدية مع توجيه القدرات العقلية نحو المساحات الإيجابية..، الأنشطة تلك من خلالها يمكن أن نعلم أبناءنا روح التعاون والانتماء للوطن والمدرسة وأيضاً معالجة سلوكيات العنف عند الجنسين..، أيضاً اكتشاف قدرات الطلبة والاستفادة منها.. ليس المهم الحضور ولكن المكتسب يا وزارة التربية والتعليم مدرسة لا يوجد فيها معمل ولا ملعب ولا مكتبة ولا مرسم بل إن أفضل منتج لوزارة التربية والتعليم وهي مجلة المعرفة لا تصل للمدارس ليستفيد المعلمون من القضايا التي تطرحها في قبيل القضاء على التطرف حسب تجربة المدارس البريطانية أو استثمار الموهوبين في المدارس اليابانية أو تجربة التعليم الإسرائيلي التي حين يتخرج الطالب من المرحلة الثانوية يمكنه العمل المهني والفني ليس لأنه يلبس الطاقية اليهودية بل لأنه يملك مهارات تؤهله للعمل المحترف في أكبر المصانع والشركات دون حاجة لأن يطلب وزير عملهم من الشركات إثبات توظيف مواطن لمنحه فيزة استقدام عامل وكل ذلك تم عرضه بعمق في أكثر من عدد من مجلة المعرفة.. ولكن لم نلمح تطبيقه في مدارسنا..